نجمة المسرح مريم الزعيمي التي قادها عشق التمثيل إلى الدراما التلفزيونية علمنا أن عرض حادة لفرقة داباتياتر قد ألغي أول أمس الأربعاء من العرض بمهرجان ليكسا للمسرح بالعرائش والذي انطلقت فعاليات دورته السابعة في 23 يوليوز 2013 تحت شعار '' نون النسوة'' احتفاء بدور المرأة في المسرح المغربي، وقد جاء قرار الغاء العرض بسبب تواجد الممثلة مريم الزعيمي بالمستشفى.. اثر وعكة تعرضت لها هذه الفنانة المتألقة وخلال اتصال أجريناه مساء أمس مع بعض المقربين منها أكدوا لنا ان حالتها الصحية بخير ولا تدعو للقلق آملين لها الشفاء العاجل.. مريم الزعيمي خريجة المعهد أبانت مريم الزعيمي خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، خلال السنوات الاخيرة عن قدرات هائلة على مستوى التشخيص وتألقت في حضن ابي الفنون، فهي ممثلة مسرح أولا وقبل كل شيء. ويحكى عن مريم الزعيمي أنها قبل ليلة زفافها بيومين أبت الا أن تقف على خشبة المسرح وتؤدي دورها في العرض المونودرامي» 4.48 بسيكوز « المقتبس عن نص للكاتبة الانجليزية سارة كين ، وكانت الشخصية التي جسدتها تتسم بكونها شخصية دهانية تتطلب الكثير من الانفعال الداخلي والهذيان الأدائي والتشنج الحركي، في عرض كان من إنتاج مشترك بين مسرح أنفاس ومسرح محمد الخامس ، ومن إخراج اسماء هوري و سينوغرافيا عبد المجيد الهواس والموسيقى لرشيد برومي. الان ومريم الزعيمي التي صار الجمهور المغربي يعرفها من خلال حضورها المتألق في سلسلة بنات لالة منانة هي كما سبق ممثلة مسرح ولها تجربة غنية في مجال الأداء المسرحي والسينمائي شاركت في العديد من الاعمال المسرحية الناجحة رفقة فرقة مسرح «أكواريويم» منها «الحر بالغمزة»، و»شكون فيه الديفو» التي ألفتها سنة 2009، لكن مشاركاتها السينمائية فهي قليلة حيث ظهرت في فيلم «نساء في المرايا»، للمخرج سعد الشرايبي رفقة أمال عيوش ومن خلال ثلاثة أفلام قصيرة، وفيلم روائي طويل بعنوان «محطة الملائكة» مع نرجس النجار، ومحمد مفتكر، وهشام العسري ومع نور الدين الخماري في «فيلم زيرو» . تقول مريم الزعيمي عن نفسها أنا من الممثلات اللواتي لا يستطعن أداء أي دور دون أن يحببنه، موضحة أن الممثل غالبا ما يفاجأ أثناء مشاهدته لعمله، خصوصا في السينما لأنه لا يملك السلطة الكاملة في إخراج الشخصية كما تمناها أو تصورها، عكس المسرح، حيث يكون مسؤولا مباشرة عن أدائه أمام الجمهور من دون أي وساطات، باعتبار المسرح فن الممثل، أما السينما فهي فن المخرج، الذي تبقى له الصلاحية في اختيار المشاهد التي يراها متوافقة مع رؤيته الإخراجية للعمل. مريم الزعيمي تتألق الان مع فرقة دابا تياتر في عرضها الفني الجديد «حادة» للمخرج جواد السنني بمساعدة إيمان الرغاي، وتلعب فيه الدور الرئيسي «حادة» باقتدار كبير وتنجح في شد الجمهور طيلة ساعة ونصف (مدة العرض) دون ملل أو ارتباك.. مريم الزعيمي في عرض «حادة» اعتمادا على تقنية الاسترجاع (الفلاش باك) تروي لنا «حادة» قصتها وتضيء لنا مواقع العتمة في مسارات حياتها بتجلياتها واختلافاتها ومتناقضاتها، حيث تروي تفاصيل حياتها من خلال مشهد مناجاة بينها وبين الخالق يشكل مطية لسرد قصتها أمام الحضور الذي تشركه في تساؤلاتها ومعاناتها بأسلوب جمع بين البعد الدرامي والكوميدي .. بداية حكاية «حادة» فتنطلق من الدوار حيث قضت أيام طفولتها ومراهقتها وشبابها، حيث الحقول والمزارع والمسيد والفقيه وشخصيات أخرى أثرت في تحويل مسار حياة «حادة» في مراحل لاحقة.. هناك في الدوار، ستتذوق «حادة» مرارة العنف والاغتصاب والمعاناة النفسية، وعلى إثره ستقرر التوجه نحو مدينة الدارالبيضاء باعتبارها مدارا حضريا قد يساعدها في تخطي حدود معاناتها في الدوار.. ولكن طريقها نحو المدينة لم يكن آمنا، لأن «حادة» ستعاني مجددا في هاته الرحلة الاستغلال الجنسي من قبل سائق الحافلة.. فصل آخر من فصول حياة «حادة» سينجلي للحضور، حين وصولها مدينة الدارالبيضاء حيث ستقرر أن تصبح «مومسا» من خلال ارتياد الحانات والمطاعم، وهناك سترتبط في علاقة جنسية مع زبون «سعودي» سيوفر لها رخاء ماديا نظير استغلاله الجنسي لها.. وهنا تكشف «حادة» عن سر وفائها لهذا الزبون السعودي، والذي يعود إلى أنه يوفر لها المال الكافي الذي يغنيها عن التعرف إلى زبناء آخرين.. تواصل «حادة» المومس تفاصيل في سرد حكايتها المليئة بالحزن والاستغلال والسخرية، وتتوقف عند محطة مختلفة منها والمتمثلة في علاقتها بنموذج مختلف عن الزبائن الموجودين في الحانات والمطاعم التي اعتادت على ارتيادها للإيقاع بزبنائها.. إنه «المحجوب» الشاب الماركسي اللينيني الذي ستجمعها وإياه علاقة عاطفية/ جنسية ستحكي «حادة» الكثير من تفاصيلها بكثير من السخرية.. لقد أعجبت «حادة» بهذا الشاب وأحبته وتقاسمت وإياه لذة المتعة الجنسية ومختلف الجلسات التي جمعته بباقي رفاقه الماركسيين الذين كانوا يزورونه في بيته دون أن تنجح يوما في فك شفرة الحوارات التي تبادلها هؤلاء.. وعلى هذا النحو ستستمر علاقة «حادة» ب«المحجوب»، إلى حدود إلقاء القبض عليه من قبل رجال الشرطة، الذين سيستدعونها للتحقيق بحكم علاقتها به التي ستنتهي في هاته الحدود.. مسارات مختلفة عاشتها «حادة» وأدتها بتمكن كبير وموهبة عالية الممثلة مريم الزعيمي، وسلطت من خلالها الضوء على العديد من القضايا التي ميزت كل فترة ، فقد تحدثت بعفوية وسذاجة عن التوجه الماركسي وانتفاضة «الكوميرا» وأحداث 11شتنبر وانفجارات 16 ماي وغيرها من الوقائع السياسية الكبرى المؤثرة التي شهدها المغرب والعالم في فترات زمنية متفرقة...