اللقاءات الجماهيرية والتجمعات التي يترأسها الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في عدد من الأقاليم الجنوبية ليست مجرد تنفيذ لبرنامج حزبي يشمل مختلف مناطق المملكة في اطار تخليد مرور سبعين سنة على تأسيس الحزب، وإنما هي لا تخلو من تميز يجعل منها لحظة سياسية كبرى. الحزب يحضر في هذه المناطق الغالية لدى عموم المغاربة للتأكيد على الانخراط الفعلي لمواطنات ومواطني هذه الأقاليم في الشأن السياسي الوطني، وللدلالة على اسهامهم في مختلف النقاشات والأوراش التي تهم كامل شعبنا وبلادنا في الشمال كما في الجنوب، وفي الشرق كما في الغرب. وعندما تلتقي قيادة التقدم والاشتراكية مع ساكنة كلميم مثلا، فإنها تعيد للراهن وللفعل ذاكرة وتضحيات المناضلين التقدميين بهذه المنطقة ضد أباطرة تزوير الانتخابات قبل عقود، وتستحضر أيضا الحضور التنظيمي والإشعاعي للرفاق هناك، وبذلك تربط الماضي بالحاضر لتعيد الوهج للإرادات وللطاقات من أجل اقتحام المستقبل، والانخراط في دينامية النضال الحزبي والوطني من أجل تمتين الديمقراطية والتنمية والإصلاح. ومن المؤكد أن اللقاء أيضا في طانطان لن ينسى معاناة المناضلين التقدميين حتى في المحطة الانتخابية الماضية مع لوبيات الفساد والريع، وسيستحضر كامل التفاعل النضالي لنخب المنطقة وشبابها مع شعارات ومواقف وخطاب وأفكار الحزب التقدمي، كما سيستعيد النفس النضالي الجماعي هناك حيويته وحماسته من أجل المساهمة في صنع المستقبل. وفي آسا ستكون دينامية وفعالية التنظيم الحزبي والمنظمات الموازية للحزب حاضرة في بال الجميع، وفي ذاكرتهم، ذلك أن الفعل التقدمي كان واضحا طيلة عقود في الأوساط الجمعوية والتربوية والشبابية والثقافية، فضلا عن العمل الحزبي الوطني المباشر وسط الناس، وكل هذا ينكب المناضلون اليوم على تثمينه، والانطلاق منه لترسيخ فعل سياسي وطني في المنطقة. إن إصرار قيادة حزب التقدم والاشتراكية اليوم على أن تشمل فعاليات تخليد سبعينية الحزب الأقاليم الجنوبية، مرده أولا مركزية قضية الوحدة الترابية في المنظومة السياسية والفكرية والبرنامجية للحزب، بالإضافة إلى أهمية الاحتفاء بأدوار كثير من المناضلين المنحدرين من هذه الأقاليم الذين ساهموا في صنع عديد محطات وانجازات في تاريخ الحزب الذي كان دائما حاضرا في هذه المناطق، ووسط نخبها وأطرها وشبابها وسكانها برغم كل صعاب المراحل السابقة. اليوم، وفي ظل كل السياقات المرتبطة والمتفاعلة مع قضيتنا الوطنية، من المهم تمتين الحضور والفعل الحزبيين الوطنيين داخل الأقاليم الجنوبية ووسط ساكنتها، وذلك ضمن قواعد وضوح الرؤى والخطاب وحقوق المواطنة، وهذا التحدي لا يمكن أن تنجح في خوضه سوى الأحزاب الجدية ذات التاريخ والمصداقية، والقادرة على مباشرة الفعل في الميدان وبالأفكار . هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته