في خطوة تستهدف التحسيس للحد من انتشار داء السيدا وسط الشباب والفئات الهشة، انتقلت المنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا إلى سيدي علي بن حمدوش كأحد المواسم الشعبية التي تعرف باستقطاب عاملات الجنس ومثليي الجنس من جميع المناطق خلال هذه الفترة من السنة، وذلك من أجل إجراء حملة للكشف المجاني والسري عن السيدا لفائدة عموم ساكنة الجهة والأشخاص الذين يفدون على المنطقة ابتداء من يوم أمس الخميس وإلى غاية يوم الأحد القادم. اختيار الجمعية لتنظيم حملتها التحسيسية حول فيروس داء المناعة المكتسبة وإجراء تحاليل للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيا وأساسا السيدا، يعد اختيارا ذكيا بالنظر لعدد الزوار الذين يفدون على المنطقة خلال هذه الفترة من السنة، حيث يفد الآلاف من مريدي الطريقة العيساوية على مدينة مكناس التي يتواجد بها ضريح الشيخ الهادي بنعيسى، وعشرات الآلاف من الزوار وممتهني الشعوذة على قرية المغصيين الواقعة بضواحي العاصمة الإسماعيلية والتي يتواجد بها ضريح سيدي علي بنحمدوش كما يتواجد بها ما يسمى شعبيا «شجرة للاعائشة» وذلك لممارسة طقوسهم. وأوضح الدكتور بنعزوز التوسي عضو المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا في تصريح لبيان اليوم، أن الجمعية دأبت باستمرار وعلى امتداد السنة على تنظيم مجموعة من الحملات الطبية والتحسيسية والقيام بالتحاليل المخبرية المجانية للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيا وداء فقدان المناعة المكتسبة. وأوضح بشأن اختيار جهة مكناس تافيلالت خلال هذه الفترة من السنة، أن المنظمة تستغل مثل هذه المناسبات، من مهرجانات، ومواسم شعبية وكل اللقاءات التي تشهد وجود حشود جماهيرية كبيرة للقيام بحملات للتوعية والتحسيس وسط الساكنة وزوار المنطقة، مشيرا أن هذه الحملة سيشرف عليها أطباء سيحضرون من مقر الجمعية المركزية بالرباط إلى جانب أطباء ومتطوعي فرع المنظمة بمكناس، حيث سيتم القيام بالكشف المجاني والسري على متن الوحدة المتنقلة للجمعية وهي مجهزة بكل الآليات الضرورية لإجراء التحاليل المخبرية. وأشار إلى أن المنظمة، وبحكم الشراكة التي تربطها مع وزارة الصحة في إطار المخطط الاستراتيجي الوطني الخاص بمحاربة داء السيدا والأمراض التناسلية، تساهم وبمختلف المناطق عبر فروعها في الحملات التحسيسية من أجل الحد من انتقال فيروس نقص المناعة عن طريق الاتصال الجنسي وتخفيض الإصابة بين الشباب والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال وانتقاله في ظروف الاشتغال بالجنس أي وسط ممتهني الدعارة، والقضاء على انتقال الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة من الأم إلى الطفل، فضلا عن الوقاية من الإصابات الجديدة بالفيروس بين من يتعاطون للمخدرات. ومن جانبها أفادت الجمعية في بلاغ توصلت الجريدة بنسخة منه، أن هذه الحملة التي تنظمها بتعاون مع وزارة الصحة والسلطات المحلية وبدعم من الصندوق العالمي لمحاربة السيدا، تروم أساسا حشد التعبئة المجتمعية لمحاصرة إشكالية الأمراض المنقولة جنسيا والوقاية منها والتوعية حول الصحة الجنسية والصحة الإنجابية عبر الاعتماد على وسائل ملائمة للتواصل مع الساكنة. وأفادت أنه انطلاقا من ذلك تأتي هذه الحملة التي ستستهدف سكان المنطقة وزوارها خلال فترة من السنة تشهد فيها الجهة تجمعا جماهيريا كبيرا، تهدف إلى إجراء تحاليل مجانية وسرية وبشكل طوعي للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيا وسط مختلف الفئات. يشار إلى أن إلا أن وزارة الصحة في إحصائيات لها تخص سنة 2011 حول داء السيدا، كانت قد كشفت تطور انتشار الداء وسط الفئات السكانية الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة، خاصة وسط فئة عاملات الجنس أو ما يعرف بالدعارة، والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال ، ومستعملي المخدرات عن طريق الحقن، والمهاجرين في وضعية غير نظامية، ذلك أن نسبة 67 في المائة من الإصابات الجديدة بالسيدا تتركز وسط هذه الفئات. فيما كشفت الوزارة أنه خلال الحملة الوطنية الثالثة التي نظمتها بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني ما بين تاريخ 20 نونبر و31 دجنبر الماضي (2013) ، والتي تمكنت أثناءها من إجراء 460 ألف و867 فحصا مجانيا للكشف عن فيروس فقدان المناعة البشرية، من تسجيل 778 حالة إصابة جديدة بالسيدا، منها 50 حالة لدى النساء الحوامل.