نظمت وقفة ليلية بمدينة حلوان رفضا للانقلاب العسكري وضد الأحكام الصادرة بحق الفتيات المعتقلات، بينما لا تزال قوات الأمن المصرية تطارد طلاب جامعة القاهرة في عدد من الميادين والشوارع القريبة من ميدان التحرير، وذلك بعد أن فرقتهم بقنابل الغاز المدمع وعاودت إغلاق الميدان. ففي مدينة حلوان، أقام متظاهرون ضد الانقلاب العسكري مسيرة ليلية مفاجئة مساء الأحد الماضي، رفضا للانقلاب وضد الأحكام الصادرة بحق الفتيات المعتقلات في الإسكندرية. وردد المشاركون في المسيرة هتافات ضد ممارسات الداخلية، ومزقوا لافتات مؤيدة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي. كما هتفوا ضد حكومة الانقلاب رافعين إشارة التضامن مع ضحايا مجزرة رابعة العدوية وأعلنوا تضامنهم مع الطلاب المتظاهرين في ميدان التحرير وجامعة القاهرة. وفي محيط مسجد القائد إبراهيم بمدينة الإسكندرية، خرجت مسيرة غاضبة لمجموعة من المحتجين جابت شوارع المدينة هتفوا فيها ضد حكومة الانقلاب رافعين إشارة رابعة. وأعلن المحتجون تضامنهم مع الطلاب المتظاهرين في ميدان التحرير وجامعة القاهرة وهتفوا ضد حكم العسكر مطالبين بعودة الشرعية. وكانت قوات الأمن فرقت في وقت سابق الأحد الماضي، طلاب جامعة القاهرة الذين تظاهروا لنحو ساعتين في ميدان التحرير لأول مرة منذ الانقلاب العسكري. وفي حين تجمع آلاف الطلاب بميدان طلعت حرب القريب من التحرير، سمحت قوات الأمن المصرية لمؤيدين لها بالدخول إلى ميدان التحرير. فقد أخلت مدرعات الجيش والشرطة ميدان التحرير من المتظاهرين وطوقته بالكامل، بعد أن أطلقت قنابل الغاز المدمع لتفريق آلاف الطلاب الذين تظاهروا فيه، حيث توجه الطلاب المتظاهرون إلى ميدان طلعت حرب القريب من التحرير قبل أن تطلق قوات الأمن الغاز عليهم مجددا. وعقب تفريق الطلاب، سمحت قوات الأمن المصرية لمؤيدين للسيسي بالدخول إلى الميدان. وكانت مسيرة طلابية حاشدة انطلقت من جامعة القاهرة قد وصلت إلى ميدان التحرير لأول مرة منذ الانقلاب العسكري، وردد الطلاب هتافات مناهضة للانقلاب ومطالبة بعودة الشرعية وبالقصاص لزملائهم الذين قضوا والإفراج عن المعتقلين. كما نددوا بممارسات وزارة الداخلية وبقانون التظاهر وبحبس فتيات الإسكندرية، ورفعوا إشارة رابعة وصور الرئيس المعزول محمد مرسي. وفي أعقاب ذلك، دخلت ثلاث مسيرات طلابية جديدة من جامعات حلوان وعين شمس إلى الميدان، بالإضافة إلى مسيرة أخرى قدمت من كوبري القبة دعما لزملائهم من جامعة القاهرة. ودعت حركة «طلاب ضد الانقلاب» جموع الطلاب للنزول إلى ميدان التحرير على الفور، وقالت على صفحتها على موقع فيسبوك إن ميدان التحرير «ملك للثورة ولن نتركه حتى سقوط الانقلاب العسكري».كما دعت حركة «شباب ضد الانقلاب» جموع الشعب المصري للنزول لميدان التحرير والانضمام إلى حشود الطلاب فيه لإسقاط الانقلاب العسكري. وأظهرت لقطات مباشرة بثتها الجزيرة طلابا يسجدون على أرض الميدان، كما أدى طلاب صلاة العصر في وسط الميدان وصلاة الغائب على روح طالب في جامعة القاهرة قتل يوم الخميس الماضي أثناء اعتداء قوات الأمن على مظاهرة طلابية أمام الجامعة. وقال الطالب أحمد صابر لوسائل الإعلام، إن المسيرة ضمت طلابا من جميع التيارات السياسية، بالإضافة إلى طلاب غير مسيسين، للمطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري والتنديد بالاعتداءات على زملائهم الطلاب. وقال المتحدث باسم حركة «طلاب ضد الانقلاب» أحمد غنيم لوسائل الإعلام،إن إضراب الطلاب عن الدراسة مستمر حتى تحقيق أهدافهم بإسقاط الانقلاب وعودة الشرعية. وفي وقت سابق الأحد الماضي، تجمع آلاف من طلاب وأساتذة كلية الهندسة بجامعة القاهرة متشحين بالملابس السود حدادا على مقتل الطالب بالكلية محمد رضا. كما تظاهر آلاف الطلاب والأساتذة من كليات عدة بجامعة القاهرة مرددين هتافات منددة بمواقف وزير التعليم العالي حسام عيسى وممارسات قوات الأمن.وأضرم طلاب جامعيون غاضبون النار في سيارة للشرطة قرب جامعة القاهرة، ووضعوا حواجز حديدية مقابل الجامعة داعين إلى الاعتصام حتى إسقاط الانقلاب، ومزقوا لافتات تدعو المواطنين إلى الموافقة على مشروع الدستور المعدل. وفي القاهرة أيضا، لكن خارج الحرم الجامعي، خرجت في منطقة الحلمية مظاهرة شارك فيها طلاب من مختلف المراحل الدراسية للتنديد بالانقلاب العسكري وقانون التظاهر وحبس فتيات الإسكندرية. ورفع الطلاب صورا لعدد من زملائهم الذين قتلوا في احتجاجات سابقة، ورددوا هتافات تطالب بالإفراج عن زملائهم المعتقلين. وقد سارعت قوات الأمن إلى مواجهة المسيرة الطلابية بوابل من قنابل الغاز المدمع مما أدى إلى إصابة عدد من الطلاب بالاختناق. وخارج القاهرة خرجت مظاهرات طلابية في جامعات عدة من بينها بني سويف، حيث أعلن طلاب كلية الهندسة بالجامعة دخولهم في إضراب عن الدراسة. وفي الفيوم، واصل طلاب الجامعة إضرابهم عن الدراسة احتجاجا على القمع الأمني المتزايد. كما تظاهر طلاب جامعة المنيا في يوم «الغضب الطلابي»، وردد الطلاب هتافات ضد ما أسموه حكم العسكر واحتجاجا على «جرائم العسكر بحق الطلاب».وتكررت المظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري في جامعات المنصورة والمنوفية وأسيوط والإسكندرية وجامعة الأزهر بفرعيها للبنين والبنات بالقاهرة. وجاءت هذه المظاهرات رغم بيان للرئاسة المصرية المؤقتة أكد فيه مجلس الدفاع الوطني إصراره على ما سماه إعادة الانضباط للشارع المصري، والمضي قدما في خطوات خريطة المستقبل. وأكد المجلس في اجتماعه برئاسة الرئيس المؤقت عدلي منصور أن الدولة ستتخذ كل الإجراءات والتدابير لتجفيف ما أسماه منابع الإرهاب وردع محاولات انتهاك القانون أو إيقاف عجلة الإنتاج.