الولايات المتحدة تتهم الحكومة السورية بتسميم أجواء التفاوض دخلت المفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام السوريين في جنيف، يومها السادس دون أن تحرز تقدما يذكر، أو تظهر على جلساتها بوادر انفراجة مع إصرار كل طرف على موقفه في تفسير مقررات جنيف الأول، وأدت الخلافات الحادة بين الجانبين وتبادل الاتهامات بإفشال مفاوضات جنيف الثاني أول أمس إلى إلغاء الجلسة المسائية، في وقت عبر مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية المشترك الأخضر الإبراهيمي عن أمله بأن تكون جلسة أمس أفضل من سابقتها. واعتبرت المعارضة السورية في بيان لها أول أمس أنها نجحت في طرح ورقة هيئة الحكم الانتقالي السياسي على طاولة جلسة مفاوضات في مواجهة وفد النظام. وقال بيان لوفد المعارضة «لا يمكن الحسم بأنّ مؤتمر جنيف 2 يتجه إلى الفشل رغم ضبابية المشهد». من جانبه قال الإبراهيمي، في مؤتمر صحفي بجنيف أول أمس، إن المفاوضات «لم تكن سهلة .. ولم تكن سهلة في الأيام الماضية ولن تكون سهلة في الأيام القادمة»، معبرا عن سعادته بأن ممثلي الطرفين أكدوا أنهم ينوون البقاء والاستمرار في المفاوضات حتى يوم الجمعة المقبل كما هو مقرر. تجدر الإشارة إلى أن الأطراف المعنية بالمفاوضات أعلنت مرارا أن جنيف2 هو عملية طويلة قد تستغرق أشهرا. وعن سبب إلغاء الجلسة المسائية التي كانت مقررة أول أمس، أجاب الإبراهيمي بأنه هو من اقترح على الطرفين ألا تعقد، وقال «اقترحت عليهم ألا نلتقي هذا المساء ووافقوا، وهذا جيد لكي نهيئ أنفسنا لما آمل أن يكون جلسة أفضل يوم غد»، وتابع «لم نحقق تطورا كبيرا لحد الآن لكننا سنواصل العمل». وأضاف الإبراهيمي، أن وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قدم وجهة نظره عن كيفية تطبيق بيان جنيف1، وأن وفد الحكومة لم يفعل ذلك بعد. وقال إن وفد النظام أثار في جلسة أول أمس الأخبار التي تحدثت عن قرار الولاياتالمتحدة إرسال أسلحة إلى المعارضة السورية، وإن الوفد احتج بقوة على ذلك، لكن هذا الموضوع بالنسبة للأمم المتحدة التي ترعى المفاوضات يبقى مجرد أخبار تداولها الإعلام ولم يرد بشأنها لحد الآن أي بيان أو تصريح رسمي أميركي. وقال إن «الولاياتالمتحدة وكل المسؤولين الذين نلتقيهم يسعون معنا إلى إنهاء هذه الحرب وإنجاح مؤتمر جنيف2 بكل تأكيد»، وأضاف «أما موقفهم في ما يتعلق بما هو الحل فهم لا يخفونه ويقولون رأيهم بوضوح وليس هناك اتفاق بينهم وبين روسيا». وفي وقت سابق، قالت مصادر من وفد المعارضة السورية إن الجلسة المسائية ألغيت بسبب خلافات على هدف المفاوضات، في حين قال الإبراهيمي في المؤتمر الصحفي «أنا من قررت إلغاء الجلسة وليس بطلب أو ضغط من أي طرف». وقال عضو الوفد المفاوض للائتلاف الوطني أحمد جقل لوكالة رويترز ،إن هناك مقاومة شديدة من جانب الوفد الحكومي لانتقال المفاوضات إلى بحث مسألة هيئة حكم انتقالية تدير سوريا في المرحلة المقبلة. وكان فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري قال بدوره إن الجلسة لم يتم إلغاؤها، بل إن الإبراهيمي رفع الجلسة الصباحية بعدما طالت وتجاوزت الوقت المخصص لها.واتهم المقداد أطرافا داعمة للمعارضة السورية بالسعي لإفشال مؤتمر جنيف2، وقال إن الطرف يقدم أسلحة للمعارضة غير مهتم بإنجاح هذا المؤتمر». وبحسب المقداد، فإن وفد النظام تقدم أول أمس بمشروع بيان لإدانة استمرار الولاياتالمتحدة في تسليح من سماهم «الإرهابيين» بسوريا، وقال إن «منح السلاح للإرهابيين يعارض روح بيان جنيف1 الذي يمنع البند الأول منه تقديم السلاح للأطراف المتقاتلة». واعتبر أن إرسال السلاح للمعارضة «أسوأ هدية تقدمها الولاياتالمتحدة لمؤتمر جنيف2»، مشيرا إلى أن «الأسلحة التي بعثوها من قبل وصلت إلى أيدي إرهابيين». من جهة أخرى، اتهمت برفضها إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين، ومنهم الموجودون في حمص القديمة. وبخصوص إدخال المساعدات إلى المدن التي تحاصرها قوات النظام، قال المقداد «هناك محاصرون يجوعون في مدن ومناطق أخرى يحاصرها إرهابيون.. يجب الحديث عن كل السوريين المحاصرين». وفي المقابل، أعلنت المعارضة السورية استعدادها لرفع الحصار عن ثلاث بلدات تحاصر فيها قوات النظام في شمالي البلاد. وقال عضو الوفد المفاوض عن الائتلاف السوري لؤي صافي لوكالة رويترز إن مقاتلي الجيش الحر مستعدون لرفع الحصار عن بلدات نبل والزهراء والفوعة.