في إطار برنامج حافل من الأنشطة الثقافية والفنية المسطرة لهذا الموسم، أحيت المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة الغرب الشراردة بني حسن مؤخرا الذكرى الثانية والثلاثين لتخليد اليوم العالمي للموسيقى، وذلك بتكريم هرم من أهرامات الموسيقى المغربية، الفنان المطرب والملحن الأستاذ محمد الأعكل، الملقب فنيا بمحمد شريف، الابن البار لمدينة القنيطرة والفنان المحبوب لدى كل المغاربة. وقد كانت مناسبة تكريم الأستاذ الأعكل فرصة لالتقاء حشد كبير من الفنانين والأدباء والمبدعين من كل الأطياف الفنية، شعراء وملحنين وفنانين تشكيليين وغيرهم، سواء من أصدقاء المحتفى به أو من المعجبين، نذكر من بينهم الطاهر طه وشكيب العاصمي ومالوروان وفؤاد الوردي وفاطمة حداد ونورالدين شنيقر ورشيد مدغري العلوي وغيرهم كثير، كما حضر إلى جانب الموسيقيين عدد هام من الفنانين المسرحيين والسينمائيين والتشكيليين، كان من بينهم العربي الساسي وإسماعيل الفيضالي الوزاني وحمزة الزناتي واللائحة تطول بالفعاليات الثقافية والجمعوية. وقد استهل الحفل بكلمة محمد السنور المدير الجهوي لوزارة الثقافة، تلته مجموعة شهادات في حق المحتفى به، أشادت جميعا بمناقبه وجميل أعماله وحسن خصاله، لينطلق الحفل الفني بلوحات فنية رائعة من تقديم فرقة عبيدات الرمى. أما أهم الفقرات فقد تضمنت أربع أغاني، اثنتان منهما من أداء وتلحين المحتفى به، الأولى (آهات العشاق) كلمات مالوروان، والثانية (عش يا قلبي) كلمات عبد الكامل دينيا. أما التحفتين الأخيرتين فكانتا (قطار الحياة) و (مضناك جفاه مرقده). وقد رافق الفنان محمد الشريف في أدائه هذه الروائع الأربع، جوق الأصيل من مدينة القنيطرة برئاسة الأستاذ عزيز أبردان، أما التقديم والتنشيط فكان للفنان محمد بدري، واختتم الحفل بتقديم عدد من الهدايا، أشرف على تقديمها المدير الجهوي. وإذا كان فضاء القصر البلدي قد أثث ليلة الاحتفاء بأرمق النجوم والفعاليت الثقافية والفنية من داخل المدينة وخارجها، فإن أفضل من أثثها كان هو حضور والدة المحتفى به الحاجة فاطنة بنت محمد التي نعتها عبد الجليل البوصيري (ناشط جمعوي، ومقاوم من مدينة القنيطرة) في ختام الحفل بأم المقاومين، مذكرا بأن فناننا المحتفى به هو وليد بيت مقاوم كبير ألا وهو المرحوم امبارك بن عمر، البيت الذي احتضن جيلا من أبناء المقاومة، وهو اليوم يحتضن جيلا من المبدعين. *كاتب مغربي