«جئنا للقيام بالتحاليل لنطمئن، كثيرٌ من الشباب مثلنا ذهبوا ضحية عدم الوعي وتسببوا في إصابة العديد من الأبرياء دون قصد»، هكذا تحدث «أحمد ش.»، وهو شاب من جماعة «خميس بني شكدال»، تعليقا على استفادته من اختبار الكشف عن داء السيدا. عشرات النساء أَحطْن بإلهام المنسوم، المكلفة بالتواصل في المنظمة، يستمعن، باهتمام بالغ، لنصائح في التوعية بالداء الخطير، فيما كان «المعطي م.»، شيخ في عقده الثامن، ينتظر دوره، وسط صف طويل، للكشف عن داء السكري. مئات المواطنين حجوا، بكثافة، للاستفادة من التحسيس والكشوفات المجانية التي وفرتها المنظمة الإفريقية لمكافحة داء السيدا في إقليم الفقيه بن صالح، إذ استفاد حوالي 2400 مواطن من الفئات المعوزة، في جماعات «أولاد اركيعة» و«خميس بني شكدال»، وفي «حي جميلة» في مدينة الفقيه بن صالح، من حملة طبية نظمتها المنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا، بشراكة مع الجمعية المغربية للتنمية ونادي «الليونز» في الفقيه بن صالح. وقد شملت الحملة خمس تخصصات هي أمراض السكري وطب العيون وأمراض النساء وطب الأسنان والطب العام. وقد عرفت الحملة المجانية التي استفاد فيها حوالي 1500 مواطن من التحسيس والخضوع لاختبار الكشف عن داء السيدا، تجاوبا كبيرا من المواطنين، خاصة في جماعتي «أولاد اركيعة» و«خميس بني شكدال»، وأطرها أطباء متخصصون قدِموا من الدارالبيضاء والرباط ومن بعض المدن المجاورة. كانت الدكتورة نادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا، منشرحة وهي تُشيد بالإقبال الكبير على مدار يومين من الحملة الطبية: «هذه من أنجح المحطات هذه السنة، في إطار مخطط عمل المنظمة، التي لها 16 فرعا في المغرب، وذلك لتقريب الخدمات الصحية السكان الذين يقطنون بعيدا عن المستشفيات والمراكز الصحية». وأضافت بزاد، في تصريح ل«المساء»، أنه «تم خلال الحملة إدماج الفحوصات المتعلقة بالكشف عن الأمراض المنقولة جنسيا والتي تتسبب في الإصابة بمرض السيدا في برامج الصحة الإنجابية». وأكدت الدكتورة نادية بزاد أن «الكشف عن الإصابة بداء فقدان المناعة المكتسب لم يعد من المحظورات وأنه يتعين على جميع الأشخاص التعاون للمساهمة في انخفاض مؤشر الإصابات في المغرب، على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات المختصة، وهو الخطر الحقيقي وليس «تحريم» الحديث عن السيدا»، مضيفة أن «على الشباب، من الجنسين، القيام بالتحليلات المتعلقة بالكشف عن هذا المرض، كباقي التحليلات الأخرى، غير أن نتائج الفحص والتحليلات عن السيدا تظل دائما سرية ولا تُعلَن إلا للمعني بالأمر». وقال رئيس فرع المنظمة الإفريقية في مدينة بني ملال، الدكتور المصطفى شداد، في تصريح ل»المساء»، إن هذه «الحملة جاءت بعد حملات سابقة قامت بها المنظمة خلال الأشهر القليلة الماضية، في كل من دمنات والقصيبة وزاوية الشيخ وجماعات قروية في إقليميبني ملال والفقيه بن صالح، للتوعية والتحسيس بمخاطر الإصابة وأهمية الكشف المبكر عن هذا الداء القاتل، ولتقديم هذه الخدمة الإنسانية في المنطقة، بصفة تطوعية، بمساعدة عدد من الممرضين والممرضات وبعض الأعوان الإداريين، مع الإشارة إلى توزيع كميات مهمة من الأدوية على المرضى المعوزين». وقد عرفت الحملة، التي اختتمت يوم الأحد الماضي في جماعة «خميس بني شكدال» في إقليم الفقيه بن صالح، مشاركة الممثل والمخرج محمد عاطفي، الذي عُرِض له شريط سينمائي حول الصحة الجنسية والإنجابية أثناء الحملة، لتوعية الشباب وعموم المواطنين بمخاطر السيدا.