أعلنت وزارة الصحة المغربية تخليدها اليوم العالمي لمكافحة الملاريا، أمس الاثنين، الذي يصادف 25 أبريل من كل سنة، تحت شعار "مراقبة الملاريا المستوردة من الخارج".. إذ عقدت لقاءات للتوعية والتحسيس على المستوى الجهوي، لفائدة العاملين في مجال الصحة بالقطاعين العام والخاص، بغية التعريف بالإجراءات المقررة للحفاظ على ما تسميه الوزارة ب "مكسب حصول المغرب على شهادة مكافحة المرض نهائيا على الصعيد الوطني". وأعلنت الوزارة نفسها عن أن مصالحها الصحية تتكفل سنويا بالعلاج المبكر ل 200 حالة من الملاريا المستوردة من الخارج، بينما أفادت مصادر طبية مطلعة "المغربية"، أن المغرب ما يزال يشهد سنويا تسجيل حالات جديدة للإصابة بالداء، إذ سجلت 120 حالة إصابة بالداء خلال سنة 2010، يجري مكافحتها بواسطة علاجات خاصة، عبارة عن حقن وأقراص طبية، يمكن اللجوء إليها في حالة ظهور البعوض الناقل للمرض. وتحدثت المصادر نفسها عن أن المغرب "يعرف سنويا ظهور ما بين 100 و120 حالة إصابة، تصفها دائما المصالح الطبية العمومية ب"الملاريا المستوردة من الخارج، العابرة إلى المغرب عبر المطارات أو الموانئ". وورد في بيان صادر عن الوزارة الوصية بمناسبة تخليد اليوم العالمي لداء الملاريا، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن "المغرب تمكن من الحصول على شهادة القضاء على الملاريا المتوطنة، سلمت إليه من قبل منظمة الصحة العالمية شهر ماي من سنة 2010، بعد تأكد المنظمة من التخلص التام من انتشار المرض على المستوى الوطني منذ سنة 2003، واستمرارية اليقظة الوبائية". وجاء في البلاغ أن وزارة الصحة "شرعت منذ يناير من السنة الجارية في تنفيذ إجراءات استراتيجية للوقاية، تهم بالخصوص مكافحة الملاريا المستوردة من الخارج". وتشمل هذه الإجراءات، حسب البلاغ المشار إليه، إنشاء 16 وحدة جهوية متخصصة في الإرشاد الطبي للمسافرين إلى البلدان الموبوءة، وتكوين 32 طبيبا مرشدا و300 طبيب في مجال الوقاية والتكفل بحالات الملاريا المستوردة، إلى جانب تعزيز أنشطة المراقبة والرصد ومكافحة البعوض الناقل للداء في الأقاليم، خاصة تلك التي تتوفر على الظروف البيئية الملائمة لتكاثر بعوض "الأنوفيلة" القادر على حمل ونقل الداء. يذكر أن ما يسمى عالميا ب "ملاريا المطارات والموانئ"، ما تزال تنتشر في عدد من الدول عبر العالم، ضمنها فرنسا، التي تشهد 5 آلاف حالة ملاريا مستوردة، إما عبر الطائرة أو الباخرة، وتصل الإصابة إلى 6 آلاف في ألمانيا، سنويا والأمر نفسه في إسبانيا". والملاريا مرض يسببه طفيلي، ينتقل إلى جسم الإنسان عن طريق لدغات البعوض الحامل له، يشرع في التكاثر في الكبد، ويغزو الكريات الحمراء بعد ذلك، ومن خصائص المرض أنه يصيب الإنسان دون باقي الكائنات الحية، تنقله إناث البعوض من النوع أنوفيلس Anopheles. من أعراض الملاريا الحمى، والصداع، والتقيؤ، تظهر عادة بعد مضي ما بين 10 و15 يوما على التعرض للدغ البعوض. ويمكن للملاريا، إذا لم تعالج، أن تتهدد حياة المصاب بها بسرعة، من خلال عرقلة عملية تزويد الأعضاء الحيوية بالدم. وللوقاية من الإصابة بداء الملاريا، يوصي الاختصاصيون بالحذر من لدغ البعوض، عن طريق ارتداء الملابس الطويلة، وتغطية معظم أجزاء الجسم، واستخدام مواد طاردة للبعوض، وصواعق الحشرات بأنواعها المختلفة. ومن التوصيات، أيضا، عدم المشي على المسطحات الخضراء، عقب حلول الظلام، مع الحرص على استعمال الأدخنة لطرد البعوض من الأماكن المغلقة، وتجنب استعمال الملابس داكنة اللون، لأنها تجذب البعوض.