دعا الباحث في علوم الموسيقي أحمد عيدون، إلى الاهتمام بالفنون الغنائية والرقصات بمنطقة درعة، والعمل على تطويرها، بشكل يؤسس لصياغة عرض فني ممتع وحديث. وأكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في المنتدى الدولي الثاني للواحات والتنمية المحلية بزاكورة الذي اختتم مؤخرا، على أنه يتعين على الفنانين القدامى، الذين يعملون على الحفاظ على هذه الفنون والشباب الذين سيحملون المشعل من بعدهم، الاهتمام أكثر بهذا الموروث الهام واستثماره استثمارا جيدا في أفق صياغة عرض غنائي متطور وحديث. وبعد أن أشار إلى أن الفنون الغنائية الدرعية شهدت، على مر العصور، تطورا ذاتيا من جنس العناصر المكونة لها والذي بقي حبيس «صورة مقلصة لهذه الفنون والرقصات»، أعرب عن أمله في أن ترتقي هذه الفنون وتتطور أكثر من حيث الدراسة والتجارب وتمرير المشعل إلى كفاءات شابة وأجيال أخرى . وفي معرض تطرقه للخصائص الفنية والاجتماعية لهذه الفنون، أبرز أن تمازج مجموعة من الفنون والثقافات بمنطقة وادي درعة أفرز تنوعا كبيرا في ما يخص المجال الموسيقي والغنائي والمجال الذي تكون فيه الرقصات الموسيقية معبرة عن روح القبيلة والتماسك الاجتماعي. وأوضح في هذا السياق أن التنوع الذي يطبع الجانب الاجتماعي بالمنطقة: الأمازيغ، العرب، الزنوج، أفرز فنونا مختلفة، حيث توجد فنون أمازيغية متمثلة في أحواش بمنطقتي أكدز وأيت عطا. كما أن للعنصر العربي فنونه المتمثلة في رقصات رجالية تنضح بالفحولة والقوة منها أقلال والركبة، والتي تتميز بنوع من الحوار الممتع والتنوع الإيقاعي، إضافة إلى فنون كناوة، لكن حضورها كما قال ليس في مستوى ما هو عليه الحال بمناطق أخرى. وفي سياق متصل أكد عيدون أن هذه الفنون، التي تنزع نحو الفرجة المحضة، تحولت من فنون تعبر عن تماسك القبيلة والمشاركة الجماعية والتلقائية إلى فنون عرض يطبعها نوع من الاحتراف البسيط. وتجدر الإشارة إلى أن سهرة فنية غنائية كبرى نظمت بزاكورة في إطار هذا المنتدى، شكلت مناسبة لإبراز خصائص بعض الفنون الغنائية المحلية، والتي تفاعل معها الجمهور الذي حج بكثافة لمكان السهرة، كما تفاعل مع أصوات غنائية أخرى لها وزنها وعشاقها على الصعيد الوطني.