بعد حوالي ثلاث ساعات من المداولة، أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، مساء أول أمس الخميس، أحكاما تراوحت ما بين خمس سنوات حبسا نافذا والبراءة؛ وبغرامات مالية مختلفة، في ملف «بنعلو ومن معه». وهكذا قضت هيئة الحكم، في حق المتهم الرئيسي عبد الحنين بنعلو، المدير العام السابق للمكتب الوطني للمطارات، ومدير ديوانه أحمد أمين برقليل بخمس سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية تبلغ 50 ألف درهما لكل واحد منهما، وعلى وديع ملين مدير الشؤون المالية بالمكتب بسنتين حبسا نافذا وغرامة مالية بقيمة 20 ألف درهما. وقد توبع هؤلاء المتهمون الثلاثة في حالة اعتقال. أما المتهمون المتابعون في حالة سراح، فقد قضت المحكمة على عبد الرحيم بوطالب رئيس شعبة الموارد البشرية بسنة حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 20 ألف درهما، وعلى صالح الدين جدو رئيس فرع التوظيف بسنة واحدة ضمنها ستة أشهرحبسا موقوف التنفيذ و20 ألف درهما كغرامة، وعلى رشيد مساعدي (متقاعد)، بثلاث سنوات حبسا موقوف التنفيذ و30 ألف كغرامة مالية. كما قضت بسنتين حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 20 ألف درهما في حق الجيلالي الحمداني (متقاعد)، والحسن فرحات رئيس القطاع الاستراتيجي وتتبع المشاريع الكبرى بالمكتب، وعبد الكريم الإدريسي مهندس دولة بمندوبية وزارة التجارة والصناعة وتحديث القطاعات بالمحمدية؛ فيما برأت المحكمة محمد البشير العراقي، المكلف بتتبع إنجاز الأشغال وتتبع الأوراش بالشركة التي أشرفت سابقا على توسعة مطار محمد الخامس، ومطار وجدة حاليا، بعد عدم مؤاخذته من أجل المنسوب إليه. وقبل حجز الملف للمداولة، كان جميع المتهمين، قد وقفوا في قفص الاتهام واحدا تلو الآخر، لقول كلمتهم الأخيرة، وقد غالبت الدموع بعضهم، حيث شكر بنعلو هيئة الحكم، لكونها استمعت إلى «معاناته بصدر رحب» قبل أن يضيف «الحقيقة التي أنهكت صدري في الخمس سنوات الماضية، أني لم أجد آذانا صاغية سوى آذانكم اليوم، وكل ماعاينته طيلة 5 سنوات من سب وقهر، وجدت ضمادا لجراحي في رحاب محكمتكم،.. أنا بريء من التهم المنسوبة إلي.. وكلي أمل في حكمتكم وتبصركم». أما مدير ديوانه، وديع ملين، الذي شغل سابقا مدير الشؤون المالية، فبعد أن أشاد بتفانيه في أداء عمله طيلة اشتغاله بالمكتب الوطني للمطارات، قال: «كنا نعيش على إيقاع النجاحات في المكتب من أجل إعلاء الراية المغربية»، قبل أن يستدرك بالقول: «ستقيدون حريتي وأملي فيكم كبير.. ألتمس براءتي ورد الاعتبار إلى شخصي.. أرجو منكم أن تأمروا بإطلاق سراحي في هذا الشهر الكريم.. أريد استرجاع حريتي.. أصرح أمامكم مجددا.. أنا بريء». ونفى باقي المتهمين المنسوب إليهم وطالبوا بدورهم بالبراءة.