برأي العديد من المهتمين بواقع التلفزيون المغربي، يشكل الشهر الفضيل لهذه السنة، بصفة خاصة، مناسبة لاختبار مدى فعالية أداء القناتين الوطنيتين في الاقتراب من المشاهد وتحسين نسب متابعتهما بمرجعية حسابية دقيقة وشفافة، كما يشكل رمضان اختبارا جديدا لمدى نجاح التلفزيون المغربي في الحد من استمرار هجرة الإعلانات الإشهارية الجديدة، والتوازن بين الحق في الاستفادة من بث وصلات إشهارية وفق شروط دقيقة وبين تقديم مادة إنتاجية تتوفر فيها شروط الجودة في ظل بروز عدة مؤشرات تنافسية مجسدة في الوليد الجديد القديم قناة «نسمة تي في». وتشير المادة الرابعة عشرة من دفتر تحملات القناة الثانية أن لشركة «صورياد» الحق في بث وصلات إشهارية قابلة للتمييز، كما يجب عزلها ب«جينريك» خاص بالوصلات لا تقل مدته عن أربع ثوان، حق يرتبط بعدة شروط. وتشدد المادة ذاتها على ألا تتجاوز مدة الوصلة الإشهارية 6 دقائق، وألا يمكن أن تتجاوز المدة الإجمالية 8 دقائق في الساعة كمعدل سنوي. بالنسبة إلى ساعة معينة، لا يمكن أن تتجاوز المدة الإجمالية للوصلات الإشهارية 14 دقيقة ابتداء من سنة 2008، إلا أن في شهر رمضان يمكن أن تتجاوز هذا السقف في حدود 16 دقيقة فقط. أما بالنسبة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فهي تخضع لنفس المعايير -حسب ما تنص عليه المادتان التاسعة والثالثة والثلاثون من دفتر تحملات الشركة-، ويتوجب أن تفصل فترة لا تقل عن عشرين دقيقة قابلة للتقليص إلى خمس عشرة دقيقة خلال شهر رمضان بين وصلتين متواليتين. وذكر مصدر مطلع أن العائدات الإشهارية في دوزيم تراجعت في السنة الماضية بنسبة قدرت ب 20 في المائة، وهو الشيء الذي لم يستبعده المصدر بالنسبة للقناة الأولى، وأضاف أن الرقم بدأ في خط تصاعدي إلى أن وصل إلى 34 في المائة. وأكد المصدر أن مسؤولي القناتين يراهنون على الموارد الإشهارية التي غالبا ما ترتفع في شهر رمضان، وهو ما يفسر استمرار إنتاج العديد من الأعمال الكوميدية والدرامية بالتزامن مع ما أثير أو روج حول ما تعيشه القنوات الوطنية من أزمة مالية خانقة. هذا الرهان يجد أمامه معطيين جديدين، أولهما أن رمضان هذه السنة يشكل التجربة الأولى التي تشتغل فيها الإنتاجات وفق منطق وحسابات القطب العمومي، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن سليم الشيخ تسلم مسؤولية الإدارة في شهر شعبان ورفض التدخل في قرارات مصطفى بنعلي،لاسيما ما يتعلق بالإنتاجات الرمضانية -حسب ما راج من أخبار حينها-. المعطى الثاني يتمثل في دخول قناة «نسمة تي في» على خط المنافسة، من خلال خوضها العديد من الخطوات، من بينها القيام بحملة «تواصلية» وإشهارية قوية جندت لها أسماء فنية شهيرة في المغرب، هذا فضلا عن العلاقات التي نسجتها مع ممثلي القطاع السمعي البصري و«المكتوب»، كما هيأت شبكة برامجية متنوعة تضم برامج وأعمال شهيرة من قبيل «من يربح المليون» و»باب الحارة» و«ناس نسمة»... هذان المعطيان، يفرضان، تلافيا لاستمرار هجرة الإشهارات نحو باقة «إم بي سي» واتخاذ المعلنين الوجهة نحو «نسمة تي في»- أن تكون الأعمال والأسماء الرمضانية التي تمت المراهنة عليها خلال هذه السنة قادرة على المنافسة الحقيقية وقادرة على الحد من نزيف هروب الإشهارات الرمضانية. يشدد الظهير الشريف المؤسس للهاكا في المادة الحادية عشرة على أن للهيئة حق مراقبة مدى تقيد هيئات الاتصال بدفتر تحملاتها التي صادقت عليها، وهذا ما يسقط على الإعلانات الإشهارية.