تكريس لمرحلة جديدة في تأصيل الفنون البصرية وتدوين للعطاء المتميز لأقلام عربية صدر عن نادي الجسرة الثقافي في دولة قطر العدد الأول من مجلة «التشكيلي العربي» في طبعة ملونة أنيقة وإخراج متميز ومضامين رصينة. و»التشكيلي العربي» مجلة فصلية تعنى بالفنون البصرية العربية والعالمية، ويرأس مجلس إدارتها إبراهيم الجيدة. وقد تم اختيار الناقد والفنان الأردني غازي انعيم مشرفاً على المجلة وأسند إليه مهمة مدير التحرير المسؤول، أما الناقد والفنان محمد العامري فقد أسندت إليه مهمة سكرتير التحرير. وقد تضمن العدد الأول مواضيع متنوعة استهلها مدير التحرير المسؤول غازي انعيم بالافتتاحية قائلاً: « تأتي مبادرة رئيس مجلس الإدارة الأستاذ إبراهيم الجيدة لإصدار، مجلة التشكيلي العربي، في مثابة بداية مرحلة جديدة في تأصيل الفنون البصرية وتدوين للعطاء المتميز لأقلام عربية أثبتت وأكدت إسهامها في مجمل الفنون البصرية العربية التي تمتد جذورها في عمق ومكونات الحضارات الإنسانية». وأكد مدير التحرير المسؤول: أن «مجلة التشكيلي العربي تأتي في وقت مهم من الحياة الثقافية العربية، والتي هي بأمس الحاجة لمثل هذه المجلات التي انحسرت في مناخات الإبداع العربي، حيث يصدر العدد الأول منها في لحظة تاريخية حرجة يشهد فيها عالمنا العربي وضعاً ملتبساً على المستويات كافة». وختم مدير التحرير المسؤول غازي انعيم الافتتاحية قائلاً: «ها نحن في إصدارنا الأول مجرد بداية، سنحاول جاهدين خدمة القارئ العربي أينما كان بكل ما لدينا من إمكانات متواضعة من أجل رفع الذائقة الجمالية ونشرها وتعميمها، لأن الثقافة التي نريد تعميمها هي ثقافة حرة، غايتها، أولاً وأخيراً، بناء الإنسان العربي وخدمة قضاياه». ومن كتاب العدد مجموعة من النقاد والباحثين العرب، وضمن مقالات ورؤى، كتب فاتح بن عامر حول تجربة الفنانة التونسية فاتن السخيري، وتناولت كريمة بن سعد المصورة الفوتوغرافية منى سيالة، وغازي انعيم تجربة الفنان القطري يوسف أحمد، وفي باب ذكرى تناول عبد الله ابو راشد مصطفى الحلاج أيقونة الفن العربي، وفي باب مهرجانات غطى عبد الكريم السيد مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية ومحمد مهدي حميدة بينالي تونس للفن العربي المعاصر. وضمن ملف العدد قدمت رويدا الرافعي تأملات في الفن التشكيلي اللبناني، وفي باب المتاحف تجول خالد الحمزة في متحف جيلبتوتيك بكوبنهاجن، وفي باب التراجم قدم الياس فركوح ترجمة لحوار اجري مع المصور الفوتوغرافي ميشا غوردن، وأجرى غازي الذيبة حوارا مع الفنان الأردني محمود صادق، وكتب محمود شاهين في الفيديو آرت، وفي باب الدراسات قدم محمد حسن إسماعيل قراءة في تجربة الخطاط المصري خضير البورسعيدي، وتناول محمد العامري الفنان الراحل رافع الناصري، واهتمت الناقدة د. أمل نصر بتجربة النحات المصري سعيد بدر، وفي باب متابعات تابعت المجلة إشهار اتحاد التشكيليين العرب في الكويت. وتضمن العدد مقالات لعبد الهادي شلا في الحركة والسكون، وكتب فاروق يوسف الرسم الصعب ما يزال ممكناً وضمن باب تجارب شابة تناول سامر إسماعيل تجربة الفنانة السورية سارة شما، أما خالد خضير الصالحي فكتب حول تجربة الفنانة العراقية هناء ما الله، واهتمت ريم المالكي بفن الشارع. وفي باب مقاربات تناول د. الياس ديب الشعر رسماً، وفي الصفحة الأخيرة تحت باب أثر ونص كتب حسين نشوان راشد دياب اللوحة مختبر الكون. وتصدر الغلاف الأول لوحة للفنان القطري يوسف احمد أما الغلاف الثاني فقد كان للفنان الكويتي عبد الرسول سلمان. وبمناسبة صدور العدد الأول من مجلة ( التشكيلي العربي ) صرح رئيس مجلس الإدارة إبراهيم الجيدة قائلاً: « من أولى مهام نادي الجسرة الثقافي في دولة قطر، ترسيخ الوعي الثقافي والجمالي، والمعرفي للفنون التشكيلية، وكان من الضروري التواصل مع المشهد التشكيلي العربي المتنامي بمطبوع فني يواكب تغطية هذا المشهد تنظيراً ونقداً، ورفد المتلقي العربي التواق لكل ما يمت للفنون البصرية «. وأضاف الجيدة: « سنتواصل إن شاء الله بإصدار الأعداد القادمة وبوقتها المحدد ليبقى عنوان ( مجلة التشكيلي العربي ) محفوراً بالذاكرة مهما توالت الأعوام.. وسنخطو، خطوات متقدمة مستقبلاً فالمهم أن لحظة ولادتها قد تحققت وستكون بإذن الله شمعة في درب الفن وأيقونة المجلات التشكيلية العربية «. وزاد الجيدة قائلاً: « لم يكن صدور مجلة التشكيلي العربي لمجرد تكملة عدد للمجلات التشكيلية التي تصدر عن مؤسسات في الوطن العربي، بل ستكون منبراً حراً وصوتاً مسموعاً داخل الوطن العربي وخارجه.. ونموذج ريادي في الحياة التشكيلية العربية المعاصرة.. ومما لا شك فيه أن المشروع التشكيلي لم يكن وليد الصدفة، وإنما جاء بمثابة تتويج لمسيرة حافلة لنادي الجسرة الثقافي الذي بدأ بمجلة الجسرة الثقافية، ثم موقع الجسرة الالكتروني وتوج بمجلة التشكيلي العربي». وختم الجيدة تصريحه قائلاً: «ستحرص المجلة على متابعة كل ما هو جديد، وتناول القضايا المهمة، وتقديم محاورات جادة، والتعريف بالجيل الجديد وتخصيص ملفات لقضايا فنية مهمة، وستبقى المجلة مشرعة نوافذها أمام النقاد والدارسين والباحثين وغيرهم داخل الوطن العربي وخارجه».