في انتظار أن تفرج لجنة التحكيم عن جوائز الدورة وأسماء الفائزين يختتم اليوم المهرجان الوطني للمسرح فعاليات دورته الخامسة عشرة بمكناس والتي انطلقت كما هو معلوم في السادس من الشهر الجاري، دورة هذه السنة التي تنظمها وزارة الثقافة، بتعاون مع ولاية جهة مكناس تافيلالت والجماعة الحضرية لمكناس، عرفت مشاركة 12 فرقة مسرحية وطنية من شتى مدن المملكة لتقدم صورة مختزلة عن راهن المسرح المغربي، هي مراكش، بمسرحية «حمار الليل فالحلقة» لفرقة ورشة الإبداع دراما و مسرحية «العساس» لفرقة إيسيل للمسرح. الدارالبيضاء، مسرحية «أوسويفان»/ لفرقة فضاء اللواء للإبداع و مسرحية «الألم» / لفرقة مسرح اطلنتيس. سلا، مسرحية « شكون يخاف من فرجينيا وولف» / لفرقة المحترف للثقافة والفن و مسرحية عمل صغير لبهلوان عجوز» / لفرقة إيمازيغن. الرباط بعرضين اثنين هما مسرحية « أولاد البلاد» / لفرقة محترف المسرح الحر و مسرحية « الدموع بالكحل» لفرقة أنفاس. الحسيمة، بمسرحية «الترقيع في الأحلام المعلقة» / لفرقة تيفاوين للمسرح. فاس، بمسرحية «نعاودو الحساب» / لفرقة أصدقاء المدينة. مشرع بلقصيري، بمسرحية «أنا هي أنت» / لفرقة محترف باناصا. أكادير بمسرحية «أنا وخيالي» / معمل التكوين والبحث الدرامي. مساء يومه الخميس تفرج لجنة التحكيم عن الجوائز، وهي لجنة وازنة من خلال الأسماء التي تكونها كمسعود بوحسين رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح، والمسرحي الجزائري لخضر منصوري ، والفنانين لطيفة أحرار و ياسين أحجام، وعبد الكبير الشداتي وسالم كويندي وجميل الحمداوي وحسن هموش أعضاء بينما يترأسها السيد مولاي احمد بدري. هذا وقد شهدت الدورة بالإضافة إلى العروض الرسمية إدراج عروض مسرحية خارج المسابقة، حيث تم عرض ثمان مسرحيات بمسرح الهواء الطلق بمنطقة الحبول بمكناس، بالإضافة إلى خمس عروض تم تقديمها بالمركز الثقافي بمدينة الحاجب (40 كلم جنوب شرق مكناس)، و كذلك 6 عروض بالمركب الثقافي بمدينة مولاي إدريس (25 كلم شمال مكناس). همزة وصل شهد يوم الثلاثاء الماضي ختام الحلقة الثانية من الندوة الفكرية «همزة وصل حول المسرح المغربي» المصاحبة للدورة ال 15 للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس، بتنسيق مع الهيئة العربية للمسرح بالمركز الثقافي (الفقيه محمد المنوني). وقد أكد المهرجان من خلالها أنه يرأب حاضر المسرح بماضيه كما يدل اسمها على ذلك عبر دعوته لتجارب وأسماء وازنة في المشهد المسرحي الوطني، رواد ناضلوا حين كان المسرح رسالة وطنية لا تقل عن الجبهات الأخرى، وآخرون ساروا على خطاهم إضافة إلى الأسماء الشابة التي ستحمل مشعل الممارسة المسرحية في القادم من الأيام كل هؤلاء كانوا يلتئمون في هذه الندوات للحديث ومناقشة التجارب المتميزة في تاريخ المسرح المغربي. فبعد انطلاق الندوات بتقديم تجربة كل من المرحوم عبد الصمد الكنفاوي ومحمد قاوتي، محمد تيمد، والمسكيني الصغير، ومحمد شهرمان، وعبد الحق الزوالي، ومحمد مسكين، اختتمت بتجربة محمد حسن الجندي في ندوة تكونت من جلستين: تمحورت الأولى حول تجربة الجندي وأطرها الباحث والمخرج المسرحي ( الدكتور مسعود بو حسين) وكانت من تقديم الباحث في مجال التراث والإعلامي والمخرج المسرحي (الأستاذ عبد المجيد فنيش)، بعدها فتح باب النقاش، الذي أغنى المداخلة سواء بإضافات أو شهادات رصدت كل واحدة منها معالم من تجربة (محمد حسن الجندي) المتعددة كممثل وكاتب و مخرج وزجال و دراماتورجي، في حين كانت الثانية والأخيرة عبارة عن قراءة تحصيلية لأشغال الندوة التي قدمها الناقد والباحث المسرحي الدكتور عبد الرحمن بن زيدان الذي يرى أن مجمل التجارب التي تم الحديث عنها تمثل تجارب تؤكد أن روافد التجربة المسرحية المغربية تبقى تجربة فنية إذا قيست بالمقاييس الجمالية، وتبقى تجربة اجتماعية سياسية كتبت بواقعية الأحداث، وبمتخيل الكتابة الدرامية كتبت أهم الأحداث التي عرفها المغرب، وتبقى كلاما كان يجرب بناء الحوار بما يليق بمعاني البوح، وتصوير الواقع وتقديمه بما هو واقع يجرب به الكاتب تقديم رؤيته للواقع، وبهذا كله، يضيف المتدخل فقد كانت المداخلات التي قدمت في همزة وصل حول المسرح المغربي في دورتها الثانية إعادة قراءة للذاكرة المسرحية، وكانت إعادة تحديد بعض الإشكالات المتعلقة بالممارسة المسرحية، وهذه الإعادة فيها احتفاء بالذاكرة المسرحية المغربية التي تتطلب بحثا متواصلا لملء الفراغات الموجودة في تاريخ المسرح المغربي، بل وإعادة قراءة هذا التاريخ بما يضمن لخارطة هذا المسرح (همزة وصل حول المسرح المغربي) أن تكتمل، وتحدى أزمنة الغياب العصي، العنيد، وهذا ما يمكنه أن يترجم الوفاء للثقافة المسرحية المغربية في عمليات هذا الوصل الذي سيظل وصلا محكوما بكل الاحتمالات التي لا تنسى ولكنها تتذكر، تتكلم بالزمن المغربي، وبالواقع المغربي، وبالتاريخ المغربي. ويؤكد المهرجان الوطني للمسرح من جديد أنه ليس تظاهرة ثقافية تعتمد التنافس والتباري فقط بقدر ما هو فرصة لطرح اعقد الأسئلة حول واقع وأفاق الممارسة المسرحية في المغرب ودعوة للحوار وتلاقح التجارب والاستفادة من تجارب الرواد وتكريمهم. أما بخصوص المسابقة الرسمية التي ننتظر أن تسفر نتائجها عن فوز بعض الأعمال المسرحية التي أكدت تميزها بجوائز المهرجان، بعد أن نالت استحسان الجمهور كمسرحية الدموع بالكحل لفرقة مسرح أنفاس من الرباط أو مسرحية الألم لفرقة مسرح أطلنتيس من الدارالبيضاء على سبيل المثال لا الحصر.