المرض مازال يصيب حوالي 300 مليون شخص سنويا عبر العالم تحيي منظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة المقبل، اليوم العالمي للملاريا تحت شعار «الاستثمار في المستقبل هزيمة الملاريا». وقد دأبت الدول الأعضاء في المنظمة، منذ عام 2007، على اعتبار يوم 25 أبريل من كل سنة مناسبة لإحياء يوم الملاريا العالمي، الذي يتيح فرصة لتسليط الأضواء على ضرورة استمرار الاستثمار وتواصل الالتزام السياسي للوقاية من الملاريا ومكافحتها. وأنقذت الجهود العالمية المبذولة لمكافحة الملاريا أرواح 3.3 مليون شخص منذ عام 2000، حسب التقديرات بتخفيض معدل الوفيات بسبب الملاريا بنسبة 42% على الصعيد العالمي، ونسبة 49% في أفريقيا، وساعد نمو الالتزام السياسي وتوسع نطاق التمويل على الحد من معدل الإصابة بالملاريا بنسبة 25% على الصعيد العالمي، ونسبة 31% في أفريقيا. وعلى الرغم من ذلك فإن أن الغاية المنشودة لم تتحقق بعد، حيث لا تزال الملاريا تودي سنوياً، حسب التقديرات، بحياة 627 ألف شخص يتألفون أساسا من أطفال دون سن الخامسة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بينما تواصل انتقال الملاريا في 97 بلدا خلال عام 2013. ويظهر سنوياً ما يزيد على 200 مليون حالة لا يجري اختبار أو تسجيل معظمها على الإطلاق، ويهدد ظهور مقاومة المرض للأدوية ومبيدات الحشرات بعكس اتجاه المكاسب المحققة في الآونة الأخيرة. ومن الملح تحصيل المزيد من الأموال لترسيخ التقدم المحرز وتسريع وتيرته في مجال مكافحة الملاريا في العالم تمشياً مع الهدف السادس من الأهداف الإنمائية للألفية ولضمان تحقيق الهدفين 4 و5 من هذه الأهداف. وفي سياق متصل، يوضح باحثون أن أكثر من 300 مليون شخص يصاب بمرض الملاريا سنوياً، وهو مرض يصيب الدم ويهدد حياة الإنسان بسبب مهاجمة الطفيليات التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق البعوض. ويضيف الباحثون أن طفيل الملاريا تأثر بدرجات حرارة المرتفعة بفعل ظاهرة الاحتباس الحرارى، حيث قدموا دليلا جديدا على أن المرض تتصاعد حدته وانتشاره مع ارتفاع درجات الحرارة خلال السنوات القليلة الماضية. وتشير الدراسة، التي نشرت في مجلة "ساينس" العلمية إلى أنه مع تواصل معدلات الحرارة للارتفاع في المستقبل قد يؤدي ذلك إلى زيادة حالات الإصابة بالملاريا وبخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في أفريقيا وأمريكا الجنوبية التي تعتبر الأعلى حرارة. وقد استند الباحثون على تحليل سجلات درجات الحرارة المرتفعة في كل من إثيوبيا وكولومبيا حيث لوحظ أن البعوض يميل إلى الهجرة مرة أخرى وصولا إلى ارتفاعات أقل عند انخفاض درجات الحرارة. ولإجراء تحليلاتهم درس الباحثون سجلات الحالة من منطقة "أنتيوكيا" غرب كولومبيا 1990- 2005 ومنطقة «دبرى» في إثيوبيا خلال الفترة من عام 1993 - 2005. وقد استبعد الباحثون المتغيرات التي يمكن أن تؤثر على حالات الإصابة، مثل برامج مكافحة البعوض والتغيرات في كميات سقوط الأمطار ومقاومة الجراثيم للأدوية المضادة للملاريا. وقد وجدوا أن ارتفاع حالات الإصابة بالملاريا وسيطة لتغييرها إلى ارتفاعات أعلى في السنوات الدافئة، وإلى ارتفاعات أقل في السنوات الباردة.