قال قائد الجيش السوري الحر المعارض، أول أمس الثلاثاء، إن مقاتليه لن يشاركوا في مؤتمر السلام المقترح عقده في سويسرا في يناير وسيواصلون القتال للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. مقاتلون في سوريا خلال عمليات إطلاق النار (خاص) تبرز تصريحات اللواء سليم إدريس مدى صعوبة جمع الإطراف السورية حول مائدة التفاوض في مؤتمر جنيف، الذي قالت الأممالمتحدة يوم الاثنين إنه سيبدأ يوم 22 يناير للاتفاق على حكومة انتقالية لوضع نهاية للحرب السورية. وقال إدريس لقناة الجزيرة "إن الظروف والأجواء ليست مهيأة حتى الآن لعقد مؤتمر جنيف في التوقيت، الذي تم تحديده لأسباب كثيرة والإسراع عن إعلان هذا المؤتمر دون أخذ الأسباب المؤدية لنجاح هذا المؤتمر ستؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة على جميع المستويات". وأضاف "نعتقد أن النظام غير جاد في إيجاد أي حل يؤدي إلى وقف القتال في سوريا وانتقال السلطة للشعب السوري". وقال إن مقاتليه لن يوقفوا القتال خلال مؤتمر جنيف أو بعده وأن ما يشغلهم هو الحصول على الأسلحة التي يحتاجونها. من ناحية أخرى، قال الإعلام الرسمي إن 15 شخصا قتلوا وأُصيب أزيد من 30 في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة على محطة حافلات في ضاحية غربي دمشق. ويدور قتال ضار منذ أيام خارج العاصمة وفي مدينة حلب الشمالية. ويقول مقاتلو المعارضة إنهم حققوا بعض المكاسب الصغيرة بعد التراجع على مدى شهور أمام قوات الأسد. ويقول الأسد الذي حققت، قواته سلسلة من الانتصارات العسكرية انه سيوفد مبعوثين إلى محادثات جنيف لكنه لن يقبل بأي شروط مسبقة وسيطرح أي اتفاق للاستفتاء، وهو اقتراع تقول المعارضة انه سيخضع للتزوير. ويضم الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب الكثير من وحدات المعارضة، لكن مصادر بالمعارضة ومحللين يقولون إن تأثيره تراجع بسبب جماعات إسلامية تقيم تحالفات بين أقوى الفصائل المقاتلة. وقال دبلوماسي روسي كبير إن مؤتمر جنيف 2 الذي اقترحته أصلا روسياوالولاياتالمتحدة في ماي تأخر كل هذه المدة، لأن واشنطن تريد المزيد من الوقت لمحاولة تنظيم وفد للمعارضة. ونقلت وكالة ايتار تاس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله "تظل المشكلة الأساسية...هي مسألة شكل مشاركة المعارضة السورية.. لهذا السبب على وجه التحديد طلب شركاؤنا الأمريكيون وقتا إضافيا لإتمام عملية تشكيل هذا الوفد". والمعارضة منقسمة بشدة بشأن مؤتمر (جنيف 2). وأعلن الائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب أيضا والذي يضم في الأساس معارضين في الخارج استعدادا مشروطا للمشاركة في المحادثات رغم اعتراضات من مقاتلين ونشطاء في الداخل. وقالت شخصيات معارضة في اسطنبول إن بعض أعضاء الائتلاف يجرون محادثات في جنيف مع مبعوث الأممالمتحدة بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي ومع مسؤولين من الولاياتالمتحدةوروسيا. وقال خالد صالح المتحدث باسم الائتلاف إن الائتلاف سيجتمع مرة أخرى في 15 دجنبر للتصويت على مسألة المشاركة في المحادثات. وأضاف أن الائتلاف يريد أن يعرف ما إذا كانت حكومة الأسد والقوى الخارجية ستلبي مطلبه إقامة ممرات لتوصيل المساعدات الإنسانية والإفراج عن السجناء السياسيين. وقال إنه لو كانت هذه القوى ضمنت توافر الظروف اللازمة لعقد مؤتمر جنيف لكان بالإمكان عقده غدا، لكنها بدلا من التركيز على نجاح المؤتمر ركزت على الموعد. ويشعر مقاتلو المعارضة بالقلق من مؤتمر جنيف حيث يخشون ألا يضمن لهم خروج الأسد من السلطة. وقال نشطاء في ضواحي دمشق الخاضعة لسيطرة المعارضة إن مقاتلي المعارضة يتقدمون ببطء قرب طريق المطار الدولي في مواجهة مقاومة عنيفة من قوات الأسد يدعمها مقاتلون من جماعة حزب الله اللبنانية ولواء أبو الفضل العباس وهو ميليشيا تتألف من مسلحين شيعة أجانب.