كاتب مسرحي وسيناريست وناقد، من أهم أعماله الدرامية مسرحية «قاضي حاجة» التي أنتجتها فرقة أكاديما بمراكش من إخراج حسن المشناوي وصورت للقناة الثانية 2M، ومسرحية «قايد القياد الباشا الكلاوي» إنتاج النادي الفني كوميديا والقناة الأولى SNRT إخراج حسن هموش، ومسرحية «رياض العشاق» إنتاج المسرح المفتوح بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس إخراج عبد الصمد دينية، ومسرحية «الروكي بوحمارة» إخراج حسن هموش لفائدة النادي الفني كوميديا.. ثم مسرحية «الجدبة» إنتاج مسرح الحال بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس فكرة وإخراج عبد الكبير الركاكنة. ومعظم هذه النصوص منشورة. ساهم في كتابة سيناريوهات لحلقات مجموعة من السلسلات التلفزيونية كسلسلة «طالع هابط» القناة الأولى، «ناس الحومة» القناة الثانية.. ومسلسل «دموع الرجال» إخراج حسن غنجة إنتاج القناة الثانية. وكتب عدة أشرطة تلفزيونية منها «آسفة أبي» و»شهادة ميلاد» «الزمان العاك».. له إسهامات في مجال النقد المسرحي والسينمائي والأدبي ونشر عدة مقالات ودراسات بمختلف المنابر الصحافية الوطنية والعربية.. الفصل الثاني مضامين وأغراض الشعر الهواري - الغزل ومعاناة العشق - القضايا الوطنية في الشعر الهواري - عزلة الشاعر الهواري ومعاناته في غربته - بعض القضايا الاجتماعية في الشعر الهواري الزفاف الحث على العمل وكسب الرزق انتقاد بعض العلاقات الفاسدة تحدي الواقع/ عدم الثقة/ ذكر الأولياء فن حوران .. 1 الغزل ومعاناة العشق تغزل الشاعر الهواري كثيرا بمن يحب، وعبر عن كل ما بداخله من حرقة وألم وعذاب الهوى.. فكان تعبيره عن هذه المعاناة تعبيرا صادقا من الناحية العاطفية وفنيا رقيقا من الناحية الإبداعية، حتى أن الكلمات التي يفوه بها تبدو كلمات منتقاة بدقة وعناية يستطيع أن يؤثر من خلالها على المستمع.. فلا يجد المتذوق لهذا الشعر الشعبي بُدّا من الاعتراف لهذا الشعر بصدقه وفنيته وجماليته.. يقول الشاعر الهواري: واصباحْ الخيرْ يا الزينْ يا اللِّي خلاَّ خاتمُو بينْ يديَّا اللِّي بيتُو ما لقيتُو، واللِّي ما بيتو سلطُو اللهْ عليَّا دْزتْ أنا منْ بابْ داركُم عودْ القُرفَة دگْني في رجليّا يا مولْ الزينْ يا الكافْرْ، ما في يدُّو نيَّا باني دارو فالركُوك، وعلاَّ المصريَّا ها الداخلْ والخارجْ وأنا سدّْ عليَّا رفدتْ أنا قلبي ودرتُو في يديَّا وزنْ أتايْ بالرطالْ وخلِّى لوقيَّا ويقول أيضا : والزِّينْ آوَا واقلبي فقاعْ الغابَة .. والرجَاءْ فالله آوا كما حاول الشاعر الهواري واجتهد في أن يتقصى جمال المرأة، فترصدَ مشيتها، ورقتها وجمال شعرها المسدل على كتفها كما في قوله: أنَا ولْيدي ولقيتْ الغزالْ كتتماشَى كِي عويدْ المشماشَة .. غيرْ گادَة ولاَّ عزبَة خَارجَة منْ حمَّامْ الجديدْ لايحَة السالفْ على اليْسَرْ.. كما أعطى الشاعر مقياسا للجمال: واللاَّ والزينْ على من خْفَى.. فمُّو ضيّْقْ شاربُو غارْ شوية ... والزين على من خفَى والنخْلة يا العاليَة علِّيتِ بالجريدْ ماغطاك.. هالَلاَّ الساكنة فحُوضْ النّْبي.. ويقول أيضا: لقيتْ الغزالْ تسْقي الحْواضْ المخالفَة غيرْ النعناعْ، والشيبة ومْردْ الدوشْ واللويزة، وحْماتْ الخيلْ.. لقد تغنى الشاعر بحبيبته وشبهها بالهلال، لكن هذا الهلال تُحادِيه نجمة وهي (الخال) الذي يُحادي وجه المحبوبة. مما زادها جمالا وبهاء. الهلالْ ، أَ الهلالْ ، آوا (2) والنَّجمَة حَداتُو يقول الشاعر أيضا في هذا الصدد: وافركْ الحمامْ مشَى للغابة قالوا عطشانْ آوا.. يهديكْ الله أَ الغادِي وحدُو، واشْ أنا نمْشِي بهوايَا. ولعل الشاعر الهواري كان يحرص على علاقته بحبيبتهِ إلا أنه كان يعي تماما بأن هناك من يقف في طريقه.. ويتكلم فيه كلام السوء، ويغتابُه من ورائِه فقال: فينْ الكلامْ اللِّي قُلتْ أنا وياكْ واهيا لا لاَّ..؟ فينْ الكلامْ اللي قلتْ أنا وياكْ.. واشْ باوْ فيهْ الدوايَا..؟ وربما كان شعور الشاعر الهواري إزاء حساده شعورا قويا، لكنه مع ذلك كان يحاول أن يتناسهم ويتجاهلهم ويقول: وناضُو حسْدُونا قَالو فينا شِي كْلامْ.. وكا يْسْواوْ الريحْ اللِّي قالُو فينا كْلامْ العَارْ. والبناتْ .. ! يا البناتْ.. ! وكيفْ نديرْ أنا..؟ واشْ نمُوتْ..؟ ولا ندُوبْ ..؟ ولا نخْوي البلادْ..؟ وكان الشاعر الهواريُّ يتقصى بدقة مواطن الجمال، حتى أنه كان غالبا ما يقارن جمال حبيبتهِ بأشياء حسية ملموسة وموجودة في الطبيعة كما في قوله: واللوزْ المكْلي واكِيتُو في قلْبِي ..