أعلن مسؤول حكومي أن وزارة الداخلية التونسية تعرفت على «مدبري» اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص في السادس من فبراير الماضي بتونس دون تقديم أسماء لهم. ونقلا عن مصادر إعلامية تونسية، قال نور الدين البحيري الوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة علي العريض، في مؤتمر صحفي بمقر الحكومة ، «تم كشف منفذي ومُدبري» عملية الاغتيال، مضيفا أن وزير الداخلية لطفي بن جدو «سيعلن قريبا عن التفاصيل». واعتبرت ذات المصادر، استنادا على تصريحات بن جدو « أنها أول مرة يعلن فيها مسؤول حكومي الكشف عن «مدبري» عملية الاغتيال التي دفعت في 19 فبراير الماضي رئيس الحكومة حمادي الجبالي إلى الاستقالة من منصبه». وكان وزير الداخلية السابق علي العريض قد أعلن في 26 من فبراير الماضي، عن اعتقال ثلاثة مشتبه بهم في مقتل بلعيد، فيما أعلنت وزارة الداخلية لاحقا «ملاحقتها ل 5 مشتبه بهم هاربين بينهم القاتل المفترض كمال القضقاضي. في غضون ذلك، تلقت الدولة التونسية طعنة أخرى من نفس العيار، متمثلة في اغتيال مؤسس حزب التيار الشعبي والأمين العام السابق لحركة الشعب محمد البراهمي الخميس، في منزله شمال غرب العاصمة، مصابا بما لا يقل عن 11 رصاصة. قالت مصادر مقربة من حركة النهضة الإسلامية الحاكمة إن الحركة عرضت على شريكيها في الحكم (حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل) خطة لامتصاص الغضب الكبير في الشارع التونسي ضد الحكومة بعد اغتيال النائب القومي محمد البراهمي. وكشفت المصادر أن النهضة تريد أن تكرر التجربة التي نجت بفضلها من السقوط بعد اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، والتي عرضها رئيس الوزراء السابق حمادي الجبالي، والتي قامت على الدعوة إلى حكومة تكنوقراط خارج سيطرة الأحزاب، وهي الدعوة التي حازت على القبول من شق كبير من الأحزاب المعارضة وتم إفراغ المبادرة من محتواها بمرور القوت. وأشارت المصادر إلى أن المبادرة تقوم على اتخاذ خطوات عملية وسريعة بينها حل روابط حماية الثورة (وهي ميليشيات مقربة من النهضة)، والتراجع عن قانون تحصين الثورة، في محاولة لاسترضاء حزب نداء تونس الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي. وتحدثت المصادر عن احتواء «المبادرة» على تحييد المساجد وإقالة وزير الشؤون الدينية الذي تتهمه المعارضة بتسييس المساجد ودعم الأفكار المتشددة والتسبب في انتشار الأفكار الغريبة عن مجتمع تونسي متسامح ومعتدل. وقال مراقبون إن حركة النهضة أرسلت بالمبادرة إلى شخصيات وطنية مستقلة ودعتهم إلى تبنيها كمدخل لحل الأزمة التي أفرزها اغتيال البراهمي.