انتقل إلى عفو الله الزميل محمد بوعبيد، حيث لبى الرجل عصر يوم الأربعاء في بيته حيث سلم الروح لباريها في صراع طويل مع المرض، منسحبا في صمت وفي هدوء بعد العناء والصراع مع الألم. عاد إلى البيت رفقة زوجته بعد قضاء مجموعة من الحاجيات، حمل قلبه بين يديه وأجهش بالبكاء وعندما حاصره الألم...تمدد على سريره وسلم الروح لباريها... وهكذا يودع الإعلام الرياضي المغربي أحد أبنائه من الجيل الثاني من الصحفيين الذين بصموا المسار بخدمات وأنشطة مكثفة... الراحل محمد بوعبيد من مواليد 30 يونيو سنة 1950 وتمتد جذوره إلى مدينة برشيد، مما طبع الرجل بنخوة المنطقة وأناقة أولاد حريز... انتقل في مطلع الثمانينيات من قطاع التعليم حيث انخرط في قضاياه بالعمل النقابي إلى الصحافة في القسم الرياضي لجريدة محرر، وبعدها الاتحاد الاشتراكي، إذ اشتغل رفقة مجموعة من الصحفيين الرواد كمحمد نبزر، حميد الصبار، أحمد صبري، عبد الرزاق مصباح... وتحمل المسؤولية ضمن جيل مؤسس الإعلام الرياضي الوطني كنجيب السالمي، عبد الله الوزاني، السرايري، الحنصالي، عبد اللطيف الغربي، الحيسن الحياني، كمال لحلو، محمد الشرايبي، محمد بلفتوح، القدميري كن، مصطفى الخودي، الصقلي الحسيني، علي بوهضار، محمد الروحلي، مصطفى أبو عباد الله، بدر الدين الإدريسي، محمد بنصغير، نور الدين كديرة... التحق بالمكتب المسير للجمعية المغربية للصحافة الرياضية أمينا للمال، وإيمانا بالتعدد ساهم في إحداث منظمة للصحافة تحمل عنوان الرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين رفقة مجموعة من رجال الإعلام حسن العطافي، عبد اللطيف المتوكل، علي حسوني، حسبي علمي، محمد التويجر، عزوز شخمان، عبد الهادي الناجي، رشيد جامي، رشيد لبشير، محمد ملوك، محمد زمان... وظل محمد بوعبيد وفيا لمبادئه والقيم التي يدافع عنها، كما سبق أن اشتغل مكلفا بالتواصل في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم آخر التسعينيات في عهد الرئيس السابق الجنرال حسني بن سليمان... داخل رابطة الصحفيين نظم الراحل محمد بوعبيد ضمن المكتب التنفيذي لقاءات، ندوات، وقفات فكرية ترمي إلى إبداء الرأي والاقتراح وانشغل في السنوات الأخيرة في التنسيق بين الرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين والجمعية المغربية للصحافة الرياضية بهدف تحصين المهنة والدفاع عن العمل الاحترافي... وفي أخر مبادرة وقع محمد بوعبيد باسم الرابطة اتفاقية مع مؤسسة خاصة لتعليم اللغات ترمي لفسح المجال لدراسة اللغة الانجليزية وبقي الرجل قريبا من هموم الرياضة الوطنية ومنخرطا في خدمة قضاياها بالرأي والتحليل والخبر والمعالجة. جريدتا الاتحاد الاشتراكي والأحداث المغربية ومجلة الهدف التي أحدثها في محطة في المسار رفقة الزميل مصطفى هشام... وبذلك قضى محمد بوعبيد حياته في مدار الرياضة الوطنية صحفيا وفاعلا جمعويا... عاش ومات قريبا من هموم المجتمع الرياضي، وظل مرتبطا بمدينة برشيد وبالتربة التي أنجبته... واستمر في الحضور والاشتغال رغم الألم والمرض... وتعايش مع آلامه بصوت يصدح الآراء والقيم التي يؤمن بها، ويفكر في تحقيقها. وداعا محمد بوعبيد الزميل والصديق، ستبقى في القلب والذاكرة...