من شأن مشروعي تأهيل "مغارة هرقل" وفضائها الخارجي، وتهيئة المنتزه الحضري "بير ديكاريس-الرميلات"، اللذين أعطى الملك محمد السادس ، انطلاقة أشغالهما الأربعاء بطنجة ، أن يسهما في إبراز مكانة عاصمة البوغاز التاريخية والحضارية وتقوية عرضها السياحي المتنوع. ويجسد هذان المشروعان، حرص الملك النابع من قناعته بأن حماية الموروث الثقافي والتاريخي بمختلف جهات المملكة، رافد أساسي وحاسم في تعزيز أسس التنمية المستدامة وتقويتها. كما يعكس هذان المشروعان ، اللذان يندرجان في إطار تأهيل المواقع التاريخية والمنتزهات الطبيعية بحاضرة البوغاز ضمن مشروع "طنجة الكبرى" 2013-2017 ، الأهمية البالغة والحرص الملكي الدائم على إغناء الموروث الثقافي والسياحي بالمنطقة الضارب في القدم والنابض بالحياة، وإبراز غناه وتنوعه باعتباره محركا لا محيد عنه لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد رصد لمشروع تهيئة مغارة هرقل غلاف مالي بقيمة 10 مليون درهم ، في إطار شراكة بين عمالة طنجةأصيلة والجماعة الحضرية لطنجة ، وستستغرق أشغال تهيئتها إلى جانب محيطها الخارجي 18 شهرا. وتعتبر "مغارة هرقل" التي تم اكتشافها عام 1906 ، من أكبر مغارات إفريقيا، حيث توجد بها سراديب تمتد على مسافة 30 كلم متراً في باطن الأرض، . وتنتمي المغارة ، التي تتوسط مرتفعا صخريا يشرف على المحيط الأطلسي غير بعيد عن بوغاز جبل طارق حيث تعانق مياه البحر الأبيض المتوسط مياه المحيط الأطلسي، إلى مجموعة مغارات منطقة أشقار التي يعود تاريخ استيطانها إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد. وتستقطب المغارة ، سنويا ، آلاف السياح ، من المغرب والخارج، الذين يستهويهم الاستغوار واكتشاف عمق المغارة التي يرسم مدخلها شكل خريطة إفريقيا، في عتمة ما تلبث أن تنجلي مع ظهور مياه المحيط الأطلسي. وتضم أشغال تهيئة المغارة، تهيئة ساحتها الخارجية، وبناء محلات تجارية ومقاهي و مطاعم ،إضافة إلى تعزيز شبكة الانارة العمومية. ويهدف مشروع تأهيل المغارة ، كرمز تاريخي لمدينة طنجة ومزار سياحي ، إلى الحفاظ على هذه المعلمة ومكانتها التاريخية والحضارية، وتنشيط وتطوير السياحة البيئية والتاريخية وابراز مكانة الموقع كفضاء للنزهة والترفيه والاستراحة. أما المنتزه الحضري "بير ديكاريس-الرميلات"، المشهور اكثر بتسمية "غابة الرميلات" والذي يعد أهم موقع طبيعي في مدينة طنجة بالنظر لجماليته وسحره الطبيعي الأخاذ ، فيمتد على مساحة سبعين هكتارا ويضم المئات من الأصناف النباتية المتنوعة. ويمكن هذا المنتزه الطبيعي، الذي رصد لأشغال تهيئته وترميمه غلاف مالي بقيمة 20 مليون درهم ، الزوار من إطلالة رائعة على مضيق جبل طارق وعلى المحيط الأطلسي القريب، مما يجعله لؤلؤة طبيعية ساحرة تغري بالزيارة. وتضم أشغال هذا المشروع، الذي يندرج في إطار شراكة بين وزارة الثقافة والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وعمالة طنجةأصيلة والجماعة الحضرية لطنجة، تهيئة وترميم إقامة بيرديكاريس وتهيئة ساحة الرميلات ومنبع المياه وبناء المنشآت الفنية، وتهيئة الممرات والفضاءات الخضراء وتدعيم شبكة التشوير والانارة العمومية. ويهدف هذا المشروع إلى تأهيل المنتزه كفضاء طبيعي لإبراز حمولته البيئية الثرية و خصوصياته وتجهيزه وجعله فضاء للترفيه والنزهة و الاستراحة وإعادة تأهيل إقامة بيرديكاريس وابراز مكانتها التاريخية ودعم وتحسين شروط الحماية البيئية للمنتزه والرفع من جاذبية السياحية.