شجع الملك خوان كارلوس رجال الأعمال المغاربة والإسبان على نسج المزيد من علاقات الشراكة والتعاون، وإقامة مشاريع مشتركة واستثمار التكاملات بهدف الرفع من تنافسية البلدين على المستوى الدولي وقدراتهما على غزو الأسواق الخارجية. وأشاد العاهل الإسباني بجودة العلاقات المغربية الإسبانية، وقال ملك اسبانيا خلال المنتدى الاقتصادي الذي جمع أول أمس عدة وزراء من البلدين و 130 من أرباب ومديري أكبر الشركات الإسبانية والمغربية العمومية والخاصة والعديد من المقاولات الصغرى والمتوسطة، إن إسبانيا أصبحت الشريك التجاري الأول للمغرب في ما أصبح المغرب ثاني سوق لإسبانيا خارج أوروبا. وقال إن التحاق كل وزراء الخارجية الذين تعاقبوا على هذا المنصب في الحكومات الإسبانية المتلاحقة، بالوفد المرافق له في هذه الزيارة للمغرب يشكل تعبيرا عن أهمية وعمق واستمرارية العلاقات بين البلدين الجارين. وأثنى خوان كارلوس على الصمود الذي أبداه الاقتصاد الإسباني والاقتصاد المغربي في مواجهة تداعيات الأزمة العالمية، التي قال أنها وضعت حكومتي البلدين أمام تحديات اتخاذ قرارات صعبة. وأشار كارلوس إلى أن اسبانيا تبنت في هذا السياق نموذجا للتنمية والتشغيل يرتكز على التوسع الدولي للمقاولات على أساس مشروع «ماركا إسبانيا». وقال إن المغرب أيضا اعتمد رؤية واضحة للتنمية على أساس الانفتاح على شركائه الدوليين، وأن إسبانيا عازمة على الاحتفاظ بموقع متميز ضمن هؤلاء الشركاء، لذلك تواصل دعم وتطوير شراكتها مع المغرب على مختلف المستويات. ودعا رجال الأعمال من البلدين إلى الانخراط بقوة في الشراكة الاستراتيجية الجديدة التي تم إرساؤها على أساس الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي وأجندة ثقافية واجتماعية غنية ومتنوعة. وأشار العاهل الاسباني إلى أن المغرب دخل في مفاوضات التبادل الحر الشامل مع الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن أصبحت اتفاقية تحرير مبادلات المنتجات الصناعية نافذة في 2012 والشروع في تنفيذ اتفاقية تحرير مبادلات منتجات الفلاحة والصيد البحري. وقال إن هذا التطور يفتح آفاقا جديدة للاندماج والشراكة والتكامل بين المغرب واسبانيا، ويرفع من مسؤولياتهما ودورهما في مشروع إنشاء منطقة متوسطية للازدهار المشترك. وقال إن المغرب وإسبانيا يدركان أن تحرير التجارة والاقتصاد يضع البلدان أمام تحديات كبرى تتطلب الاستناد إلى حلفاء أقوياء. وعبر خوان كارلوس عن دعم إسبانيا واهتمامها بإخراج اتحاد المغرب العربي للوجود، والذي قال أن توحيد السوق المغاربية التي تضم 100 مليون مستهلك سيفتح آفاق جديدة للتنمية والتشغيل بالنسبة لبلدان المنطقة. وقال كارلوس إن إسبانيا التي تحتل مكانة رائدة في مجالات النقل البري واستغلال طاقة الرياح وتحلية ومعالجة الماء، والتي تتوفر أيضا على أكبر مجمع لصناعة النسيج والألبسة في العالم، تريد الذهاب بعيدا في شراكتها مع المغرب. وأعلن أن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين ستجتمع خلال الخريف المقبل في إسبانيا لبحث سبل تطوير العلاقات والرقي بها، كما ستحتضن مدريد أيضا الاجتماع الثاني للملتقى البرلماني الإسباني المغربي. ودعا كارلوس القطاع الخاص بدوره للانخراط بشكل أكبر في هذه الديناميكية، وطالب رجال الأعمال المغاربة بالحضور بكثافة والمشاركة بنشاط في المنتدى المتوسطي للأعمال الذي سينظم في أكتوبر في برشلونة. مريم بن صالح شقرون، رئيسة الإتحاد العام لمقاولات المغرب، قالت إن المغرب وإسبانيا اللذين تربطهما علاقات الجوار الجغرافي والتاريخ المشترك يدركان أنه لا يمكن لأحدهما أن يتخلى عن الآخر. واشار إلى وجود ألف مقاولة إسبانية في المغرب، وأن حجم المبادلات التجارية بلغ 2.6 مليار يورو لتصبح إسبانيا أول شريك تجاري للمغرب. وقالت إن المغرب يشكل بالنسبة للاقتصاد الإسباني بوابة لإفريقيا، كما تشكل إسبانيا بالنسبة للمغرب بوابة نحو أسواق أمريكا اللاتينية وأوروبا، داعية إلى مزيد من التضامن والتكامل. وتحدثت نخبة من رجال الأعمال المغاربة والاسبان عن تجاربهم ومشاريعهم وطموحاتهم في مجال التعاون والشراكة. وأعلن خوان ميغل فيرال مير، رئيس مجموعة «أو آش إل» الإسبانية اهتمام مجموعته بقطاع الأسمدة والسقي الزراعي العصري في المغرب، وقال إن المجموعة العملاقة في مجال انتاج الأسمدة في أوروبا تعتزم الاستثمار في المغرب بمشروع مشترك مناصفة مع المجمع الشريف للفوسفاط. فيما أعلن صلاح الدين القدميري، نائب رئيس اتحاد مقاولات المغرب، أنه أنشأ شركة في إسبانيا بهدف التعاون مع شركاء إسبانيين في مجال إنجاز مشاريع الكهربة القروية في البلدان الإفريقية، استنادا إلى الخبرة والتجربة المغربية في هذا المجال. أما مجموعة «تالغو» الصناعية الإسبانية فأبدت اهتمامها بالمشاريع المغربية لربط مدنه الكبرى بالقطارات فائقة السرعة. وأشار رئيسها كارلوس بالاسيو دي أوريول الى أن الشركة هي التي تقوم بإنجاز الربط بين مكة والمدينة في السعودية. كما تم الإعلان عن مشروع بكلفة 40 مليون يورو في مجال صناعة السيارات في محيط مجموعة رونو بطنجة.