خرجت مسيرة ليلية بمحافظة السويس تطالب بالقصاص لضحايا مجازر الانقلاب العسكري، بينما اقتحمت قوات الأمن حرم مدينة الأزهر الجامعية لتفريق مظاهرة طلابية مناهضة للانقلاب سقط خلالها جرحى. هذا، و شارك عشرات من أفراد الشرطة في مظاهرة بالقاهرة للمطالبة بزيادة رواتبهم. فقد خرجت مسيرة الليلة الماضية لمجموعة من أهالي محافظة السويس جابت وسط المدينة، طالب المشاركون فيها بالقصاص لدماء ضحايا المجازر المتوالية منذ الانقلاب العسكري. وجاب المتظاهرون في المسيرة مناطق رئيسية وسط مدينة السويس، ورفعوا شعار رابعة العدوية، ورددوا هتافات تطالب بعودة الحكومة إلى المسار الديمقراطي، منددين بقانون التظاهر وحملات الاعتقالات التي طالت أبناءهم. وفي تحد نادر لقانون التظاهر الجديد الذي يفترض أن يطبق لاحتواء المظاهرات في الشوارع، شارك عشرات من أفراد الشرطة المصرية في احتجاج أول أمس الأحد للمطالبة بزيادة رواتبهم. وذكرت وكالة رويترز، أن مظاهرة الشرطة تعد تحولا غريبا في الأحداث بعد اعتقال نشطاء بتهمة خرق القانون الذي أقر الشهر الماضي ويقضي بضرورة الحصول على تصريح من وزارة الداخلية لتنظيم أي تجمع عام يضم أكثر من عشرة أفراد. وحصل نحو مائتين من أمناء الشرطة على تصريح للاحتجاج في نادي الشرطة في القاهرة، حيث طالبوا بحضور المسؤولين لبحث زيادة رواتبهم، وعندما لم يتلقوا أي استجابة توجهوا إلى مقر وزارة الداخلية في تحد للقانون الجديد. وقالت مصادر أمنية إنهم دفعوا الحواجز الحديدية في وجه زملائهم من قوات الأمن خارج النادي قبل السماح لهم بالسير إلى الوزارة. من جهة أخرى، اقتحمت قوات الأمن حرم مدينة الأزهر الجامعية، وأطلقت قنابل الغاز والخرطوش لتفريق مظاهرة طلابية مناهضة للانقلاب، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، حسب شهود عيان. ووصف المتحدث الإعلامي باسم طلاب جامعة الأزهر ما وقع بالجرم الجديد، وأكد بأن الطلاب مستمرون في تصعيدهم السلمي ردا على محاولات الاقتحامات المتكررة للحرم الجامعي من قبل قوات الأمن. وقد تواصلت في جامعات مصر الأحد الأخير المظاهرات والوقفات الاحتجاجية والمسيرات المنددة بالانقلاب العسكري، والمطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين وبالقصاص لزملائهم الذين قتلتهم قوات الأمن. وشهدت جامعات القاهرة والأزهر وبني سويف والمنوفيةوالمنصورة وأسيوط وجنوب الوادي ودمنهور مظاهرات جديدة، حيث نظم المئات من طالبات جامعة الأزهر في القاهرة مسيرة احتجاجية تنديدا بتصرفات رجال الأمن الموجودين في الجامعة. ورددت الطالبات في المسيرة شعارات ضد حكم العسكر ورجال وزارة الداخلية، كما طالبن بالإفراج عن الطلاب المعتقلين. وفي جامعة القاهرة نظم الطلاب مظاهرة طالبوا خلالها بالقصاص لزميل لهم في كلية الهندسة قتل على أيدي قوات الأمن. وجاب المئات من الطلاب كليات الجامعة، ورددوا هتافات مناهضة للجيش والشرطة. وذكرت شبكة رصد الإخبارية أن طلاب الجامعة خرجوا في مسيرة كبيرة باتجاه ميدان النهضة المواجه للبوابة الرئيسية للجامعة، والذي شهد مجزرة للمعتصمين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على أيدي قوات الأمن أثناء فضها الاعتصام يوم 14 غشت الماضي. وتأتي هذه المظاهرة استجابة لدعوة أطلقتها حركة «طلاب ضد الانقلاب» التي دعت إلى تنظيم مظاهرات طوال أيام الأسبوع تحت شعار «أسبوع الصمود». وفي جامعة المنوفية، نظمت الحركة وقفة في كلية طب شبين الكوم رفضا للحكم العسكري ومطالبة بالقصاص لدماء الشهداء. وأعلن الطلاب رفضهم للدستور ودعوا الشعب المصري إلى عدم المشاركة في الاستفتاء عليه حتى لا يعطوا شرعية للانقلاب، على حد وصفهم. كما نظم طلاب كلية الهندسة بالجامعة مسيرة حاشدة طافت أرجاء الكلية احتجاجا على إحالة الإدارة 38 طالبا إلى التحقيق على خلفية تصديهم للبلطجية ومنعهم من اقتحام حرم الكلية الأسبوع الماضي. وشهدت مظاهرات الطلاب بجامعة المنصورة اشتباكات مع قوات الأمن أثناء محاولة الطلاب منع دخول قوات الأمن حرم الجامعة. وبحسب شبكة رصد فإن الطلاب أحرقوا إحدى سيارات الشرطة أمام بوابة كلية الطب. وفي جامعة جنوب الوادي بمحافظة قنا، نظمت حركة «طلاب ضد الانقلاب» مسيرة حاشدة رفضا للانقلاب ومطالبة بالإفراج الفوري عن الطلاب المعتقلين وتنديدا بقتل واعتقال زملائهم واقتحام الجامعات.ومنذ بدء العام الدراسي في مصر تشهد الجامعات والمدارس مظاهرات طلابية كبيرة تنديدا بالانقلاب الذي قاده وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يوم الثالث من يوليو الماضي وأطاح فيه بالرئيس محمد مرسي. وشهدت بعض هذه المظاهرات مواجهات مع قوات الأمن التي اقتحمت في كثير من الأحيان حرم الجامعات واعتقلت عددا كبيرا من الطلاب، كما أسفر تدخلها عن سقوط قتلى بين الطلاب.