الرجاء يفتتح مونديال الأندية بنجاح ويطيح بأوكلاند سيتي النيوزلندي الجماهير تلهب المدرجات وافتتاح بسيط من التراث المغربي أكد فريق الرجاء البيضاوي عالميته وأن مشاركته بمنافسات الدورة العاشرة من كأس العالم للأندية، لم تأت من فراغ، وحقق فوزا مستحقا أول أمس الأربعاء على نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي بهدفين لواحد على أرضية ملعب أكادير الجديد برسم مباراة السد في دور الربع. وسجل أهداف الفريق البيضاوي كل من المهاجم محسن متولي في الدقيقة 39 وعبد الإله الحفيظي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمقايلة مقابل هدف للنادي النيوزلندي حمل توقيع روي كريشنا في الدقيقة 63. وبهذا الفوز، ضمن فريق الرجاء البيضاوي مكانا في دور الربع، حيث سيواجه يوم السبت المقبل نادي موننيري المكسيكي على الساعة السابعة والنصف مساء بذات الملعب، وإذا تخطى رفاق محسن متولي هذه العقبة سيواجهون في 18 دجنبر بملعب مراكش نادي أتليتكو مينيرو البرازيلي. حفل الافتتاح جاء بسيطا بعرض رقصات فلكلورية مغربية، كما دخلت سبع مجموعات مكونة من أطفال يرتدون أقمصة الأندية السبع المشاركة بالبطولة، وهي بالإضافة للرجاء البيضاوي ونادي أوكلاند سيتي النيوزلندي، أندية الأهلي المصري وبايرن ميونيخ الألماني ومونتيري المكسيكي وأتليتكو مينيرو البرازيلي وغوانغزو إيفرغراند الصيني. ووسط حضور جماهيري غفير ل 34857 متفرج أثثوا جنبات ملعب أكادير، انطلق اللقاء بدقيقة صمت ترحما على الرحيل الرئيس السابق لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا، قبل أن يعلن الحكم الغامبي غاسما بكاري بابا بداية المباراة الافتتاحية لمونديال الأندية. وكعادته، سرق الجمهور الرجاوي الذي حج بقوة لمؤازرة فريقه، ونال إعجاب الحاضرين وظل يهتف 90 دقيقة كاملة، حيث رفع «تيفو» إلى عالمية الرجاء وتاريخ تأسيسه سنة 1949، واتحدت جميع الأطياف لمساندة الفريق الأخضر من جميع المدن المغربية ورفعت شعارات من قبيل «الصخيرات ديما رجاء» و»أكادير الخضراء» و»أبناء كلميم ونحب الرجاء». واستهل الرجاء البيضاوي المباراة بقوة، حيث كان الطرف الأفضل والأكثر استحواذا على الكرة، وتفنن لاعبوه في تدوير الكرة فيما بينهم ورسم لوحات مهارية جميلة أمام خصم قيل إنه فريق متواضع نظرا لحداثة سنه. أول فرص التسجيل ستأتي بأقدام الظهير الأيسر للفريق الأخضر عادل الكرشي في الدقيقة السابعة، لكنه أضاعها فوق المرمى، ومع مرور الدقائق اتضح أن الرجاء عازم على تحقيق الانتصار، خاصة مع طريقة اللاعبين الواقعية في اللعب والممزوجة بالاندفاع والحماس. وفي وقت فرض الفريق الأخضر أسلوبه من خلال مستوى متميز، ولم يكن من حل أمام النيوزيلنديين سوى التراجع إلى الخلف والحفاظ على عذرية شباكهم، سدد عصام الراقي كرة في الدقيقة 12 مرت بعيدة عن مرمى الحارس النيوزيلندي تاماتي أندريه ويليامز. وظل أوكلاند يدافع والرجاء يبدع في نقل الكرات، وكان على الجمهور أن ينتظر إلى حدود الدقيقة 18 ليحصل أوكلاند على أول ركنية منحت جرعة من الشجاعة للتقدم نحو منطقة الخصم، وفي الدقيقة 22 أهدر محسن ياجور هدفا محققا بعد أن تلقى تمريرة من محسن متولي من خلف المدافعين. دقيقتان فقط الكروشي حاول مخادغة الظيهير الرجاوي الحارس بكرة دائرية، تلتها تسديدة لياجور اصطدمت بالدفاع النيوزلندي وتحولت للركنية دون أن تشكل خطورة، واخترق متولي في الدقيقة 31، إلا أن تمريرته مرت ولم تجد أحدا من الرفاق. ياجور سيكفر عن إهدار الفرصة السابقة، وسيمنح الرجاء التقدم في النتيجة بعدما تلقى تمريرة سحرية من الكروشي أودعها الشباك ست دقائق قبل نهاية النصف الأول، ليعلن الحكم الغامبي تفوقا ل «النسور» مستحقا. ومع انطلاق الشوط الثاني، استمر الرجاء في الضغط والاستحواذ على الكرة، وحصل إسماعيل بلمعلم في الدقيقة 58 على أول بطاقة صفراء في اللقاء، في حين بدأ أوكلاند رحلة البحث عن هدف التعادل، وكاد أن يتأتى له ذلك بعد تنفيذ ضربة ثابتة بلعبة جماعية مخادعة. وفي الدقيقة 61 سقط عبد الإله الحافيظي في منطقة ال 18 مترا لأوكلاند وطالب بضربة جزاء دون جدوى، وبشكل غير متوقع، أدرك النيوزلنديون التعادل بعد خطإ صبياني مشترك بين المدافعين بلمعلم ومحمد أولحاج، استغله روي كريشنا ليسكن الكرة في مرمى الحارس خالد العسكري. وظهر عقب هذا الهدف تحسن أداء أوكلاند الذي ركن في معظم أطوار اللقاء للدفاع واعتمد على المرتدات، لكن الجانب الرجاوي بدأ في التحرك لتسجيل هدف ثان، وفرض سيطرة مطلقة، حيث بلغت نسبة امتلاك الكرة 63 في المائة، وسدد في 24 مناسبة، بينها 14 تسديدة بين الخشبات الثلاث. وفي وقت ظن الجميع أن الفريقان سيلجآن لوقت إضافي، منح الحافيظي كتيبة «النسور» هدف الانتصار في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع عندما استغل كرة عرضية من كروش يسددها أولحاج برأسه نحو مرمى ويليامز وارتدت لتجد الحافيظي الذي أسكنها الشباك.