أسدل الستار مساء أمس الأحد على الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء الذي تسهر على تنظيمه وزارة الثقافة. حملت هذه الدورة شعار: «لنعش المغرب الثقافي»، وهو -حسب كلمة وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي بالمناسبة- «دعوة عامة موجهة إلى جميع مكونات النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي المغربي من أجل توسيع وترسيخ الانخراط في الحركية الثقافية التي تشهدها بلادنا، وتحسين مؤشرات القراءة كرافعة حاسمة لبناء هوية متماسكة، وإثراء وتعميق النقاش الوطني حول مجمل الملفات الحيوية المرتبطة بالتنمية المستدامة التي تعتبر الثقافة من أسسها. وتميزت هذه الدورة باختيار دول الغرب الأفريقي ضيف شرف، تكريسا وتجذيرا لأواصر الحوار الثقافي، وهذه الدول-حسب كلمة الصبيحي بالمناسبة- «ترتبط جميعها بعلاقات حيوية وممتازة مع المغرب الوفي والمثمن لعمقه الإفريقي والحريص على توسيع وتمتين مختلف روابط التعاون معها». وبالمناسبة صرح مدير دار نشر ملتقى الطرق عبد القادر الرتناني لبيان اليوم، أن «الأهم في هذه التظاهرة أن يكون القراء على اطلاع على الإصدارات الجديدة، وإتاحة المجال للمؤلفين لتوقيع كتبهم، فهذا المعرض الذي يبلغ اليوم دورته العشرين، من الضروري أن يحضره الجمهور. غير أن هذا ينبغي أن يواكبه بناء مكتبات وخزانات في مختلف أنحاء المغرب». وأضاف الرتناني أن «الجديد الذي يمكن أن ينعش وضعية القراءة، هو أن وزارة الثقافة أخرجت ورقة عمل إلى الساحة، لدعم الناشر والكاتب والكتبيين كذلك، وأرى أنها فكرة حسنة أن يتم الاهتمام بإنشاء المكتبات، لأنها بدونها لا يمكن ترويج الكتاب». وصرح الشاعر محمد عرش لبيان اليوم أن»أول ما يمكن تسجيله عن الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، مقارنة مع الدورة السالفة، هي أن الندوات تعقد غالبا في وقت واحد، مما يجعل كل من يود مواكبة هذه الأنشطة، يكون في إحراج، بحيث لا يتأتى له أن يحضر إلى بعض اللقاءات. الملاحظة الثانية هي هيمنة كتاب الطفل، وحتى هذا الصنف من الكتب ينبغي أن تتم مراقبته بشكل جيد حتى لا يخلق متاعب أو مشاكل، نحن في غنى عنها بالنسبة لمستقبل الناشئة، أما الملاحظة الثالثة، فهي ما يتعلق بالأروقة، حيث هناك غياب لدور النشر السورية، بسبب مشاكل الفيزا، وبهذا الصدد أعلن تضامني مع الكتاب ومع دور النشر هاته، خاصة وأن هناك مجموعة من الكتاب المغاربة صدرت لهم عدة عناوين بهذه الدور، ولم يتمكنوا خلال هذه الدورة من اللقاء بها». غير أن ما يثلج الصدر، يضيف عرش هو «الانفتاح على القارة الأفريقية خلال هذه السنة وإعطائها أهمية كبرى، بمعنى أننا كمغاربة ينبغي أن نكرس انتماءنا لهذه القارة، بمعنى أن نكون على علم بما ينتج على هذا الصعيد». وقالت مدير دار النشر الفينيك ليلى الشاوني، في تصريحها لبيان اليوم، أنه «بالنسبة للمقارنة مع الدورات السابقة، فإن هذه الدورة تعرف تطورا من الناحية التقنية، حيث يمكن لنا أن نتجول بين أروقته بشكل مريح، ومحلات الأطعمة تم إنشاؤها خارج القاعة الرئيسية للمعرض وهذا شيء جيد، غير أنه من بين الجوانب السلبية أن وضعية المراحيض ليست في المستوى، فنحن نقضي اليوم بكامله تقريبا في المعرض، وعندما تكون مثل هذه الجوانب غير مريحة، فإننا نحن أيضا لن نعمل بشكل جيد. وبالنسبة للمواكبة الإعلامية، فإنني أسجل اهتماما كبيرا بفعاليات المعرض. أسجل ضعفا على مستوى نسبة كبيرة من الندوات التي تقام بالموازاة مع المعرض». وحول تعاملها مع أسماء بعينها، أكدت الشاوني على أن ذلك «ليس احتكارا لها، ولكنها نوع من الإخلاص والوفاء ليس إلا، حيث يتم تغليب الجانب الثقافي على ما هو تجاري». ولأجل التشجيع على القراءة، دعت الشاوني وزارة الثقافة إلى «الاهتمام أكثر بشراء الإصدارات الجديدة، وهو بمثابة دعم للناشر واختياراته، ويتم التبرع بتلك الإصدارات لخزانات الكتب، في مختلف المؤسسات التعليمية، وفي السفارات لم لا، فعوض أن يهدي السفير لضيوفه صينية، يمكنه أن يهدي لهم كتبا في مختلف المجالات المعرفية والإبداعية». وأشارت رئيس رابطات كاتبات المغرب عزيزة حضية في تصريحها لبيان اليوم، إلى أن «الأروقة ومن بينها رواقنا، تشهد عشرات التوقيعات الخاصة بالإصدارات الجديدة، يتم ما يقارب مائة كتاب في اليوم، فإذن لا نشكو من أزمة قراءة، المشكل أننا لم نرق بثقافتنا كصناعة وهندسة ثقافية، تسمح لنا بالقيام بتسويق منتوجنا».