أعطت الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية مارياتو راخوي رفقة سبعة من وزرائه دفعة جديدة للعلاقات المغربية الإسبانية التي وصلت إلى مستويات جيدة، حيث تأكدت الطبقة السياسية الإسبانية سواء في اليمين أو في اليسار أن المغرب أصبح يمثل شريكا اقتصاديا لا غنى عنه خصوصا بعد النمو الكبير الذي شهدته الاستثمارات الإسبانية في المغرب خلال السنوات الأخيرة حيث استقر بالمغرب عدد كبير من المقاولات الكبرى والصغرى والمتوسطة مثل شركة «زارا» وشركة «أكوا باور» التي ستشتغل في المحطة الشمسية لوزارات إذ بلغ استثمارها 500 مليون يورو كما سجلت الصادرات الإسبانية إلى المغرب نموا قارب 22.20 في المائة وجعل من إسبانيا لأول مرة في تاريخها أول ممول للمغرب بعد فرنسا التي احتلت دائما المرتبة الأولى. وهكذا أصبح المغرب أول سوق لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي. ويرى الملاحظون أن العلاقات والمصالح الاقتصادية بين البلدين تغلبت على الخلافات السياسية وقربت وجهات نظر الطبقة السياسية وجعلتها تقتنع بضرورة بناء علاقة متينة مبنية على الشراكة والتعاون وخلق الثروات المشتركة لما فيه مصلحة البلدين. وقد أكدت الأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلدان جنوب أوروبا وأيضا إسبانيا أن إمكانيات النمو تقتضي البحث عن مناطق أخرى خارج الاتحاد الأوروبي. ويمثل المغرب بالنسبة لإسبانيا بلدا جارا يستحق هذا التوجه. وضم الوفد المرافق لرئيس الحكومة وزراء الشؤون الخارجية والتعاون خوسي مانويل غارثيا مارغايووالداخلية خورخي فيرنانديث دياث? والتجهيز آنا باستور? والفلاحة والتغذية والصيد البحري ميغيل آرياس كانييتي والصناعة والطاقة والسياحة خوسي مانويل صورياوالتربية والثقافة والرياضة خوسي إغناثيو ويرت والعدل ألبيرتو رويث غاياردون وكاتب الدولة في التجارة خايمي غارثيا ليغاث. وتضمن جدول أعمال الاجتماع الذي افتتح أشغاله رئيسا حكومتي البلدين العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية وكذا القضايا ذات الاهتمام المشترك. وعلى هامش الاجتماع المغربي الاسباني العاشر أجري أعضاء الوفد الوزاري الاسباني مباحثات ثنائية مع نظرائهم المغاربة لبحث سبل تعزيز التعاون المغربي الاسباني في مختلف المجالات. وووقع البلدان خلال الاجتماع العاشر رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا على العديد من الاتفاقيات الثنائية تشمل المجالات الاقتصادية والتجارية والتربوية والدبلوماسية. كماتم في إطار هذه القمة المغربية الاسبانية تنظيم ملتقى لرجال الاعمال يشارك فيه العديد من المستثمرين ورجال الاعمال بالبلدين.