افتتحت، الاثنين بطنجة، الدورة الحادية عشر للسينما المتوسطية للفيلم القصير التي تنظم إلى غاية 12 أكتوبر الجاري، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتم عرض فيلم الافتتاح (ما هنا ما لهيه) للمخرج رشيد بوتونس، وهو الفيلم الذي حاز بطله حميدو بنمسعود جائزة أحسن دور رجالي في نفس المهرجان. وفي هذا الصدد، قال أحمد عفاش رئيس مصلحة التظاهرات السينمائية والتوثيق في المركز السينمائي المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن «عرض هذا الفيلم في الافتتاح يندرج في باب وفاء منظمي المهرجان لذكرى هذا الهرم السينمائي المغربي». وأضاف عفاش أن هذه الدورة تتميز بانتقال الاحتضان من سينما روكسي إلى فضاء الخزانة السينمائية (الريف) لما قامت وتقوم به من دور في نشر الثقافة السينمائية ودلالتها الرمزية في المدينة، علاوة على تشجيع القاعات السينمائية في مسعى لإيجاد حل لمشاكل السينما في المغرب. وأشار عفاش ، مسؤول التواصل في المهرجان، إلى أن لجنة تحكيم هذه الدورة ، التي أسندت رئاستها إلى الصحافي والوزير الأسبق محمد الكحص، تضم مشتغلين في قطاع السينما من دول متوسطية، من بينها السينغال التي تربطها علاقات وطيدة مع المغرب، بما في ذلك اتفاقيات للإنتاج المشترك على غرار بلدان أخرى كمالي وكوت ديفوار. ويتواصل تنظيم عروض بين المدارس، التي يتنافس فيها شباب يمثلون مستقبل السينما المغربية، والذين سيشكلون لجنة للتحكيم تمنح للمرة الثالثة «جائزة الشباب»، كما ستتم مناقشة الأفلام المعروضة صباح كل يوم من أيام المهرجان. وتشمل قائمة الأفلام المعروضة عدة مدارس سينمائية مغربية منها (المدرسة العليا للفنون البصرية، مراكش) التي يشارك منها المخرج طوفونيينار رازوانيفو بفيلم «أوروبوروس»، والمخرج عمر دكير من (أ.ر.ت. الدارالبيضاء) بفيلم «ستيتو»، والمخرج سليم عكي (المعهد العالي للسينما والسمعي البصري، الرباط) بفيلم «المعلم»، ويوسف بنجح (قسم الدراسات السينمائية، كلية الآداب، مراكش) بفيلم «موجز»، وإبراهيم المعتمد (مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، ورزازات) بفيلم «تفسخ»، وأخيرا كل من زهرة صادق وحسام الأزماني ويونس المومن (الدراسات السينمائية والسمعية البصرية، جامعة عبد المالك السعدي، تطوان) بفيلم «حرفة متعلم». وفي إطار استمرارية الأنشطة الموازية للمهرجان سيلقي رئيس لجنة التحكيم محمد الكحص درسا سينمائيا بعنوان «إمكانية المتوسط» بهدف خلق تواصل بين شباب المتوسط وشخصيات كانت قد تناوبت على إلقاء دروس سينمائية، من بينهم المخرجون مومن السميحي وفوزي بنسعيدي وحكيم بلعباس (المغرب) والممثل عزت العلايلي (مصر) الذي ألقى عام 2010 درسا بعنوان (كيف نمثل). وأعرب عفاش عن الأمل في أن تشكل هذه الدورة انطلاقة جديدة للسينما المغربية التي أضحت تنجز تسعين فيلما سينمائيا في السنة، وأن تنال اعترافا متوسطيا من قبيل حصولها سنة 2010 على الجائزة الكبرى للمهرجان عن الفيلم المغربي (حياة قصيرة) لمخرجه عادل الفاضلي، وجائزتي التحكيم والسيناريو عن فيلمين لهشام عيوش ومريم التوزاني. يشار إلى أنه فضلا عن المغرب ، تشارك في المهرجان 18 دولة من الحوض المتوسطي هي الجزائر وتونس ومصر وسورية ولبنان وتركيا وقبرص وإسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا واليونان وألبانيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود وكرواتيا وسلوفينيا.