أكد العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس الأول، أمس الثلاثاء، بالرباط أن المملكة المغربية أصبحت اليوم، بعد الإصلاحات التي تم إطلاقها بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس والمصادقة على الدستور الجديد، "نموذجا رائدا للانفتاح والاستقرار". أبرز العاهل الإسباني خلال ترؤسه افتتاح أشغال الملتقى الاقتصادي المغربي الإسباني المنظم بعاصمة المملكة بمبادرة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب تحت شعار "المغرب إسبانيا : فضاء للازدهار المشترك" أن لهذا الانفتاح والاستقرار "وقعا إيجابيا على المحيط الإقليمي وعلى علاقاتنا الثنائية". وأشار الملك خوان كارلوس، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المغرب بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما بين 15 و18 يوليوز الجاري إلى أن العلاقات بين إسبانيا والمغرب تتميز بكثافة مهمة كما تدل على ذلك وتيرة الاجتماعات والاتصالات على جميع المستويات. وأوضح أن حكومتي البلدين وضعتا الأسس لشراكة استراتيجية جديدة، مشيرا إلى أن من شأن هذه الشراكة الرفع من مستوى العلاقات الثنائية إلى مرحلة جديدة من خلال حوار سياسي مكثف وشراكة اقتصادية جديدة وبرنامج طموح على المستوى الاجتماعي والثقافي. وفي هذا الصدد أعلن العاهل الإسباني أن الدورة المقبلة للاجتماع السنوي الإسباني المغربي من مستوى عال ستنعقد في الخريف المقبل في إسبانيا، مضيفا أن مدريد ستحتضن، أيضا، قبيل ذلك الملتقى البرلماني الاسباني المغربي الثاني. وحرص الملك خوان كارلوس الأول خلال افتتاح الملتقى الاقتصادي المغربي الإسباني المنظم تحت شعار "المغرب إسبانيا : فضاء للازدهار المشترك" على التعبير عن تشكراته لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على دعوته الكريمة لزيارة المغرب خلال شهر رمضان المعظم، مضيفا أنه يحتفظ دوما بذكرى الزيارات، التي قام بها إلى المغرب وحفاوة الاستقبال التي تلقاها دوما. ويشارك في الملتقى الاقتصادي المغربي الإسباني العديد من المسؤولين الحكوميين بالبلدين وأزيد من 130 من أرباب العمل ورؤساء المقاولات العمومية والخاصة الإسبانية والمغربية، فضلا عن العديد من ممثلي المقاولات الصغرى والمتوسطية بكل من إسبانيا والمغرب. وتتناول أشغال هذا الملتقى، الذي يتوخى تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين عددا من المواضيع تتمحور بالخصوص حول التنمية الدولية والنمو المتقاسم من خلال المقاولات الصغرى والمتوسطية والشراكة التكنولوجية والبنيات الأساسية. يشار إلى أن وفدا مهما يضم أعضاء بالحكومة وتسعة وزراء خارجية سابقين ورؤساء أهم المقاولات الإسبانية، يرافق الملك خوان كارلوس الأول خلال زيارته للمغرب. ويضم الوفد، على الخصوص، وزراء الشؤون الخارجية والتعاون خوسي مانويل غارثيا مارغايو، والداخلية خورخي فيرنانديث دياث، والعدل ألبيرتو رويث غاياردون، والصناعة والطاقة والسياحة خوسي مانويل سوريا، والتجهيز أنا باستور. وسيعقد هؤلاء المسؤولون ،على هامش هذه الزيارة، سلسلة من اللقاءات مع نظرائهم المغاربة ستتمحور حول سبل تعزيز التعاون الثنائي. كما يتكون من مسؤولين آخرين من بينهم كاتب الدولة الإسباني في التجارة خايمي غارثيا، والمفوض السامي للحكومة المكلف بالترويج ل"صورة إسبانيا" كارلوس إسبينوثا، والمدير العام للجامعات الإسبانية، وعدد من رؤساء الجامعات، بالإضافة إلى رؤساء الكونفدرالية الإسبانية لمنظمات المقاولات، والكونفدرالية الإسبانية للمقاولات الصغرى والمتوسطة، والمجلس الأعلى لغرف التجارة.