تواصل قيادة حزب التقدم والاشتراكية عقد لقاءات حزبية وتواصلية بمختلف جهات المملكة، وهي تظاهرات للتفاعل مع عموم المواطنات والمواطنين، وتكثيف النقاش السياسي في الأقاليم والجهات، وهي أيضا مناسبة للقيادة الحزبية لإعمال مقاربة تنظيمية جديدة تقوم على توقيع عقود برامج بين المكتب السياسي والفروع الإقليمية بشأن هدفية حزبية واضحة، متفق على آليات تنفيذها. الفكرة والأسلوب ينتقلان بالسلوك الحزبي من طبيعة عمودية تكاد تشبه منظومة الزوايا، إلى طبيعة تفاعلية ترتكز على المسؤولية المشتركة بين القيادتين الوطنية والإقليمية، ويؤطرها دفتر تحملات، وبموجبه تصير كل الأطراف خاضعة للمحاسبة الحزبية المسؤولة. بلا شك، لن يكون إنجاح هذا الانتقال التنظيمي يسيرا، خصوصا عندما تشح الموارد المالية، لكن إصرار حزب التقدم والاشتراكية على كسب هذا الرهان التنظيمي الحداثي، ينطلق من قناعة راسخة بحتمية تطوير الأداة الحزبية وعصرنتها، وإعادة الحماسة النضالية لمختلف هياكل التنظيم، وبالتالي الانتقال بالحزب ليكون فضاء استقبال لعموم المغاربة، ولتمكين مناضليه في الحواضر والبوادي من أدوات العمل، ومن آليات تعزيز الانصهار في انشغالات شعبنا، وفي حركيته اليومية. إن تجديد التأكيد على انفتاح الحزب اليوم، هو إنصات ذكي لنبض مجتمعنا ولمتطلبات لحظتنا التاريخية، وفي نفس الوقت، فإن الانفتاح الجماهيري المقصود هنا يكتسب هوية دينامية وتفاعلية، تروم إشراك القواعد الحزبية في صياغة وتنفيذ القرار الحزبي العام، وتروم أيضا إدراج أكبر عدد من أفراد شعبنا ضمن منظومة العمل السياسي الوطني المسؤول، وبالتالي جعل السياسة جاذبة للناس. وعندما تحكي الصور والوقائع من داخل تجمعات حزبية ولقاءات تنظيمية بجهات نائية من جغرافية المملكة، عن إقبال المناضلين وعموم المواطنين للقاء وللنقاش و...للكلام في السياسة وعن السياسة، فالدلالة هنا أن الحضور هو انتماء لقيم، وليس انسياقا أو تقربا من مريدين لشيخ يجر له المنصتون جرا أو تزلفا. إن التأسيس لحياة حزبية حقيقية في المناطق، والاهتمام بمناضلي الفروع وبانشغالاتهم، والسعي لإعداد نخب حزبية وسياسية في الجهات، وتكثيف التواصل السياسي مع الساكنة من طرف القيادات الحزبية الوطنية ومتابعة قضاياها ومطالبها، هذا هو الطريق الأسلم لمحاربة الاستسلام لثقافة التيئيس وللعدمية، ولمواجهة خطابات الديماغوجية الأصولية والتبسيطية، وبالتالي لتشكيل محيط شعبي يقظ قادر على الوقوف ضد المفسدين، وضد استهداف البلاد. هنا تكمن جدة وأهمية الدينامية التنظيمية التي يواصلها حزب التقدم والاشتراكية اليوم، وإن التوقيع على عقود برامج بين المكتب السياسي وفروع الحزب في الأقاليم هو فقط المدخل لتقوية الارتقاء بعمل الحزب، وبالعمل السياسي التقدمي المسؤول إلى عمق الرهان الوطني. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته