كان حفل تكريم الفنان الطيب العلج، مساء الخميس 5 ماي بالرباط استثنائيا، حيث كان احتفاء بأحد أعلام الركح المغربي على خشبة المسرح الوطني التي أدى عليها الرجال روائع أب الفنون، وما زاد اللحظة توهجا حضور ثلة من عمالقة الغناء المغربي صدحت بأشعار وأزجال من تأليف المحتفى به. لم يكن حفل تكريم العلج مناسبة لتبادل الخطب، كما قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري، وإنما وقفة للاحتفال باليوم العالمي لحقوق المؤلف ومن خلاله رفع رسالة تقدير واحترام لكل رجال ونساء الفن والإبداع الوطني، ومناسبة تتلاقى رمزيتها مع تكريم أحد الوجوه الشامخة في سماء الإبداع الأدبي والفني في المغرب الأستاذ الطيب العلج. ويتميز المحتفى به، يضيف الناصري، بتفاعله دوما، من قدرته الخارقة في مخاطبة الوجدان الشعبي المغربي، الذي رد له اليوم التحية بألف مثلها من خلال الحضور الذي غصت به جنبات المسرح الوطني محمد الخامس، مذكرا بما يعرفه قطاع الإبداع من إصلاح وتطوير على كافة المستويات، خصوصا بعد توقيع عقد البرنامج بين الوزارة والمكتب المغربي لحقوق المؤلفين. وأجمعت شهادات كل من وزير الثقافة بنسالم حميش والفنان عبد الوهاب الدكالي والأستاذ مصطفى القباج والموسيقار أحمد العلوي وشخصيات أخرى، خلال هذا الحفل الذي نظمته وزارة الاتصال والمكتب المغربي لحقوق المؤلفين، على أن العلج كان ولازال مهووسا بقضايا بلده ويحرص على كتابة شيء مغربي يحكي عن هموم وانشغالات الوطن. وأكدوا على أن شعبية العلج، الذي سلم له بالمناسبة درع وشهادة الاستحقاق الإبداعي، اختيار شعبي وفكري وسياسي، والتزام بقضايا المغرب والإنسان المغربي، مبرزين أنه حين يمرر هذا الهرم الفني أفكاره من خلال شخوص متجدرة في التربة المغربية، فإنما يفضح في ضحك كالبكاء مجموعة من الممارسات، ويسعى إلى تصحيح مسار تاريخي نحو مجتمع المساواة والعدالة. وتميز الحفل، الذي نظم بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بتنظيم سهرة فنية تغنى فيها بأعذب كلمات المبدع الكبير الطيب لعلج كل من الفنانين والفنانات عبد الوهاب الدكالي، عميد الأغنية المغربية ، والبشير عبدو وحياة الإدريسي وفؤاد الزبادي ومريم بنمير صحبة الفرقة الموسيقية "ربيع الفن الموسيقي" بقيادة الفنان الملحن محمد أحمد العلوي. وقد عرف هذا الحفل التكريمي مشاركة مسؤولين حكوميين وممثلين عن مختلف الإدارات والمؤسسات المعنية، وتنظيمات نقابية وفنية ومهنية وجمعوية عاملة في المجال السمعي البصري وغيره، علاوة على فنانين ومبدعين في مختلف أصناف الفنون والإبداع. وقد أدى الفنانون المشاركون في هذه الأمسيات باقة من ريبرطوار روائع الأغنية المغربية ك"علاش يا غزالي"، من ألحان المرحوم عبد الرحيم السقا" وأداء المجموعة الصوتية لربيع الفن، و"المثل العالي" ألحان عبد القادر الراشدي وأداء الموسيقار عبد الوهاب الدكالي و"الليل والنجوم" من ألحان وأداء هذا الأخير.