بنعبد الله يعبر عن رفضه المطلق لمواقف أحزاب يسارية أوروبية من قضية الصحراء المغربية عبر مسؤول في الحزب الشيوعي الإيطالي عن دعم حزبه لموقف حزب التقدم والاشتراكية من قضية الوحدة الترابية للمغرب ومشاركة في الحكومة الحالية التي يقودها حزب ذا مرجعية إسلامية. وقال فاوسطو سوريدي مسؤول العلاقات الخارجية بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي الإيطالي، في لقاء مع محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أمس الأربعاء بالرباط «إنه بقدر ما يتشبث الحزب الشيوعي الإيطالي بالمبادئ والقيم التي تأسس عليها، فإنه يحرم على نفسه التدخل في شؤون الآخرين كما تفعل بعض الأحزاب الأخرى»، مؤكدا على أن الحزب الشيوعي الإيطالي لا يجد حرجا في مساندة مواقف حزب التقدم والاشتراكية من قضية الوحدة الترابية للمغرب، على غرار الأحزاب اليسارية في أوروبا الشرقية وآسيا. ومن جانب آخر، وقف القيادي في الحزب الشيوعي الإيطالي الذي كان رفقة ثلاثة أعضاء آخرين من الحزب ذاته، عند أهم مستجدات المشهد السياسي الإيطالي في سياق تعمقت فيه الأزمة الاقتصادية والمحاولات القائمة لإيجاد مخرجا لهذه الأزمة. وأوضح فاوسطو سوريدي، أن السياسات النيوليبرالية التي كانت تقول بعدم تدخل الدولة في قضايا الاقتصاد، أبانت عن محدوديتها حتى بالنسبة للطبقات الميسورة، معربا عن أسفه الشديد لعدم قدرة اليسار الإيطالي بما فيها الحزب الشيوعي، على توظيف هذه الأزمة لطرح البدائل الممكنة وتقوية صفوفه، خاصة وأن الشيوعيين الإيطاليين هم أنشط التنظيمات اليسارية في أوروبا، مشيرا إلى وضعية التشتت التي يعرفها اليسار الإيطالي والتي لم يسلم منها الحزب الشيوعي الذي يسعى إلى تنظيم وتكوين جبهة موحدة مع تنظيمات يسارية أخرى. من جانبه، استعرض محمد نبيل بنعبد الله، العلاقة التاريخية المتميزة التي تربط حزب التقدم والاشتراكية بالحزب الشيوعي الإيطالي مؤكدا على أن هذا الأخير، خلافا لبعض القوة اليسارية الأخرى، يدعم الوحدة الترابية للمغرب، ويساند مواقف حزب التقدم والاشتراكية. وعبر محمد نبيل بنعبد الله عن رفضه المطلق لمواقف بعض أحزاب اليسار الأوروبي التي لها نظرة وصفها ب»الدوغمائية» اتجاه مواقف حزب التقدم والاشتراكية، خاصة قضية الوحدة الترابية ومشاركته الحزب في التجربة الحكومية الحالية، مؤكدا على أن حزب التقدم والاشتراكية، يرفض الوصاية من أي كان، وأنه يتخذ مواقفه بكل استقلالية انطلاقا من قناعته الراسخة والتي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، كما يتخذ مواقفه انطلاقا من تحليله للواقع المغربي كما هو وليس كما تتخيله بعض أحزاب اليسار الأوروبي. من جانب آخر، وقف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في عرضه أمام وفد الحزب الشيوعي الإيطالي، عند أهم المحطات التي ميزت الساحة السياسة الوطنية خلال الفترة الأخيرة في سياق ما عرف ب»الربيع العربي»، مشيرا إلى أن المغرب تمكن من اجتياز تلك المرحلة بنجاح، مشيرا إلى التجربة الحكومية الحالية والتي يشارك فيها حزب التقدم والاشتراكية هي من إفرازات هذه المرحلة التي جاءت بعد إقرار دستور جديد ومتقدم، وبعد انتخابات لم يطعن أحد في نزاهتها. وأكد نبيل بنعبد الله الذي كان مرفوقا بمدير الإدارة الوطنية عضو اللجنة المركزية للحزب عبد الرحيم بنصر، على أن تواجد حزب يساري في حكومة يقودها حزب له مرجعية إسلامية، هي تجربة فريدة في الوطن العربي وتسحق الاهتمام والدراسة من طرف الباحثين والفاعلين السياسيين، مشيرا إلى أن هذه التجربة الحكومية أنجزت مجموعة من الأوراش المهمة خاصة في المجال الاجتماعية، كما وقف عند مجموع من الإكراهات الموضوعية والذاتية تعترضها. وأوضح نبيل بنعبد الله أن الحكومة الحالية مطالبة بمباشرة إصلاح ملفات كبرى لها كلفة اجتماعية وسياسية كبرى بالنسبة لأحزاب التحالف الحكومي، ويتعلق الأمر، حسب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بصناديق التقاعد وصندوق المقاصة الذي أصبح يكلف ميزانية الدولة حوالي 5 مليار أورو بدل 300 مليون أورو سنة 2003 مما أدى تفاقم عجز الميزانية الذي وصل إلى 7 في المائة، بالإضافة إلى إصلاح صناديق التقاعد التي لم تعد تحتمل الانتظار وأن عدم مباشرة إصلاح هذه الصناديق سينعكس سلبا على الفئات الفقيرة والمتوسطة.