قالت مصادر طبية مطلعة إن المغرب عرف 120 حالة إصابة بداء الملاريا، خلال سنة 2010، سجلت في عدد من المدن، بينها الدارالبيضاء، وتطوان، وشفشاون، وطنجة، مؤكدة أنها جميعها من نوع الملاريا المستوردة، وليس من نوع الملاريا المحلية. وذكرت مصادر "المغربية" أن الحالات المسجلة اكتشفت وسط مغاربة وأجانب يقيمون في المغرب، أغلبهم يزورون مناطق من جنوب الصحراء، مثل موريتانيا، ومالي، والسينغال، وكذا مغاربة لم يغادروا أرض الوطن. وتأتي هذه الإصابات، بعد مرور 6 أيام على إعلان منظمة الصحة العالمية أن المغرب خال من داء الملاريا، ومنحها وزيرة الصحة، ياسمينة بادو، شهادة الاعتراف، في ماي الماضي، بجنيف. وفي مقابل ذلك، أعلنت وزارة الصحة، أول أمس الخميس، أن "المصالح الصحية في الدارالبيضاء، أبلغت عن تسجيل حالة إصابة بالملاريا في 10 من دجنبر الجاري، لدى سيدة تبلغ من العمر 46 سنة، تحسنت وضعيتها بعد التكفل الطبي بها"، مشيرة إلى أن "الأبحاث، التي أجرتها المصالح المختصة، لم تكشف عن وجود أي حالة انتقال للعدوى". وفي هذا الإطار، قال عمر المنزهي، مدير مديرية الأوبئة في وزارة الصحة، في تصريح ل"المغربية"، إن "حالات الملاريا التي تسجل سنويا في المغرب، ليست من نوع الملاريا المستوطن، وإنما من نوع الملاريا المستورد من الخارج، أو ما يسمى بملاريا المطارات أو الموانئ، تعرفه جميع دول العالم، بما فيها الدول الغنية والأكثر تقدما". وأضاف أن المغرب "يعرف سنويا، ظهور ما بين 100 و120 حالة إصابة بالملاريا المستوردة، من النوع الذي لا يشكل خطرا على الصحة العامة، بينما لم تكشف الأبحاث العلمية عن عودة الملاريا المستوطنة إلى المغرب". ووصفت المصادر الطبية هذه الإصابات بالعادية، وبأنها "لم تدخل بعد في صنف الملاريا المحلية، وتجري خلالها مقاومة الحالة المرضية لدى المصابين بمنحهم أدوية مضادة للداء"، مبررة ارتياحها "رغم وجود حالات مرضية، مقارنة بما تعرفه دول متقدمة من إصابات مماثلة، إذ يسجل في فرنسا 5 آلاف حالة سنويا، وتصل الإصابة إلى 6 آلاف في ألمانيا، سنويا والأمر نفسه في إسبانيا". وأكدت المصادر أن المغرب "بصدد إعداد سياسة تعامل جديدة مع المسافرين المغاربة إلى المناطق الموبوءة، أو القادمين منها، للحيلولة دون إصابتهم، أو لمنع نقل الطفيلي المسؤول عن نقل المرض، من قبيل إجبارهم على أخذ العقاقير المضادة للداء، قبل مغادرة المغرب، وخلال فترة الإقامة في المناطق الموبوءة، وبعد العودة إلى المغرب لفترة معينة". وأشارت المصادر إلى وجود خطة جديدة، تعتمد على منح المسافرين دروسا في طرق تناول الوجبات والماء الشروب في البلدان المذكورة، وحثهم على ارتداء نوع من اللباس، لا يثير البعوض المسؤول عن نقل المرض، مع وضع مواد طبية على المناطق العارية من الجسم، تساعد على اتقاء لسعات البعوض. وذكرت المصادر بوجود تدابير موازية حول حماية النباتات والمنتوجات الغذائية، مثل الفواكه، من البعوض المسؤول عن نقل الملاريا إلى المغرب، والإبقاء على اليقظة بخصوص أي حالات إصابة بالملاريا لدى أشخاص قادمين من البلدان، التي ظهرت فيها إصابات بهذا الداء.