خوان كارلوس يعتبر العلاقات الاقتصادية مفتاح ازدهار البلدين العلاقات بين الرباطومدريد، في جميع مستوياتها، تدخل مرحلة حاسمة، في ظل الظرفية الاقتصادية والمالية الحالية، في كلا البلدين، وعرفت تصاعدا مضطردا خلال السنوات الأخيرة شمل جميع المجالات الاقتصادية والسياسية بالخصوص، بالإضافة إلى المجالات الثقافية والاجتماعية. العاهل الإسباني، خوان كارلوس، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المغرب، بدعوة من جلالة الملك محمد السادس ما بين 15 و18 يوليوز الجاري، أكد أن حكومتي البلدين وضعتا الأسس المتينة لشراكة استراتيجية جديدة، شراكة من شأنها الرفع من مستوى العلاقات الإسبانية المغربية إلى مرحلة جديدة ومتقدمة من خلال حوار سياسي مكثف وشراكة اقتصادية جديدة وبرنامج طموح على المستوى الاجتماعي والثقافي. وقال خوان كارلوس، خلال افتتاحه بالرباط للمنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني المنعقد تحت شعار «المغرب إسبانيا: فضاء للازدهار المشترك»، خلال اليوم الثاني من زيارته الرسمية إلى المغرب، إن العلاقات بين إسبانيا والمغرب تتميز بكثافة مهمة، تدل عليها وتيرة الاجتماعات والاتصالات على جميع المستويات. وأعلن العاهل الإسباني أن الدورة المقبلة للاجتماع السنوي الإسباني المغربي رفيع المستوى ستعقد الخريف المقبل في إسبانيا، وقبله ستحتضن العاصمة مدريد أشغال الملتقى البرلماني الإسباني المغربي الثاني. ووجه العاهل الإسباني، خلال هذا المنتدى، الذي عرف مشاركة مسؤولين حكوميين، ورؤساء الشركات، والمقاولات العمومية والخاصة، وممثلي المقاولات الصغرى والمتوسطية بالبلدين، الدعوة لرجال الأعمال المغاربة من أجل الحضور والمشاركة بحيوية في الملتقى المتوسطي للأعمال الذي سينظم بمدينة برشلونة في شهر أكتوبر المقبل. المنتدى الاقتصادي المغربي دعا إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية وترسيخ التعاون المقاولاتي بين المملكتين الجارتين، في ظل التطور الكبير الذي شهدته هذه العلاقات بين المغرب وإسبانيا، التي مكنت من تربع إسبانيا، لأول مرة في تاريخ هذه العلاقات الاقتصادية، على قائمة المصدرين للمغرب، والمرتبة الثانية في قائمة زبنائه. وهو ما يعجل بتعزيز وتكثيف هذه العلاقات الاقتصادية والمقاولاتية لما فيه مصلحة البلدين الجارين. ويأمل كل طرف أن تكون زيارة العاهل الإسباني، خوان كارلوس، إلى المغرب، تدشينا لمرحلة جديدة من علاقات التعاون بين مدريدوالرباط، تتجاوز لحظات التوتر التي شابت هذه العلاقات في الآونة الأخيرة، وتتجاوز تعثرات الماضي من أجل بناء مستقبل مشترك، على المستوى السياسي والاقتصادي، وأيضا على المستويات الإنسانية والثقافية والاجتماعية. وعلى المستوى السياسي، لم يفوت العاهل الإسباني المناسبة للتذكير بالتطورات الإيجابية التي عرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة، وهي التطورات التي جعلت منه نموذجا للانفتاح والاستقرار، وكان لها الوقع، يقول خوان كارلوس، على العلاقات المغربية الإسبانية، وعلى المنطقة ككل. وأضاف العاهل الإسباني، أن المغرب دخل مسلسلا تفاوضيا جديدا مع الاتحاد الأوربي، حول التبادل الحر، بما تعنيه لإسبانيا الكثير من الاندماج والشراكة الاقتصادية مع المغرب. وشدد العاهل الإسباني على أن مشروع الربط القار بين المغرب وإسبانيا، عبر جبل طارق، يعتبر لبنة أساسية في إطار بناء فضاء للازدهار المشترك بين أوربا والمغرب الكبير.