انتقل مسلسل فضح مناورات النظام الجزائري ضد الوحدة الترابية للمغرب من البلدان المختلفة في العالم والمحافل الدولية التي صارت تدرك ألاعيب المخابرات الجزائرية بهذا الخصوص، إلى الداخل الجزائري نفسه. بعد إعلان أحزاب سياسية جزائرية عن مساعي يتم الإعداد لها لتقوية التواصل مع فعاليات سياسية مغربية، خرج حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الجزائري المعارض من دائرة الصمت، وأعلن أن «الحملة المغرضة» التي قادتها الجزائر بخصوص قضية الصحراء انتهت إلى «فشل ذريع»، منددا ب «الهجمات التي تستهدف بلدان الجوار»، ومضيفا، في بلاغ صادر عنه، أن «الحملة المغرضة التي قادها رئيس الدولة بخصوص الصحراء الغربية انتهت إلى فشل ذريع، وكان من أولى ضحاياها الصحراويون أنفسهم». وسبق لنور الدين حمودة، النائب السابق عن الحزب الجزائري ذاته، أن أشار إلى أن الأزمة الأخيرة مع المغرب ليست سوى «تغطية وستار صنعه أولئك الذين يريدون خوصصة السلطة الجزائرية». وكان نجل العقيد عميروش، أحد أبطال حرب التحرير في الجزائر، قد أوضح، من جهته، أن «الجزائر أضحت رهينة طائفة يمكن أن يصل بها الأمر إلى حدود الزج بنا في حرب مع المغرب، من أجل التغطية على فضيحة خوصصة الدولة». يعرف الجميع أن هذه القناعة التي تلخصها مثل هذه المواقف والتصريحات تتقاسمها فئات واسعة من الشعب الجزائري، ولهذا ما فتئ المغرب يؤكد على أن تمتين التواصل والتعاون بين البلدين الجارين هو إرادة شعبية مشتركة لدى المغاربة والجزائريين، ووحده النظام العسكري الجزائري يقف ضدها، ويعمل على نقيضها جراء حسابات صغيرة جدا في هرم السلطة الجزائرية. لقد بات إذن واضحا منذ مدة أن الجمود السياسي لدى الجار الشرقي للمملكة، وتنامي صراعات الجنرالات في ضل الوضع الصحي المعروف لرئيس الدولة، وسيادة عقلية غارقة في العتاقة والفساد داخل الطغمة الحاكمة، هو ما يجعل الجنون يستبد بالنظام العسكري، ويقوده إلى المغامرات والطيش، كما أنه من الواضح أيضا أن التصعيد الجزائري الأخير ضد المملكة كان نتيجة للحسابات السلطوية الداخلية نفسها، وهو ما صارت تفضحه حتى بعض الأحزاب الجزائرية من الداخل. من المؤكد إذن أن التصعيد سيتواصل بسبب تواصل مبرراته الداخلية، وهذا ما يحتم تقوية اليقظة من جهتنا، وتعزيز الجبهة الداخلية، ومواصلة الإنجاز الميداني داخل الأقاليم الجنوبية لفائدة ساكنتها، وخصوصا على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفي مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والمشاركة، وذلك لمزيد من تثمين ما تحقق في الفترة الأخيرة من مكتسبات ديبلوماسية وسياسية، وأيضا لدحض ادعاءات الماكينة الديبلوماسية الجزائرية وصنيعتها «البوليساريو» في مختلف المحافل الإقليمية والدولية. وفي الإطار نفسه، لابد من مواصلة السعي لمزيد من العلاقات مع الهيئات الحزبية الجزائرية الجدية وذات المصداقية، وتفعيل التواصل الشعبي والإعلامي والثقافي بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته