هل ستدخل القناة المغربية الأولى بقوة حلبة المنافسة حول تحقيق ساعة الذروة خلال رمضان القادم، وتستأثر بانتباه المشاهد المغربي؟ هل ستتميز أم تتواضع أمام ما ستقدمه نظيرتها دوزيم؟ هل سيكون السباق هذه السنة بين القناتين المغربيتين الرئيسيتين حول الاقتراب من المشاهد وانتظاراته وتشكيل قطيعة مع الانتاجات المتواضعة شكلا ومضمونا؟ هل سيقنع ما ستقدمانه من انتاجات درامية وكوميدية المشاهدين المغاربة أم سيساهم الإصرار على الاستخفاف بذكائهم في مزيد من تعميق الهوة بينهم وبين تلفزتهم الوطنية لصالح وجهات أخرى؟ «في رمضان، تستمر «الأولى» في وفائها لانتظارات المشاهد المغربي، حيث تقدم شبكة برامج متنوعة، صممت بعناية لإرضاء جميع الأذواق في قالب فرجوي وترفيهي، يجعل منها قناة الأسرة بامتياز». كان هذا مقدمة بلاغ للقناة الأولى نشرته على موقعها الالكتروني الرسمي بالانترنت، طمأنت من خلاله جمهور مشاهديها بخصوص خريطتها البرامجية لشهر رمضان الكريم. الخريطة تعد بالكثير من الفقرات المتنوعة والمنتقاة حسب الجودة وحسب الذوق المغربي المتميز، إذ من المعلوم أن القناة المغربية الأولى فد استعانت حسب ما يروج خلال وقت سابق من هذه السنة بخبراء أجانب لكي تجيب عن سؤال يخص انتظارات وأذواق المشاهد المغربي، ونتوقع كما سلفت الإشارة تنوعا غير مسبوق ولكن مع إنتاج قليل « هذا مجرد استنتاج سريع من خلال إطلالة على ملف برامج وفقرات الخريطة الرمضانية لعميدة القنوات التلفزية بالمغرب، جديد قليل ونوسطالجيا كبيرة غير أنها، وللحقيقة، تنم عن انتقاء دقيق، لمواد فيلمية وتخييلية أو مسرحية سبق للمشاهدين أن اكتشفوا روعتها في حينه، نعم، في الإعادة إفادة ولكن ليس دائما. ويبدو أن القناة الأولى تراهن هذه السنة على التراث المغربي من خلال الأعمال المستوحاة منه، على اعتبار أن هذا اللون يحقق ذروة المشاهدة بالنسبة للعائلات المغربية، وعلى رأس الانتاجات المتوقع بثها خلال الشهر الفضيل، سلسلة الحراز التي قام ببطولتها الفنان الكبير البشير سكيرج، سلسلة تغري بالمشاهدة لاعتمادها من جهة على مثن شعري له مكانة كبيرة في الثقافة الشعبية والذاكرة المغربية الجمعية، ومن الجهة الأخرى البشير سكيرج ومن منا لا يعرف هذا المبدع المغربي والقيدوم، وهما معا ضمانتان على عمل ناجح دون أدنى شك، لأن هذه القصيدة الزجلية التي تعود إلى أربعة قرون خلت، دون أن تجعلها هذه المدة الزمنية تفقد شبابها وحيويتها كنص تاريخي ذي دلالة إبداعية وقيمة تاريخية وتتوزع حكاية الحراز على العديد من المشاهد والمواقف الكوميدية بين الحراز الداهية الذي لا تنطلي عليه الحيل والعاشق الذي يتفنن في التنكر للحصول على نظرة من وجه محبوبته ويظفر بالوصال، سجال يوظف فيه الحراز كل حيله ليحول بين أي لقاء ممكن بين العشيقين، قصيدة الحراز تنقلت خلال عمرها الطويل بين الحكاية الشفهية والأغنية والمسرحية، السلسلة من إخراج عبد الحي العراقي. قيدوم آخر سيعاود الإطلال على الجمهور المغربي خلال رمضان على الأولى وهو الفنان عبد الجبار الوزير وأسرته الظريفة للموسم الثاني، للتوقيع على مواقف جديدة ومسلية برياض «با كبور» في سلسلة «دار الورثة» من إخراج هشام الجباري، بعد أن حققت نجاحا كبيرا خلال رمضان 2009 وتوجت بحصولها على جائزة مهرجان القاهرة الأخير. فهل يا ترى يحقق الجزء الثاني من السلسلة، التي نالت إعجاب المشاهدين خلال رمضان السنة الماضية نجاحا جديدا عبر إعادة إنتاج سلسلة « دار الورثة» الغارقة في التناقضات والمواقف الاجتماعية المضحكة، أم سيتم اللجوء إلى تكرار نفس أسلوب السنة الماضية. من جهة ثانية، برمجت القناة الأولى، ستكوم «العامْ طويلْ» الذي أُنتِج في السنة الماضية، وهو من إخراج سعيد آزر وقام ببطولته كل من محمد الجم، عبد الرحيم المنياري، جواد العلمي ومحمد عاطر، ويتحدث بشكل نقدي ساخر عن ظاهرة المؤسسات التعليمية الخاصة وما تشهده من مشاكل. كما يعود وللسنة الثانية أيضا الفنان محمد البسطاوي لنسج حكايات «جحا يا جحا»، إخراج محمد نصرات، بمشاركة مجموعة من الفنانين من بينهم مصطفى الزعري في دور «بائع الأثواب» ومولاي الطاهر الأصبهاني، فنان جيل جيلالة، في دور «صاحب المقهى» ومحمد اليازدي (مشموم) في دور «الخياط» والفنانة صفية الزياني في دور «والدة جحا» وحسن فلان في دور «المخزني» وحميد نجاح في دور «القاضي» والفنانة فتيحة علام في دور «أخت جحا» وحميد نجاح «القاضي» ومحمد الرزين «النحاس» ومحمد مؤدى في دور «العطار». وقد برمجت القناة الأولى، بالمناسبة كذلك العديد من الأفلام التلفزيونية المغربية المستوحاة من التراث، من بينها «شْمس القْنديلْ»، للمخرجة فاطمة علي بوبكدي، وفيلم «عشق البارودْ»، لمحمد نصرات، وفيلم «المطمورة»، الذي أخرجه حسن بنجلون. بالإضافة إلى أفلام تلفزيونية معاصرة، من بينها «رياضْ المْعطي»، لإدريس الإدريسي، وفيلم «تَوتُّر»، للمخرج حكيم النوري، وفيلم «اللجنة»، ليوسف فاضل، وفيلم «الرحلة»، للمخرج بوسلهام الضعيف، وفيلم «ريح الشقاء»، للمخرج محمد أو ماعي. وسيكون عشاق السينما المغربية ، كل جمعة، على موعد مع أفلام مغربية أنتجت في فترات متفاوتة، من بينها «أصدقاء الأمس»، لحسن بنجلون، و«الكراب»، للمخرج محمد علي المجبود «الزبير وجلول» إخراج هشام جباري ، «ياكور»، لسعيد بن تاشفين و«خويا طارق »، لعبد الله العبداوي. بالإضافة إلى برمجة أفلام عالمية من خلال دورات «أروع الإنتاجات السينمائية الأمريكية»، إضافة إلى «جديد السينما المصرية»، وتقديم أفلام ل»فان دام» وهي من نوع الحركة، ومجموعة من الأفلام الهندية للنجم الهندي «شاروخان... وبالنسبة لعشاق المسرح سوف يعيدون مشاهدة ابرز أعمال فرقة مسرح الحي المتميزو مثل «حب وثبن»، «حسي مسي»، «عاين باين» و «شرح ملح». كما لن استثناء الشباب والأطفال من فقرات تم اختيارها بعناية. ومن جهة أخرى تواصل الأولى تقديم أنجح مجلاتها «45 دقيقة» و»مداولة»، مع برمجة سهرات فنية متميزة ليلة كل يوم سبت. فإذا كان شهر رمضان «مهرجانا تلفزيونيا وطنيا مصغرا» تتبارى فيه أهم الإنتاجات الوطنية الدرامية والكوميدية، وإذا كان اغلب المشاهدين لا يخرجون من رمضان إلا محبطين من التلفزيون الوطني بقناتيه، من جراء استنساخ البرامج واستنساخ الوجوه، فان الأمر يبدو مختلفا هذه السنة بالنسبة للقناتين معا، وهذا الاختلاف إن لم يشكل تميزا هذه السنة فانه على الأقل خروج عن المألوف وخطوة باتجاه التنوع.