اختتام فعاليات موسم الطريقة المشيشية الشاذلية عاشت منطقة جبل العلم نواحي العرائش مؤخرا على الإيقاع الروحي للذكرى السنوية للقطب الصوفي سيدي عبد السلام بن مشيش والتي انعقدت بمبادرة من نقابة الشرفاء العلميين تحت شعار «المدرسة المشيشية الشاذلية : قيم وسلوك « بحضور صفوة من المفكرين و نخبة من أعلام التصوف، حيث شهدت وقائع هذه التظاهرة الصوفية الوازنة جلسات علمية تعرضت لثوابت و مبادئ هذه المدرسة العرفانية في ضوء القضايا الآتية : ثقافة حقوق الإنسان من خلال المدرسة المشيشية الشاذلية (د. محمد النشناش)، تعزيز إشعاع ثقافة قيم المواطنة والتشبث بالثوابت الوطنية (د. ادريس قريش)، التصوف السني : المقاصد والغايات (د.الغزواني المتيوي) الشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش : الحياة و الآثار (ذ. عمر الحجي)، قيمة التصوف السني(د. العيادي) الصلاة المشيشية رؤية كونية (د. حسن السمان)، دور الشباب في الحفاظ على الهوية الدينية بالمغرب (ذ. هشام العجاج)، دور المرأة في البناء القيمي الروحي للمجتمع (دة. فاطمة الجامعي)، الوحدة الترابية والسيادة الوطنية في التراث المشيشي (د. ادريس قريش) ، عالمية التصوف، (ذ. محمد ألوات)، محبة أهل البيت و أثرها في الفرد و المجتمع( د.محمد الشنتوف)، كما تميزت هذه الذكرى السنوية بإحياء أمسيات للاسترواح الروحي في ظلال حلاقات السماع الصوفي رفقة مجموعة بن مشيش للمقامات العرفانية. وقد عرفت الذكرى حضورا وازنا لمختلف ممثلي الأقاليم الجنوبية و الذين أتوا حسب شهادة كل من الشيخين حسنا رقيبي الإدريسي وأحمد أكماش و كذا حسب تصريح محمد سالم بابوزيد (رئيس المجلس العلمي لإقليم اسمارة) للتأكيد علي تشبثهم التاريخي بالوحدة الترابية وإحياء لصلة الرحم مع أبناء عمومتهم العلميين معربين عن حرصهم الكبير على التمسك بقيم ومبادئ هذه المدرسة الصوفية العريقة أبا عن جد، كما أشادوا بالأجواء الروحانية للموسم السنوي ومدى صيته الكبير المرتبط بشهرة الشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش الكونية. في السياق ذاته، أبرز حسنا رقيبي الإدريسي الروابط الروحية والعائلية التي ظلت تشكل العروة الوثقى مع القطب سيدي عبد السلام بن مشيش و برهنتها، علي عكس ما يشيعه أعداء المغرب، على أن للصحراء صلة تاريخية متجذرة بالمملكة العلوية عبر الجد مولاي عبد السلام بن مشيش. وقد ذهب خداد المساوي نائب رئيس المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية إلى التأكيد على ما ثمثله هذه الزيارة من صلة للرحم، وإحياء للروابط التاريخية بين الشمال والجنوب، وتمتين لحسن العلاقات من طنجة إلى الكويرة وذلك بفضل السياسة الملكية الرشيدة كما تمنى استمرار هده الزيارات بشكل دائم. وقال الشريف وابل بن نبيل عيد أتينا لنصل الرحم مع جدنا الروحي سيدي عبد السلام بن مشيش نيابة عن أشراف مكةالمكرمة كما نؤكد على أن المدرسة المشيشية كونية تجمع كل طرق ومدارس العالم نتيجة مشربها الاعتدالي والوسطي. من جهته، أشاد عبد الرحمن عيد العلوي من شرفاء الطائف بالعلاقات الطيبة الديبلوماسية والدينية التي تطورت بين البلدين بفضل القيم الصوفية المشتركة التي تمثلها المدرسة المشيشية الشاذلية. الأمر ذاته الذي أكده الشريف مبارك بن محمد بن يحيى، أمين فرع الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية بقطر الذي أعرب عن إعجابه بالروح الصوفية التي تسري في كيان المغرب، و تحسن منعته الروحية ضد كل تيارات التطرف و العنف والإرهاب. بدوره، صرح الشريف محمد بن علي الحسني، رئيس مؤسسة الرابطة العلمية العالمية للأنساب الهاشمية : المغرب بلد نموذجي على مستوى القيم الصوفية المعتدلة التي ترسخ قيم الحوار و التعايش بين الأمم و الشعوب في مواجهة المد المادي الكاسح للعولمة الاقتصادية. في هذا الصدد ، أشار موسى كارليك رئيس الطائفة الدينية بالاتحاد الأوروبي إلى ضرورة التمسك بشعار هذه الدورة المتمثل في القيم و السلوك التي أصبحت مهددة في زمننا الراهن، داعيا إلى التفكير في كل الشروط الواقعية التي من شأنها أن تترجم مبدأ الوحدة في التعدد على مستوى الواقع. وفي إطارهذه الأجواء العرفانية للذكرى السنوية أعلن نقيب الشرفاء العلمين عبد الهادي بركة عن الاستعداد لتنظيم الدورة الثانية للمنتدى العالمي للمشيشية الشاذلية في غضون شهر اكتوبر المقبل. كما شكر نبيل بركة مدير المنتدى العالمي للمشيشية الشاذلية كل من ساهم بشكل فعال في إحياء أمسيات العلم والمحبة للذكرى النورانية للقطب عبد السلام بن مشيش، مؤكدا على كسب رهان استمرار هذه السنة الحميدة التي حظيت بمكانة اعتبارية وازنة على الصعيدين الوطني والدولي. كاتب صحافي