خرجت مسيرات ليلية رافضة للانقلاب العسكري في مصر أول أمس الاثنين، وذلك بعد ساعات من الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها جامعات مصرية كان أكبرها في جامعة الأزهر بالقاهرة حيث دخلت الشرطة الحرم الجامعي واستخدمت العنف مع الطلاب، مما أسفر عن وفاة طالب وإصابة العشرات واعتقال نحو خمسين آخرين. وبينما أعلن رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد، أن الجامعة لم تستدع قوات الأمن، أكدت وزارة الداخلية تلقي أجهزتها الأمنية بلاغا من رئيس الجامعة يطلب سرعة التدخل، للحفاظ على الأرواح والممتلكات. وقال طلاب إن قوات الأمن استخدمت سلاح الخرطوش والقنابل المدمعة لتفريق الطلاب الذين كانوا يحتجون على اعتداءات تعرضوا لها الأحد الماضي. ومن جهتها، قالت وزارة الداخلية، إن قواتها دخلت الجامعة، واعتقلت عددا من «مثيري الشغب». وقال الطالب أحمد المحمدي لوسائل الإعلام، إن قوات الأمن استخدمت أسلحة الخرطوش والقنابل المدمعة والصوتية في المواجهات مع الطلاب، مشيرا إلى إصابات في مناطق مختلفة بالخرطوش، فضلا عن حالات الاختناق بالغازات. وتحدث طلاب عن إصابة ما يقرب من مائة من زملائهم بالخرطوش أو اختناقا بالغاز، بينما قال ناشطون إن طائرات حربية حلقت على علو منخفض فوق الجامعة. وكانت قوات الأمن قد اقتحمت الأحد الماضي جامعة الأزهر، وهاجمت أيضا طلابا كانوا يتظاهرون للتنديد بالانقلاب، ويطالبون بالإفراج عن زملاء لهم اعتقلوا في احتجاجات سابقة. وتأتي المظاهرات بجامعة الأزهر في إطار احتجاجات طلابية بأغلب المحافظات المصرية تنديدا بالانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، وبما يعدونه ممارسات وقوانين مقيدة للحريات بما فيها قانون تنظيم التظاهر. وقد تصاعدت الاحتجاجات الطلابية بعد مقتل الطالب بكلية الهندسة بالقاهرة محمد رضا قبل نحو أسبوعين. وفي محافظة الإسكندرية الساحلية هاجمت قوات الجيش مسيرة رافضة للانقلاب العسكري بمنطقة ميامي شرق المحافظة، وأطلقت القوات الأعيرة النارية في الهواء وألقت القبض على ثلاثة من المتظاهرين. كما اندلعت مواجهات في الإسكندرية بين الشرطة المصرية ومتظاهرين في مسيرة رافضة للانقلاب العسكري في منطقة الرمل. وقامت قوات الأمن بملاحقة المتظاهرين الذين رددوا هتافات مناوئة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم. وقد هاجم عدد من المتظاهرين سيارة للشرطة وأضرموا النار فيها. في سياق متصل، خرجت مسيرات ليلية في أحياء المعادي والخانكة وحدائق حلوان بالقاهرة، كما انطلقت مسيرة من أمام مجمع الإيمان في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، كما قالت شبكة رصد الإخبارية. وتتشارك جميع الفعاليات المناهضة للانقلاب في رفع المشاركون فيها لشعار مجزرة رابعة العدوية، وصور ضحايا أحداث العنف ضد المتظاهرين منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، التي بلغت ذروتها في فض اعتصامي رابعة والنهضة يوم 14 غشت الماضي، مما أسفر عن سقوط آلاف القتلى والمصابين. وتتركز هتافات المتظاهرين على التنديد بالانقلاب العسكري ووزيري الدفاع عبد الفتاح السيسي والداخلية محمد إبراهيم، والمطالبة بعودة ما يسمونها «الشرعية» والمسار الديمقراطي، وبمحاكمة المسؤولين عن قتل المعتصمين السلميين، وكذلك الإفراج عن المعتقلين، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب.