جلالة الملك يعطي انطلاقة أشغال بناء مركب الفنون والثقافة وتأهيل الفضاء السياحي بمدينة البوغاز أعطى جلالة الملك انطلاقة، أول أمس الأربعاء، أشغال بناء مركب الفنون والثقافة، وإعادة تأهيل مغارة هرقل، وتهيئة المنتزه الحضري بير ديكاريس- الرميلات، وتروم هذه المشاريع إعادة تأهيل الموروث التاريخي لمدينة طنجة ذات الصيت العالمي، ومصالحتها مع تاريخها الثقافي الغني والنفيس . كما يتمثل الهدف الأساس من وراء هذه المشاريع التي تشكل جزء من البرنامج الضخم «طنجة الكبرى»، في دعم المكانة السياحية لمدينة البوغاز على الصعيد العالمي، وذلك في احترام تام للمعطى البيئي. إحداث مركب للفنون والثقافة بطنجة... دعم الموروث الفني المحلي وإثراء الغنى الثقافي يكتسي مشروع بناء مركب الفنون والثقافة، أهمية بالغة في دعم الموروث الفني المحلي وإثراء الغنى الثقافي الذي تزخر به عاصمة البوغاز وحمايته وبالتالي الإسهام في تعزيز التنمية المحلية. كما يعكس هذا المشروع الدعم المتواصل لجلالته للإبداع الفني بمختلف أشكال وأنواعه والذي تزخر بها مختلف جهات المملكة. والواقع أن مشروعا بهذا الحجم سيعزز، لا محالة، البنيات الثقافية والفنية بمدينة طنجة والتي تعد رافدا أساسيا لا محيد عنه لحماية الموروث الثقافي والفني بشتى أصنافه اعتبارا للدور الأساسي الذي يضطلع به في الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة. كما يجسد هذا المشروع الجديد، الذي سيعطي قيمة مضافة لشتى التعبيرات الثقافية والفنية والمسرحية بالمنطقة، الحرص الملكي الدائم على صيانة الموروث الثقافي المتنوع للمملكة والحفاظ عليه من كافة مخاطر التغيير والتدهور التي قد تهدد وجوده. ومن شأن مركب الفنون والثقافة الجديد، الذي سيشيد بمحج محمد السادس في ظرف 30 شهرا وبكلفة اجمالية تصل إلى 100 مليون درهم، أن يسهم في توفير فضاءات مناسبة لاحتضان مختلف التعبيرات الفنية والثقافية، وأنشطة الفرق المسرحية والموسيقية بالمنطقة التي كانت في أمس الحاجة إلى مشروع من هذا الحجم، وهو ما سيساعد على إعطاء دفعة قوية للحركية الفنية والمسرحية والثقافية بعاصمة البوغاز النابضة بموروث فني وموسيقي عريق شاهد على أصالة المنطقة وغناها الثقافي الضارب في أعماق التاريخ. وتسعى هذه المنشآة الثقافية الجديدة، التي يندرج إنجازها في إطار مشروع «طنجة الكبرى» 2013-2017، إلى تسليط الضوء على مختلف جوانب التراث الفني المغربي الأصيل والتعريف به وبجذوره ومختلف أنماطه وروافده وتنوعاته وما تركه هذا التراث من بصمات على مختلف مناحي حياة المجتمع المغربي . ويروم هذا المركب الثقافي،أيضا، الرفع من مستوى الاهتمام والإطلاع والوعي لدى شرائح مجتمعية واسعة بمكانة الفن والموسيقي والمسرح في تثمين الذوق الفني وتعزيز الإبداع الذاتي وصقل المواهب المحلية وتطوير قدرات الشباب في شتى أصناف الفنون. وسيمكن هذا المشروع الواعد، كذلك، ساكنة عاصمة البوغاز من التوفر على فضاء مسرحي كبير بجودة عالية وفق المعايير الدولية، مما يتيح لها متابعة عروض موسيقية ومسرحية من مستوى رفيع، على توفير الظروف الملائمة لمبدعي الفن التشكيلي والفرق المسرحية بالمدينة والمهتمين بالتراث الموسيقي الأندلسي والغرناطي وفنون الرقص العصري لإبراز وصقل وتطوير قدراتها الإبداعية، من خلال مدارس للتكوين والتدريب الفني بوسائل ووسائط عصرية تعتمد طرقا جديدة في التلقين والاستيعاب والتكوين. وبالإضافة إلى الاعتناء بالتراث الموسيقي الأندلسي كفن أصيل، فإن المركب يأتي لتعزيز منظومة التدريب والتكوين في المجال المسرحي والفني بهدف إبراز المواهب ذات الصلة ومواكبتها والإشراف عليها واحتضانها حتى تحقق طموحاتها. وتضم هذه المنشأة الثقافية الجديدة، التي تعد ثمرة شراكة بين وزارتي الثقافة والسياحة وعمالة طنجةأصيلة والجماعة الحضرية لطنجة، قاعة للعرض تتسع لحوالي 1500 مقعد، وقاعتين للتدريب تتسعان ل400 مقعد، ومدرسة للمسرح وأندية للموسيقى الأندلسية والفنون التشكيلية والرقص العصري، وأستوديو للتسجيل ومرافق أخرى متنوعة. إبراز مكانة عاصمة البوغاز التاريخية والحضارية وتقوية عرضها السياحي المتنوع ومن شأن مشروعي تأهيل «مغارة هرقل» وفضائها الخارجي، وتهيئة المنتزه الحضري «بير ديكاريس-الرميلات»، أن يسهما في إبراز مكانة عاصمة البوغاز التاريخية والحضارية وتقوية عرضها السياحي المتنوع. ويجسد هذان المشروعان، حرص جلالة الملك النابع من قناعته بأن حماية الموروث الثقافي والتاريخي بمختلف جهات المملكة، رافد أساسي وحاسم في تعزيز أسس التنمية المستدامة وتقويتها. كما يعكس هذان المشروعان، اللذان يندرجان في إطار تأهيل المواقع التاريخية والمنتزهات الطبيعية بحاضرة البوغاز ضمن مشروع «طنجة الكبرى» 2013-2017، الأهمية البالغة والحرص الملكي الدائم على إغناء الموروث الثقافي والسياحي بالمنطقة الضارب في القدم والنابض بالحياة، وإبراز غناه وتنوعه باعتباره محركا لا محيد عنه لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد رصد لمشروع تهيئة مغارة هرقل غلاف مالي بقيمة 10 مليون درهم، في إطار شراكة بين عمالة طنجةأصيلة والجماعة الحضرية لطنجة، وستستغرق أشغال تهيئتها إلى جانب محيطها الخارجي 18 شهرا. وتعتبر «مغارة هرقل» التي تم اكتشافها عام 1906، من أكبر مغارات إفريقيا، حيث توجد بها سراديب تمتد على مسافة 30 كلم مترا في باطن الأرض، وتنتمي المغارة، التي تتوسط مرتفعا صخريا يشرف على المحيط الأطلسي غير بعيد عن بوغاز جبل طارق حيث تعانق مياه البحر الأبيض المتوسط مياه المحيط الأطلسي، إلى مجموعة مغارات منطقة أشقار التي يعود تاريخ استيطانها إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد. وتستقطب المغارة، سنويا، آلاف السياح، من المغرب والخارج، الذين يستهويهم الاستغوار واكتشاف عمق المغارة التي يرسم مدخلها شكل خريطة إفريقيا، في عتمة ما تلبث أن تنجلي مع ظهور مياه المحيط الأطلسي. وتضم أشغال تهيئة المغارة، تهيئة ساحتها الخارجية، وبناء محلات تجارية ومقاهي ومطاعم، إضافة إلى تعزيز شبكة الإنارة العمومية. ويهدف مشروع تأهيل المغارة، كرمز تاريخي لمدينة طنجة ومزار سياحي، إلى الحفاظ على هذه المعلمة ومكانتها التاريخية والحضارية، وتنشيط وتطوير السياحة البيئية والتاريخية وإبراز مكانة الموقع كفضاء للنزهة والترفيه والاستراحة. أما المنتزه الحضري «بير ديكاريس-الرميلات»، المشهور أكثر بتسمية «غابة الرميلات» والذي يعد أهم موقع طبيعي في مدينة طنجة بالنظر لجماليته وسحره الطبيعي الأخاذ، فيمتد على مساحة سبعين هكتارا ويضم المئات من الأصناف النباتية المتنوعة. ويمكن هذا المنتزه الطبيعي، الذي رصد لأشغال تهيئته وترميمه غلاف مالي بقيمة 20 مليون درهم ، الزوار من إطلالة رائعة على مضيق جبل طارق وعلى المحيط الأطلسي القريب، مما يجعله لؤلؤة طبيعية ساحرة تغري بالزيارة. وتضم أشغال هذا المشروع، الذي يندرج في إطار شراكة بين وزارة الثقافة والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وعمالة طنجةأصيلة والجماعة الحضرية لطنجة، تهيئة وترميم إقامة بيرديكاريس وتهيئة ساحة الرميلات ومنبع المياه وبناء المنشآت الفنية، وتهيئة الممرات والفضاءات الخضراء وتدعيم شبكة التشوير والإنارة العمومية. ويهدف هذا المشروع إلى تأهيل المنتزه كفضاء طبيعي لإبراز حمولته البيئية الثرية وخصوصياته وتجهيزه وجعله فضاء للترفيه والنزهة و الاستراحة وإعادة تأهيل إقامة بيرديكاريس وإبراز مكانتها التاريخية ودعم وتحسين شروط الحماية البيئية للمنتزه والرفع من جاذبية السياحية.