النثر يشبه المشي أما الشعر فيشبه الرقص في إطار أنشطتها التربوية عقدت الثانوية التأهيلية أولاد صالح بالدار البيضاء، يوم الخميس الماضي ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال، لقاء ثقافيا مع القاص والروائي والشاعر مصطفى لغتيري، بالقاعة المتعددة التخصصات. وقد افتتح اللقاء الأستاذ عزيز أضريح الذي رحب بالضيف الكريم و بالتلاميذ و الأطر الإدارية و التربوية الحاضرة في هذا النشاط الثقافي، الذي تمناه ناجحا، ثم سلم الكلمة لمدير الثانوية عبد الكريم المالكي الذي شكر الضيوف والتلاميذ وتمنى ألا يكون هذا اللقاء مناسبة، وإنما أن يصبح عادة، وركز على أهمية افتتاح الأنشطة الموازية باستضافة كاتب مغربي، لما لذلك من رمزية كبيرة. بعد ذالك تناول الكلمة المبدع القاص والروائي والشاعر لغتيري، مقدما قراءات شعرية تنوعت موضوعاتها وأساليبها، فكانت القصيدة الأولى بعنوان «حيرة» ذات بعد أسطوري وتاريخي، حيث وظف فيها الشاعر عددا من الأساطير العربية والعالمية كأسطورة سيزيف، وقصة النبي نوح وسفينته الشهيرة، أما القصيدة الثانية فكانت بعنوان «مدى» التي حاولت أن يقف فيها الشاعر عند حدود الذات الشاعرة لاستقراء خباياها وأسرارها، ولتعانق الأمل اتجاه المدى البعيد عبر السفر نحو الكلمات، أما القصيدة الثالثة فكانت بعنوان «تأتأة الروح» التي حاولت أن تقف عند حوار الروح الإنسانية مع العالم ومع نفسها. تخلل اللقاء أيضا قراءات شعرية لتلاميذ الثانوية، كانت فرصة للاستفادة من ردود وتعليقات المبدع مصطفى لغتيري الذي حاول توجيه التلاميذ وإرشادهم نحو أهم مقومات الكتابة الشعرية، مركزا على ضرورة الاهتمام بالإيقاع الداخلي للقصيدة،كما ركز على أهمية القراءة بالنسبة لكل من يهمه أن ينخرط في عالم الكتابة فالقراءة هي الوجه الثاني لعملة الكتابة كما قال الكاتب الضيف. وأثناء فتح باب الحوار والمناقشة مع التلاميذ، حث المبدع على ضرورة انفتاح المدرسة المغربية على الأدباء المغاربة، في شتى الأجناس و الحساسيات و الأجيال. ومما زاد اللقاء أنسا وشاعرية وجعله أمسية شعرية متميزة، مقاطع موسيقية على آلة العود، مقدمة من طرف الفنان المغربي «النعيمي لحميدي». واختتم اللقاء بكلمة المدير بقول بول فاليري» النثر يشبه المشي أما الشعر فيشبه الرقص».ثم تفضل الكاتب الضيف بتوقيع إصدارته الأخيرة للتلاميذ و الأطر التربوية و الإدارية. * كاتبة مغربية