خرجت مسيرات ليلية في عدة محافظات مصرية تنديدا بالانقلاب العسكري الأربعاء الماضي، وذلك بالتزامن مع تزايد زخم المظاهرات الطلابية بالجامعات للمطالبة بإنهاء ما وصفوه بحكم العسكر وإطلاق زملائهم المعتقلين. ففي مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، نظم الأهالي فعالية ليلية رافضة للانقلاب أطلقوا عليها اسم «يوم من أيام رابعة». وشهدت الفاعلية محاكاة لاعتصام رابعة، ضمت فقرات وعروض متنوعه مشابها لما كان يتم داخل الاعتصام بميدان رابعة العدوية، ورفع المشاركون اللافتات والشعارات المطالبة بإنهاء حكم العسكر وعوده الشرعية الدستورية والقصاص لضحايا أحداث العنف ضد المتظاهرين. وكانت قوات الأمن بمعاونة القوات المسلحة قد فضت في 14 غشت الماضي، اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي بالقوة، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، وفق إحصائيات رسمية. وفي شبرا الخيمةبالقاهرة الكبرى، تظاهر رافضو الانقلاب في شوارع المدينة الرئيسية، وطالبوا بعودة المسار الديمقراطي وبالقصاص الفوري لكل القتلى الذين سقطوا في مصر منذ الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في 3 يوليوالماضي، وأطاح بمرسي. وفي المنيا بصعيد مصر تظاهر أنصار مرسي ضمن فعاليات أسبوع حمل شعار «لن يحكمنا الصهاينة والأميركان» الذي دعا له التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب. ورفع المتظاهرون شعار رابعة ولافتات تطالب بالعودة للمسار الديمقراطي، كما طافت المسيرة أنحاء المدينة. في السياق، انطلقت في محافظة الإسكندرية الساحلية عدة مسيرات ليلية مناهضة للانقلاب العسكري، ندد فيها المتظاهرون بالمحاكمات اليومية للمعتقلين السياسيين، واصفين الأحكام المتلاحقة والصادرة بحقهم بأنها ظالمة. ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية وشارات رابعة، مرددين هتافات ضد وزيري الدفاع والداخلية مطالبين بتطهير المؤسسة القضائية مما أسموهم «القضاة الظالمين الموالين لقادة الانقلاب العسكري». كما ندد المتظاهرون بمشاكلهم اليومية، من انقطاع الكهرباء، وغلاء الأسعار، والمشاكل الاقتصادية، مثل ركود السياحة وتدهور الاقتصاد. ويأتي الحراك الشعبي بالتزامن مع حراك طلابي تشهده مختلف الجامعات منذ بدء الفصل الدراسي الثاني يوم السبت الماضي بعد تأجيله عدة مرات. ففي القاهرة، نظم عدد من طلاب وطالبات جامعة الأزهر مسيرة احتجاجية أمام منزل شيخ الأزهر أحمد الطيب بحي مصر الجديدة، رفضا للانتهاكات التي يتعرض لها طلبة وطالبات جامعة الأزهر من اعتقالات وتعذيب وفصل تعسفي من الجامعة، وامتدت المسيرة من منزل شيخ الأزهر حتى وصلت لمنزل النائب العام الكائن في المنطقة نفسها. وفي حلوان، نظمت حركة «طلاب ضد الانقلاب» بجامعة حلوان تظاهرة احتجاجية أمام إحدى قاعات الجامعة التي كانت تستضيف مؤتمرا يحضره رئيس الجامعة، بهدف إيصال أصواتهم إليه، مرددين هتافاتهم المناهضة لحكم العسكر والمنددة بتخاذل رئيس الجامعة تجاه اعتقال الطلاب، ورفعوا لافتات تطالب بالإفراج عنهم. وفي الجيزة، نظم طلاب جامعة القاهرة فاعلية مركزية حاشدة، بدأت بثلاث مسيرات عقب صلاة الظهر من أمام مساجد كليات التجارة والحقوق ودار العلوم، والتقت أمام مبنى القبة، وردد المتظاهرون هتافات تندد بقتل واعتقال الطلاب المناهضين للانقلاب. كما نظم عدد من طلاب مدينة الثقافة والعلوم التابعة لجامعة السادس من أكتوبر وقفة مناهضة للانقلاب وتنديدا بقمع الحريات واعتقال الطلاب، مستنكرين ما وصفوه بتعاون إدارة المدينة مع جهاز أمن الدولة، وإعطاء معلومات عن الطلاب لاعتقالهم. وفي الدقهلية، أفادت شبكة رصد بأن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات في صفوف طلاب جامعة المنصورة بعد اقتحام الحرم الجامعي وإغلاق الأبواب لاعتقال الطلاب المشاركين في المظاهرات الرافضة للانقلاب. وكانت طالبات كلية الآداب بجامعة المنصورة قد نظمن وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن زميلاتهن المعتقلات في سجون الانقلاب، ولرفض عودة الحرس الجامعي، كما طالبن بالإفراج عن زميلتهن المعتقلة «منة مصطفى» التي تنتظر النطق بالحكم مع أبرار العناني ويسرا الخطيب في 20 مارس المقبل. وفي محافظة الشرقية، نظم طلاب في جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية مسيرة داخل الحرم الجامعي للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، وللتعبير عن رفضهم لعودة الحرس الجامعي. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لانتهاكات قوات الجيش والشرطة، كما نددوا بما وصفوه بالممارسات الأمنية بحق زملائهم الطلاب. وفي بني سويف، نظم طلاب الجامعة مسيرة بعنوان «قطار ضد الانقلاب» جابت أنحاء الجامعة ورفع المشاركون فيها لافتات تطالب بعودة الشرعية وسقوط ما وصفوه بحكم العسكر، كما نددوا باعتقال زملائهم في سجون الانقلاب. شفيق يصف الرئاسيات ب«الهزلية» حال ترشح السيسي وصف المرشح الرئاسي السابق في مصر أحمد شفيق الانتخابات الرئاسية القادمة بأنها ستكون «هزلية» في حالة ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وذلك حسب ما جاء في تسريب صوتي بثته شبكة رصد. ورفض شفيق -وهو آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك- أن تكون مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة مجرد تحصيل حاصل. وقال شفيق -الذي حل بالمرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس المعزول محمد مرسي في العام 2012- إنه لن يخوض الانتخابات في حال ترشح السيسي، «لأني أعلم أنهم حيوضبوله (يجهزون له) كل الصناديق، حيوضبوله الدنيا، يعني عملية حتبقى (ستكون) هزلية». وأضاف شفيق أن الدولة ستعمل لحساب السيسي في الانتخابات، مشيرا إلى أن المعترك الانتخابي لا يستحق المواجهة قائلا: إذا كانت مواجهتي له في الانتخابات ستؤدي لنتيجة «ماشي»، لكن العملية «ملعوب» فيها «ملعوب» فيها. وانتقد شفيق موقف الجيش من ترشيح السيسي للرئاسة، واصفا إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة في يناير الماضي موافقته على ترشيح السيسي للرئاسة ب»قلة خبرة غربية جدا». وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قال في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي «لم يكن في وسع المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلا أن يتطلع باحترام وإجلال لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر العظيم في ترشيح الفريق أول (قبل ترقيته لرتبه المشير) عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، وهي تعتبره تكليفا والتزاما». وعلق شفيق على موقف الجيش من ترشيح السيسي «يعني فيه حاجة اسمها الجيش يرشحني، يعني جهل غريب بالأمر شويه، وبعدين يطلع الجيش يرشحه ويعملوا اجتماع يطلع في الصور عشان يرشحوه، قلة خبرة غريبة جدا الحقيقة». وفي بيان صادر عنه دافع أحمد شفيق عن هذه الآراء وقال إنها ليست مواقف سرية بل هي نفسها ما يعلنُه، لكنه قال إن بعضا من تلك الآراء تغير، وبعضها بقي على حاله. وفي ما يتعلق بموقفه من ترشيح المشير السيسي للانتخابات الرئاسية، قال شفيق إن انتقاده كان لطريقة دعم القوات المسلحة للسيسي خلال المراحل الأولى، وقال إنها بالفعل تتعارض مع الأعراف، وقال إنه غير موقفه لدى قيام القوات المسلحة بترشيد إجراءاتها. ويقيم شفيق في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ خسارته أمام مرسي في انتخابات الرئاسة التي أجريت منتصف العام 2012. والأسبوع الماضي، أبدى وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي رغبته في الترشح لمنصب الرئاسة، استجابة لما سماها «الغالبية» من الشعب المصري، وقال إنه لا يستطيع أن يدير ظهره عندما يجد «غالبية» تريده أن يترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة. وكان السيسي قد قاد في 3 يوليو الماضي انقلابا عسكريا أطاح بمرسي الذي انتخب ديمقراطيا بعد ثورة 25 يناير.