نظمت وزارة الصناعة التقليدية ببلجيكا، مؤخرا بقصر المعارض ببروكسل، المعرض السنوي للصناعات اليدوية والحرف المهنية، وذلك بمشاركة مجموعة من المهنيين والصناع التقليديين من فرنساوبلجيكا خاصة، حيث قاموا بعرض مجموعة من المنتوجات المتنوعة كالمجوهرات، ولوحات الفن التشكيلي، وفن الطبخ الذي تتميز به بعض الدول الأوروبية. المعرض الذي أضحى تقليدا سنويا ببلجيكا حيث دأبت الوزراة على تنظيمه منذ حوالي 16 سنة، امتدت فعالياته على مدى ثلاثة أيام (13- 16 مارس) وتميز هذه السنة بحضور لأول مرة، عدد من التعاونيات المغربية الناشطة بمدينة الحسيمة. المبادرة جاءت من طرف جمعية «قافلة المعرفة» لمدينة الحسيمة والناظور المتواجدة ببلجيكا والتي يرأسها رشيد أزداد، هذا الاخير الذي صرح لبيان اليوم أن الهدف من هذه المبادرة هو»تمكين البلجيكيين، والجالية المقيمة بالخارج من المنتوج الوطني الذي يستحق ويحتاج إلى التشجيع». كما أن رئيس جمعية «حوار» ببروكسل، السيد الحموشي، كان له دور مهم في تنسيق ونجاح هذه الدورة 16 لمعرض الصناعة التقليدية ببروكسل. معروضات مدينة الحسيمة جسدت بطاقة تعريفية لما تمتاز به المنطقة من ثرات يتمثل في منتوجات مختلفة كالفخا ر، الخشب والجلد. وكانت سعاد بلقايدي المديرة الإقليمية للصناعة التقليدية بمدينة الحسيمة حاضرة بشكل نشيط وفعال في المعرض وتجاوبت مع الزائرين من خلال شرح ما تتميز به المنطقة من خصائص ثقافية وسياحية. وقد صرحت في هذا المجال لجريدة بيان اليوم قائلة «إن الهدف الأساسي من هذا المعرض هو تسويق الموروث الثقافي للبلاد، بصفته يحمل التاريخ والهوية لأهل الريف، وأيضا ترويج المنتوج المحلي، والبحث عن أسواق جديدة، خاصة بالنسبة للتعاونيات التي تعرف فائضا في منتوجاتها. ونهدف الى تحسين وضعية الصانعات التقليديات لكي يحمين أنفسهن، ويتمكن من استقلالية مادية، والحمد لله قمنا بنسج علاقات هنا من أجل التعاون وتسويق منتوجاتنا المحلية قريبا». أما حاكم المسعودي، ممثل شبكة الجمعيات التنموية العاملة بشبكة المنتزه الوطني للحسيمة فقد أوضح «أن هذه المشاركة لا تمثل الحسيمة فقط، بل المغرب وإفريقيا برمتها»، وأضاف أن رواق الحسيمة يختلف عن الأروقة الاخرى لكونه يضم مجموعة من العارضين والمشاركين من خلال رواق واحد. ومن بين المشاركين، نجد تعاونيات «نساء بادس» التي تعمل على إنتاج مصنوعات من الحلفاء والقطن. هناك أيضا تعاونية «نساء اداردوشن» لصناعة الدوم، و»تعاونية تاغزوت» لصناعة الجلد، وتعاونيات أخرى ك»كوبيتا دال للديكور والزخرفة» وأضاف الفاعل الجمعوي أن هناك جمعيات أخرى كانت ترغب بالمشاركة لكن تكاليف النقل الباهظة حالت دون ذلك، منوها بروح التضامن التي أبانت عنها مختلف الأطراف المساهمة في هذه التظاهرة، من جمعيات مغربية وبلجيكية، إضافة إلى القطاعات الحكومية، وكل ذلك بهدف التعريف بالمنتوج التقليدي المغربي والترويج له. تجدر الاشارة الى أن أروقة المعرض عامة، والرواق المغربي الحسيمي خاصة، جذبت العديد من الزائرين من بلجيكا وبعض الدول المجاورة كألمانيا، وهولندا، بالإضافة لأبناء الجالية المغربية خاصة الشباب البلجيكي من أصل مغربي. ويظل الأمل كبيرا في رؤية المنتوجات المحلية المغربية حاضرة بقوة في مختلف المعارض الأوروبية، من أجل التعريف بما تمتاز به المملكة من تراث وإبداع أصيل، تجود به أنامل الصانعات، والصناع المغاربة.