أعلن وزير الفلاحة والصيد البحري أن الحكومة وضعت برنامجا استعجاليا لحماية الثروة الحيوانية بالمناطق التي عرفت نقصا في التساقطات المطرية، يتمثل في توزيع 305 ألف قنطار من الأعلاف المدعمة، بكلفة تصل إلى حوالي 60 مليون درهم. وأبرز أن كل المؤشرات تفيد بأن قطاع تربية المواشي سيُحقق نتائج مرضية في الموسم الحالي. وقال وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أول أمس الثلاثاء، إن الظروف المناخية التي ميزت الموسم الفلاحي الحالي كانت إيجابية على العموم، مشيرا إلى أن المعدل الوطني للتساقطات المطرية عرف ارتفاعا ملحوظا بلغت نسبته 20 في المائة بمتم شهر ماي الماضي، مقارنة مع سنة عادية، و87 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. وأضاف أخنوش أن هذه التساقطات المطرية، بالإضافة إلى نسبة ملء السدود لأغراض فلاحية، التي بلغت 88 في المائة في نفس الفترة، كان لها وقع إيجابي على الغطاء النباتي والمراعي بشكل خاص، حيث مكنت من توفير موفورات مهمة من المواد العلفية تصل إلى حوالي 18 مليار وحدة علفية، وهو ما يشكل فائضا قدره 4 ملايير وحدة مقارنة مع سنة عادية. ومع ذلك، سجل وزير الفلاحة والصيد البحري أن هذه الظروف المناخية الإيجابية لم تكن كذلك في بعض الأقاليم، وخصوصا بكل من جهات سوس ماسة درعة، ومكناس تافيلالت، وتازة الحسيمة تاونات والجهة الشرقية، التي عانت من ضعف التساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي الحالي. وأعلن أخنوش أن الحكومة وضعت برنامجا استعجاليا برسم سنة 2013 لحماية الثروة الحيوانية بهذه الأقاليم، يتضمن توزيع 305 ألف قنطار من الأعلاف المدعمة، منها 205 ألف قنطار من الشعير و100 ألف قنطار من الأعلاف المركبة. وأشار وزير الفلاحة إلى أنه خصص تنفيذ هذا البرنامج حوالي 59 مليون 550 ألف درهم، تتوزع إلى 51 مليون و350 ألف درهم لاقتناء ودعم الأعلاف، و 8 ملايين و200 ألف درهم لنقل الأعلاف إلى الجماعات القروية المستفيدة. وبالإضافة إلى ذلك فإن الوزارة أعدت برنامج لعلاج الأغنام والماعز ضد الأمراض الطفيلية الخارجية والباطنية بالأقاليم المعنية سيقوم المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بتنفيذه مجانا، لصالح مربي الماشية، فضلا عن حملة التلقيح المجانية الخاصة بمحاربة داء الجدري عند الأغنام، التي انطلقت منذ 2 ماي الماضي، بهدف تعزيز المناعة عند الأغنام. وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري أن كل المؤشرات تفيد أن قطاع تربية المواشي سيحقق نتائج مرضية خلال الموسم الفلاحي الحالي، بالنظر إلى انخفاض أسعار علف الماشية في السوق المحلية ما بين 5 إلى 10 في المائة، مقارنة مع نفس الفترة من الموسم الماضي، وأيضا إلى انتعاش في أسعار المواشي، التي عرفت تغييرات كبيرة في الفترة ما بيم شتنبر 2012إلى غاية أبريل 2013، وهو ما سيساهم في تحسين دخل الفلاحين. وأشار في هذا السياق إلى أن انتعاش أسعار المواشي سجل 53 في المائة بالنسبة لثمن الأبقار الأصيلة، و31 في المائة بالنسبة لثمن النعجة متبوعة بخروف، و14 في المائة بالنسبة لثمن الأبقار المحلية. وعلاوة على ذلك سجل تحسنا في إنتاجية القطيع بحوالي 5 نقط لنسبة الولادات عند الأبقار، و10 نقاط لنسبة الولادات عند الأغنام. وخلص وزير الفلاحة والصيد البحري إلى التأكيد أن مصالح الوزارة ستظل يقظة لتتبع عن كثب الوضعية الفلاحية وحالة المراعي بالأقاليم الأخرى، خصوصا تلك التي عرفت خصاصا في التساقطات المطرية، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الآثار المترتبة عن أي نقص حاصل في الأعلاف بالأسواق المحلية.