أصيب عدد من طلاب جامعة الأزهر في القاهرة أول أمس الاثنين جراء إطلاق قوات الأمن المصرية الرصاص والقنابل المدمعة لتفريق مظاهرة رافضة للانقلاب العسكري. في حين تواصلت المظاهرات الطلابية بعدد من الجامعات للمطالبة بإسقاط «حكم العسكر» وتنديدا بالقمع الذي يواجه الحراك الطلابي. وقال مصادر صحافية في القاهرة ، إن روايتي الطرفين متضاربتان بشأن الواقعة، موضحا أن الطلاب ذكروا أن العشرات أصيبوا بعد هجوم قوات الشرطة بصحبة مجهولين عليهم. في حين قالت وزارة الداخلية المصرية، وفق نفس المصادر، إن طلاب الأزهر قطعوا الطريق أمام الجامعة وحاولوا التوجه لمنطقة رابعة وألقوا الحجارة على المارة مما دفع قوات الأمن للتدخل. وقال عضو حركة طلاب ضد الانقلاب بجامعة الأزهر محمود صلاح لوسائل الإعلام، إن قوات الأمن وإدارة الجامعة ارتكبتا جريمة تمثلت في الاعتداء على الطلاب بالخرطوش والرصاص والغاز داخل الحرم الجامعي. وأكد اعتقال عدد من زملائهم خلال اعتداء قوات الأمن على المظاهرة. ورفع الطلاب صورًا لزملائهم الذين قتلوا أو اعتقلوا على مدار الأشهر القليلة الماضية، ورددوا شعارات رافضة لاعتقال زملائهم، وشددوا على استمرارهم في مظاهراتهم حتى إسقاط الانقلاب. يشار إلى أن جامعة الأزهر تشهد حراكا واسعا ضد الانقلاب منذ بدء الدراسة بها مطلع الأسبوع الماضي بعد تأجيلها لأكثر من شهر. وفي السياق تظاهر طلاب بجامعات القاهرة والزقازيق والمنوفية وكفر الشيخ والمنصورة للمطالبة بإطلاق سراح زملائهم المعتقلين والقصاص للضحايا في جميع الحوادث التي وقعت منذ عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي. وفي جامعة كفر الشيخ (دلتا مصر) ، نظم الطلاب وقفة احتجاجية أمام مبنى إدارة الجامعة، نددوا فيها بالتحقيق مع زملائهم واعتقال آخرين على خلفية مناهضتهم للانقلاب العسكري. وشاركت جميع الفعاليات الطلابية في رفع أعلام ضخمة عليها صور قتلى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وكذلك شعار رابعة إضافة للأعلام المصرية وصور مرسي. وعلى صعيد حراك طلاب المدارس بمراحلها المختلفة، فقد تظاهر عدد من الطلاب بمعهد طلعت الأزهري في حي مدينة نصر، كما نظمت حركة «طلاب المدارس ضد الانقلاب» مظاهرة منددة بما أسموه «حكم العسكر» في منطقة فيكتوريا بالإسكندرية (شمال). وفي محافظة بورسعيد (المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس)، نظمت صباح الاثنين الماضي»حركة شباب ضد الانقلاب» وقفة مفاجئة أمام تمثال ديليسبس تحت اسم «ربعاوي في كل حتة (مكان)»، وذلك في تحد للتضييق والملاحقات الأمنية المستمرة ضد معارضي الانقلاب. في غضون ذلك، شيعت أول أمس الاثنين جنازة ثلاثة من عناصر الشرطة المصرية قتلوا برصاص مسلحين مجهولين أثناء وجودهم بمقر خدمتهم في نقطة تفتيش أمنية قرب أحد الجسور بمدينة طلخا التابعة لمحافظة الدقهلية. وأدى الآلاف من مواطني الدقهلية صلاة الجنازة عليهم في مسجد النصر في المنصورة. وقد خرجت الجثث من المسجد في جنازة عسكرية وشعبية طالب المشاركون فيها بسرعة ضبط الجناة والقصاص منهم. ونقل مراسل الجزيرة نت في القاهرة عن مصادر أمنية بوزارة الداخلية قولها إن القتلى الثلاثة هم أمين شرطة محمد صفوت محمد، وأمين شرطة شريف سعد علي، ومساعد شرطة أحمد عبد المحسن محمد. وأضافت المصادر أنه تم تشكيل فريق بحث لسرعة تحديد وضبط مرتكبي الحادث.