قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني الثلاثاء الأخير، إن الولاياتالمتحدة ما زالت تعتقد أن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لإنهاء الحرب في سوريا، لكنها تبحث كل الخيارات. وجاء ذلك بعدما انفضت جولة ثانية من مفاوضات السلام السورية في جنيف2 بين النظام والمعارضة قبل أيام دون تحقيق تقدم. وتتزامن هذه التصريحات الأميركية مع دعوة فرنسية لروسيا بالضغط على الرئيس بشار الأسد من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي الأزمة السورية، وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية الروسية التي لم تقدم تفاصيل إضافية عن فحوى الاتصال. وتبادل الطرفان في الأيام الماضية التهم بالمسؤولية عن فشل محادثات جنيف2، فقد اتهم كيري روسيا بتشجيع الأسد على «المزايدة» والبقاء في السلطة، وقال إن النظام السوري يمارس العرقلة، وإن كل ما قام به هو الاستمرار في إلقاء براميل متفجرة على شعبه ومواصلة تدمير بلاده. وطالب كيري روسيا بأن تكون جزءا من الحل بدل أن توزع المزيد من الأسلحة والمساعدات على النظام السوري. في المقابل رفض لافروف اتهامات كيري، وقال إن بلاده فعلت كل ما وعدت به لحل هذه الأزمة. من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موسكو لاستخدام نفوذها والضغط على نظام الأسد بغرض إحراز تقدم في المفاوضات. وقال «نطلب خصوصا من الروس، وهم بلد كبير، استخدام كل نفوذهم بحيث يتمكن هذا البلد (سوريا) -الذي يضطهده زعيمه وعائلته- من إحراز تقدم». واتهم فابيوس -في حديث لإذاعة راديو كلاسيك ومحطة إل سي آي التلفزيونية- وفد النظام السوري بإفشال محادثات جنيف2 التي اختتمت جولتها الثانية خلال الأسبوع الماضي، واعتبر أن موسكو وافقت على أن مفاوضات جنيف تهدف إلى تشكيل حكومة انتقالية، غير أن ذلك لم يتم. وندد الوزير الفرنسي بتزويد موسكو النظام السوري بالأسلحة وبمشاركة حزب الله اللبناني بالمعارك في سوريا إلى جانب القوات النظامية، واعتبر أن الأسد ما كان ليقوم بما قام به لو لم يكن يحظى بدعم الإيرانيين والروس. وفي ظل هذه الوضعية أكد فابيوس أن الغرب لن «يخوض حربا عالمية في سوريا» لكنه في المقابل سيدعم «الرأي المعتدل المسؤول». ومن جهته، قال الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بدر جاموس الثلاثاء الأخير، إن «الهيئة السياسية للائتلاف عقدت اجتماعها الثلاثاء في إسطنبول لتقييم مفاوضات جنيف الأخيرة وأهمية استمرار المعارضة في هذه المفاوضات من عدمه، إذا تمت الدعوة لها من جديد». وأضاف جاموس في حديث هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية أن الاجتماع يتمحور حول تقييم مفاوضات جنيف ومعرفة نقاط القوة والضعف وتطوير آليات العمل في هذا الاتجاه ولا سيما المستجدات والمواقف الدولية التي أعقبته وركزت جميعها على أن النظام السوري هو من عطل مفاوضات جنيف. وذكر جاموس أن الائتلاف سيدرس كل الخيارات المتاحة بما في ذلك تقوية الخيارات الميدانية في الداخل السوري والتحركات السياسية والدبلوماسية والتظاهر السلمي في العالم أجمع عبر الجالية السورية.