جمعية بييزاج للبيئة تدعو السلطات الولائية للتدخل بحزم لوضع حد لهذا التجاوز غير المقبول تفاجأت جمعية بييزاج للبيئة بمولود طور النشأة عبارة عن مطرح عشوائي غير محدد المساحة والمجال بأكادير على ضفاف واد يقع شرق المدينة، ويصب بنهر سوس مباشرة، يسمى (أيغزر العرباء)، يفصل بين جماعة تيكوين التابعة للجماعة الحضرية لاكادير، وجماعة الدراركة من جهة، أي بالمنطقة الحدودية حيث تنشط مظاهر التخريب والدمار البيئي الذي يمس المكونات البيئية الحساسة كغابات الأركان وضفاف الأودية. هذا المطرح الجديد يشكل تكريسا للتلوث ومسا خطيرا بالبيئة. كيف تنشأ المطارح العشوائية ومن المسؤول؟ تنشأ المطارح بسبب غض الطرف من قبل الجهات المعنية وعدم تحملها للمسؤولية وتفعيل القانون للحد من الدمار البيئي بضواحي المدينة. نموذج المطرح العشوائي الجديد نبت بمنطقة تكسوها غابات الأركان، والتي أصبح مكبا مفتوحا لنفايات البناء والنفايات الصناعية والمتلاشيات والخردة،. وأول ملاحظة للخروقات البيئية المسجلة تتجلى في انتشار ظاهرة الرعي الجائر وغير المنظم للقطيع الذي يرعى في غابات الأركان، بهذه المنطقة حيث حرق النفايات وطرحها على ضفاف الوادي للتخلص منها. تحت جنح الليل يتكفل «الميخالة» بجمع الأزبال والنفايات عوض عمال النظافة التابعين للجماعات، من مختلف صناديق القمامة التي يتم إتلافها أو إفراغها أحيانا في الأرض، في مناطق بالدشيرة انزكان وتيكيون، ويقومون بتفريغها بالمكب. وحسب المعطيات التي تم جمعها، فلا يستثنى «الميخالة» من تلك الأزبال والنفايات أي شيء، فهم يأخذون (الجمل بما حمل)، ويقومون بتفريغها بمقربة من الوادي بعد أن يحتفظوا بنفايات الخضر التي تقتات منه قطعان المعز والغنم، و يرمون بما تبقى في منحدر الوادي لتتكفل النار بحرقه وتحويله إلى رماد. في الواقع، هي عملية من وجهة نظرنا مدبرة بحكمة وتبصر من طرف أطراف أخرى قد تكون هي من أملت هكذا تعامل مع هذه النفايات، لكن للأسف، ما لا يعرفه هؤلاء المخربون أن العديد من تلك النفايات تكون مختلطة بنفايات ثقيلة وسامة عند عملية الإحراق، كما أن النار لا تأتي على أغلبها وهو ما عيناه ميدانيا. مبدئيا، فإن الرعاة مستقرين بغابة الاركان والتي هي تحت وصاية المندوبية السامية للمياه والغابات، والمطرح العشوائي نشأ بالوادي التابع لمديرة التجهيز ووكالة الحوض المائي لسوس ماسة، وبالنفوذ الترابي للسلطات المحلية لتيكيون، وبالنفوذ الترابي للجماعية الحضرية لاكا دير، وهي جميعها جهات تغض الطرف عن هذا الانحراف الذي يضر بالمناطق ذات المنفعة البيئية الحضرية، وبغابات الأركان والأودية وشاطئ اكادير. ضرورة التدخل العاجل للتخلص من هذه المعضلة إننا كجمعية بيئية ندعو الجهات المسؤولة التخلص من هذه السلوكات الرعوية بالمناطق الحضرية والشبه حضرية، فالغابات المجاورة والأودية ليست مجالا مفتوحا في وجه العبث وهي مناطق بيئية يستفيد منها الساكنة خلال فصل الربيع من خلال قيام الأسر والأطفال بالتنزه والاستجمام بضواحي المدن، وليست مروجا لرعي الغنم والمعز والجمال التي أصبحت تنشط بالمنطقة الحضرية أكثر من أي وقت مضى، ولا يجب إغراقها بتقاليد رعوية عتيقة مكانها الحقيقي المروج والمجالات القروية. في الحقيقة، هناك ضرورة قصوى لحماية البيئة ميدانيا عبر تفعيل القانون ضد هذه الظواهر الرعوية التقليدية التي يجب أن تنظم وفق الضوابط الخاصة بالحفاظ على البيئة والسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية الحيوانية، لاسيما وأن هذه الماشية ترعى في القمامة والقذارة، ويتم ذبحها ليستهلكها المواطن بعد ذلك، حيث يكتشف يوما عن يوم رداءة اللحوم الحمراء للمعز والغنم بسبب سوء التغذية التي تتعرض لها هذه الماشية في المطارح العشوائية، والتي يمكن أن تنشأ من خلالها ظواهر مضرة بالصحة العامة وبالبيئة، كما يجب تدخل السلطات الولائية بحزم وصرامة لوضع حدا لهذا التجاوز غير المقبول بالنظر إلى المجهودات المبذولة محليا وإقليميا لحل معضلات المطارح المراقبة، خاصة، وأن هناك مطارح عشوائية قيد النشأة تساهم في تفاقم الوضع البيئي وتشكل خطرا على البيئة الغابوية بسبب الحرائق التي يتم إشعالها للتخلص من النفايات الصلبة والبلاستيكية والتي يمكنها ان تجر المنطقة الغابوية للأركان المحيطة باكادير إلى الكارثة وتهديد الثروة المائية بل و التنمية المحلية ككل مما يزيد من أعباء الدولة ويثقل كاهلها.