اتفق المشاركون في اجتماع «أصدقاء سوريا» في الدوحة السبت على زيادة الدعم العسكري للمعارضة السورية. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في ختام الاجتماع «إن الدول المشاركة في الاجتماع باستثناء دولتين لم يسمهما أكدت دعمها للمعارضة السورية عسكريا» مشيرا إلى تبني «قرارات سرية» لتغيير الوضع على الأرض بسوريا. وأضاف أن هذا القرار يأتي «بعد تدخل أطراف إقليمية في الصراع الدائر بسوريا وبعد أن زاد نظام الرئيس السوري بشار الأسد من وتيرة العنف في الآونة الأخيرة». وقال إن الدول المجتمعة «اتفقت على أن الحل السياسي ومؤتمر جنيف مهم ولكن من المهم إعطاء المعارضة السورية وخاصة الجناح العسكري كل ما يتطلب من أمور يستطيعون من خلالها تحسين وضعهم على الأرض «. من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي أن كل الأطراف الدولية مقتنعة بأن الحل السياسي هو الحل الأفضل والحل الحقيقي للأزمة السورية محذرا من أن استمرار الصراع في سوريا سوف يؤدي إلى تفكك هذه الدولة بأكملها وسيؤدي إلى عنف طائفي أكبر لن يكون في مصلحة أحد في هذه المنطقة. وعقب الاجتماع، أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يزور الدوحة حاليا، عن ترحيبه بقرار مجموعة الدول الأساسية لأصدقاء سوريا القاضي بتقديم دعم عاجل للمعارضة على الأرض لمواجهة «الهجمات الوحشية للنظام وحلفائه». وأكد الرئيس الفرنسي، خلال لقائه أفراد الجالية الفرنسية في قطر، أن اجتماع (أصدقاء سوريا) في الدوحة « أتاح رسم خط وهو دعم المعارضة السورية». وأضاف أن الدول ال11 التي شاركت في الاجتماع ، قررت أيضا أن «تعزز في شكل أكبر العناصر التي تكفل كل الضمانات للتحضير للعملية الانتقالية» في سوريا، و»طلبت من بعض القوى الأجنبية الانسحاب» من هذا البلد ، و»الذهاب نحو مؤتمر يسمح بإيجاد مخرج سياسي» للنزاع السوري الذي أسفر وفق الأممالمتحدة عن 93 ألف قتيل على الأقل. وعبر هولاند عن أسفه ل»استخدام قوات الأسد للغاز بهدف تدمير» المعارضة التي يخوض مقاتلوها منذ مارس 2011 حربا «يتم فيها اغتيال شعب» ، مشددا على أن «كل ما يحصل هنا، في هذه المنطقة، يهم أيضا أوروبا وفرنسا». وكان هولاند قد حل في وقت سابق اليوم بالدوحة في زيارة رسمية لقطر تستمر 24 ساعة، تزامنت مع اجتماع مجموعة الدول الأساسية لأصدقاء سوريا، التي قررت زيادة تسليح المعارضة السورية من أجل استعادة «التوازن» على الارض مع النظام، تمهيدا للدفع نحو حل سلمي على أساس مبادئ مؤتمر جنيف 1 . من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن زيادة الدعم للمعارضة السورية ترمي إلى تعزيز فرص الحل السلمي مؤكدا أن الدول المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سوريا» ستزيد نطاق وحجم الدعم لها. وشدد كيري في كلمة ألقاها أمام الاجتماع الوزاري ل»أصدقاء سوريا» على أن «زيادة الدعم للمعارضة لا ترمي إلى حل عسكري بل لتعزيز فرص الحل السلمي ودفع الطرفين لهذا الحل». وأوضح كيري أن الدعم يرمي إلى «إيجاد فرص تمكن من الوصول إلى جنيف 2 وللتعامل مع انعدام التوازن على الأرض وليس بهدف الوصول إلى حل عسكري للأزمة بل بهدف الجلوسعلى الطاولة والتوصل إلى حل سياسي». وأكد كيري أن بلاده والدول الأخرى المشاركة في اجتماع اليوم ستقوم بزيادة نطاق وحجم الدعم للمعارضة وذلك وفقا لمقاربة تختارها كل دولة مشددا على أن دعمالمعارضة «سيثني (الرئيس السوري) بشار الأسد عن الاستعانة بمقاتلين» من حركة حزبالله اللبنانية للقتال في سوريا. وقال وزير الخارجية الأمريكي إن بيان مؤتمر «جنيف 1» هو القاعدة الأساسية للحل السياسي في سوريا فالجهود كلها ترمي إلى أن يتمتع الشعب السوري بكل أطيافه بالحرية من دون عنف واضطهاد مضيفا «نأمل أن نتمكن في الأيام القادمة من إحراز تقدم في هذا المجال بما يضمن وقف العنف في سوريا خاصة وان المعارضة مستعدة طالما الظروف متوفرة لتنفيذ بيان جنيف 1».