أكادير تكسب الرهان وتتحول إلى عاصمة ل «الترياتلون» الأفريقي تألق المغربي يونس كوزكوز يلغي السيطرة المطلقة لأبطال جنوب أفريقيا النجاح التنظيمي والتقني للدورة الثالثة يشجع على تأسيس جامعة قائمة الذات... تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، وبدعم من ولاية أكادير وعمدة المدينة، والمجلس الجهوي للسياحة، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، والجامعة الفرنسية والإفريقية للترياتلون، فضلا عن شركاء ومؤسسات اقتصادية متعددة، احتضنت مدينة أكادير نهاية الأسبوع الماضي فعاليات الدورة الثالثة لمنافسات ترياتلون 2013. وتميزت هذه الدورة المؤهلة إلى بطولة إفريقيا والعالم، التي شارك فيها أبطال القارة الذين تنافسوا بقوة لتحقيق أفضل الأرقام التي تخول لهم احتلال المراكز المؤهلة في الترتيب الإفريقي، بتتويج المنتخب الجنوب أفريقي فائزا بالدورة المؤهلة للبطولة العالمية لترياتلون. وظهرت الهيمنة الجنوب أفريقيا واضحة على مجريات هذه الدورة من خلال حصد لاعبيها ل 13 ميدالية من أصل 15 ميدالية مخصصة للمنافسات في الفئات العمرية جميعها. وتميزت الدورة بمشاركة أزيد من 400 مشارك من المحترفين والهواة في مسابقات في السباحة لمسافة 1500م والدراجات (40 كلم) والجري (10 كلم) ومن فئات عمرية متباينة ودول مختلفة. وتميزت المشاركة المغربية بالانجاز المهم الذي حققه العداء يونس كوزكوز٬ حيث تمكن من الفوز باللقب القاريفقريا الخاص بفئة أقل من 19 عاما٬ بعدما حل في الرتبة الأولى بتوقيت 1س و1د و20ث٬ متقدما بذلك على الجنوب أفريقيين إيدي فان هيردن وغاريت جوست. وحققت المشاركة نسبة مهمة، إذ شارك ما يربو على 200 متسابق٬ حوالي 70 في المائة منهم من المغاربة لاسيما في صنف السباق المفتوح٬ في هذه النسخة الثانية. وعرفت الدورة تغييرا طفيفا في مسار السباق على الطريق وبإدراج سباق ثنائي (دياتلون) للأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين 6 و13 سنة٬ وإحداث “قرية ترياتلون" تتضمن عددا من الأروقة٬ بالإضافة إلى توافد عدد من الحكام الدوليين المتخصصين وانضمام شركاء جدد إلى هذه التظاهرة الرياضية. وتضمنت فعاليات هذه التظاهرة التباري ضمن ثلاثة أصناف رياضية متتابعة تجمع بين السباحة (1500م على حلقتين) وسباق الدراجات (6ر40 كلم على حلقتين) وسباق على الطريق (10 كلم على حلقتين أيضا). ويراهن المنظمون على أن تشكل هذه الدورة نواة لإحداث الجامعة المغربية للترياتلون من خلال خلق ثلاث مسابقات عبر التراب الوطني بكل من أكادير و العرائش و طنجة٬ في أفق ضمان تأهل رياضي واحد أو اثنين إلى الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في 2016 ومن بين الجهات الداعمة لهذه التظاهرة هناك المجلس الجماعي لمدينة أكادير، حيث أثنى رئيسه طارق القباج على الرصيد الذي راكمته المدينة والمغرب عموما على مدار الدورات السابقة من خبرة في التنظيم٬ مؤكدا أن المدينة تتطلع لأن تكون عاصمة لهذا الصنف الرياضي على طول السنة٬ وستواصل حمل مشعل ترياتلون بفضل ما تتميز به من مؤهلات طبيعية وبنيات تحتية ملائمة. ****************** أحمد ناصر رئيس الاتحادين العربي والأفريقي للترياتلون في حديث ل « بيان اليوم» : الترياتلون بالمغرب قطع خطوات كبيرة، وتأسيس اتحاد خاص مسألة وقت فقط على هامش الدورة الثالثة لمنافسات ترياتلون 2013 التي جرت نهاية الأسبوع الماضي بمدينة أكادير، كان لنا لقاء مع رئيس الاتحادين العربي والأفريقي لهذه الرياضة المصري أحمد ناصر، حيث تحدث عن الخطوات التي قطعها الترياتلون بالمغرب، والانجازات التي تحققت على المستويين العربي والقاري، كما تحدث عن إمكانية تأسيس جامعة مغربية للعبة، وفيما يلي نص الحوار. بصفتك رئيسا لاتحادين العربي والإفريقي لهذه الرياضة، كيف تابعت مستوى بطولة الترياتلون بأكادير، خاصة وأنها رياضة تنمو ببطء بالمغرب؟ أشكرك على اهتمامك بالترياتلون أو الثلاثي بمعنى أوضح، لأن «التراي» يعني ثلاثة و»تلون» لعبة، فاسمها لعبة الثلاثي. أنا قد أختلف معك بخصوص أن هذه الرياضة تتطور ببطء، بالعكس أن أرى فهي تتطور بسرعة شديدة للغابة في المغرب، نتيجة توافق الجهود واستجابة الناس. منذ ثلاث سنوات كنت أستعيد الذكريات مع الإخوة الأعزاء الأستاذ المهدي التازي رئيس اتحاد الرياضة للجميع ورئيس اتحاد الترياتلون في المغرب والأستاذ رشيد بناني، سبق أن اتصلت بوزير الرياضة المغربي ورئيس اللجنة الأولمبية المغربية وسكرتير اللجنة الأولمبية المغربية، وتابعت معهم على مدى شهرين أو ثلاثة إقامة بطولة الترياتلون، فكان أن أسند وزير الرياضة إلى اتحاد الرياضة برئاسة أخونا المهدي التازي تولي إشراف على رياضة الترياتلون، حيث شكل مجموعة تضمه هو ورشيد بناني وطارق وكريم وباقي المجموعة. أتذكر قصة لذيذة جدا، ففي أول مرة حضر فيها ممثل المملكة المغربية في المجر منذ حوالي سنتين، ألا وهو أخونا العزيز رشيد بناني، حلمنا جميعا حلما مشروعا يتمثل في استضافة المغرب لبطولة إفريقيا للترياتلون، وها نحن هنا بعد سنتين نصل إلى تحقيق المبتغى والهدف الذي رسمناه جميعا، وهذا ليس شيئا هينا. فالتطور كان سريعا جدا، ففي ظرف سنتين فقط تمكنت هذه الرياضة من الوقوف على قدميها بالمغرب، وأن تكون الدولة الوحيد في العالم التي تنظم بطولات عالمية تابعة للاتحاد الدولي بمدن العرائش، الدارالبيضاءوأكادير، يعد إنجازا كبيرا، في وقت لا يمنح الاتحاد الدولي تصريحا إلا لبطولتين، والحمد لله، هذا يعزي لتمثيلي للعرب والأفارقة داخل الاتحاد الدولي. هل يمكن الحديث عن إمكانية تأسيس اتحاد للعبة بالمغرب؟ حتى الآن. توجد جمعية أو لجنة تقوم بدور كبير جدا، وفي نفس الوقت تعمل على نشر اللعبة كما شاهدت شخصيا، وأرى أن هناك ما شاء الله تطور كبير جدا، ومتأكد أنه سيكون هناك اتحاد في أقرب وقت ممكن، لكن شخصيا لا يوجد فرق بين اتحاد أو لجنة، والمهم عندي أن المغرب ممثل، وهذا هو الأساس. فالمغرب يلعب دورا كلجنة لا تقوم به اتحادات أخرى على مستوى العالم. وأنا أحيي المملكة المغربية والسادة المسؤولين عن الرياضة، وأحيي الإعلام لاهتمامه الملحوظ بالبطولة، وإلقاء الضوء على لعبة تحظى بمتابعة وممارسة واهتمام مئات الملايين على مستوى العالم. كما تعلم فاللعبة لها شقان، الشق التنافسي، وشق الرياضة للجميع، والتي تضم «الإيدي غروبرز» يشتغل فيها من سن الثامنة إلى 88 سنة، وممكن أن تكون بطل عالم على هذا المستوى، وتندرج على صفحة الاتحاد الدولي أو الإفريقي على أنك بطل للعالم أو إفريقيا أو بطل بلدك، وهذا أيضا يدفعني لتقديم الشكر الجزيل من عميق قلبي إلى عمدة أكادير ولمسؤول السياحة بالمدينة، لأنها لعبة سياحية بالمقام الأول تجذب الناس، ويكفي هذا المظهر الجميل الذي نشاهده بحضن أكادير التي هي مدينة سياحية جميلة، وتستمع فيها بمقومات كبيرة جدا، ودعنا نقول أن أفريقيا أكبر بكثير من المناظر التي نشاهدها بالخارج. فهذه أحد الصور الجميلة التي تعتبر بصمة من بصمات أفريقيا والعرب والعالم في تاريخ هذه الرياضة. كيف تقيم أو أين تضع الترياتلون العربي على المستوى القاري والدولي؟ أريد أن أقول شيئا مهما، أنا أتشرف كوني على قمة الاتحاد العربي والاتحاد الإفريقي وممثل بشرف للقارة الإفريقية والعرب، وطبعا لبلدي مصر داخل الاتحاد الدولي. هذا يمنحنا عنصرا جيدا، والتطوير ابتدأ منذ تولينا القيادة شهر دجنبر الماضي، قبلها بسنة كنت عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي، وكان لدينا دولتان عربيتان، أما الآن أصبحنا 13 دولة عربية، وهذه في ظرف سنة فقط، وأنت تعرف قيمة العمل المنجز للوصول إلى ضمان ممارسة 13 دولة عربية لرياضة الترياتلون، 9 منهم نشيطون، أي أن هناك ممارسة دائمة على طول السنة. واسمحوا لي هنا أن أتقدم بالشكر للسيدة ماريسول كاسادو الإسبانية الجنسية ورئيسة الاتحاد الدولي، لتبنيها بقوة مهمة التطوير في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، فهي لا تدخر وسعا، ولا جهدا أو مالا للمساهمة في عملية التطوير، وهذا يشكل إضافة جيدة لأننا أصبحنا لعبة أولمبية دخلت الأولمبياد سنة 2000. هذا على المستوى العربي، أما على المستوى الإفريقي، فكان لدينا 3 أو 4 دول هم الفعالون، والآن أصبحنا نتوفر على 19 دولة خلال سنة ونصف. شخصيا توليت القيادة من أول دجنبر الماضي، وقبلها بسنة كنت أعمل للوصول إلى ضمان انتشار هذه اللعبة على نطاق واسع، انضمت لنا رواندا وبروندي والسودان والعديد من الدول الأخرى، وكما قلت كنا 4 أو 5، ثم أصبحنا 19 بينهم 11 دولة نشيطة، والباقي نعد لهم دورات تدريبية للحكام والتقنيين والإدارة، ونساهم كذلك في بعض البطولة المفروض أن تكون موجودة. وهنا أقصد أننا جد فعالين ولدينا أعضاء في الإدارة جد محترمين، ونتشرف أن يكون كعضو الأستاذ رشيد بناني منتخبا وليس معينا، وهو النائب الثاني في الاتحاد العربي للترياتلون. وأنا سعيد بذلك، وهذه المكانة لم تأت بطبيعة الحال من فراغ. من موقعك كمسؤول أول كيف ترى دور الإعلام في نشر هاته اللعبة؟ أنا أرى أن الدور الإعلامي ابتدأ مع تواجد حضرتك والتلفزيون المغربي والقنوات الأخرى لتغطية هذه البطولة الأفريقية. ومن خلال منبركم أناشد الإعلام في المغرب بضرورة الاهتمام أكثر بالترياتلون، لأنها ليست رياضة فقط، بل هي من الأنواع الرياضية القادرة على تجذب السياح، والمساهمة في جلب مدخول مهم للمغرب بفضل عائدات القطاع السياحي، وشخصيا أرى أن الدور الإعلامي بمعية المسؤولين عن هذه الرياضة بالمغرب، المفروض أن يمدوا رجال الإعلام بالإمكانيات والوسائل الضرورية، مسألة أساسية للوصول إلى ترسيخ ثقافة رياضية خاصة بالترياتلون سواء على مستوى ممارسة الرياضة للجميع أو مستوى قطاع البطولة، وهذا من شأنه العودة بالفائدة على المغرب وعلى إفريقيا والوطن العربي عموما. كلمة أخيرة؟ أنا أسعد شخص في الدنيا، لأنني كنت أحلم بالوصول إلى تحقيق هذا الانجاز منذ سنوات. وبالمناسبة أكرر شكري لكافة المسؤولين بدء بجلالة الملك محمد السادس لاهتمامه بالرياضة، فهو رياضي من الطراز الأول، وكان يحضر لمصر لممارسة الرياضة منذ الصغر. وأنا آمل في المغرب أن يستضيف في يوم من الأيام مرحلة من مراحل بطولة العالم للترياتلون وأن يستضيف أيضا نهائي بطولة العالم. ******************** ديبي أليكساندر رئيسة الجامعة الجنوب إفريقية «دورة أكادير .. تنظيم ممتاز في أحضان شعب مضياف» أكدت السيدة ديبي أليكساندر٬ رئيسة الجامعة الجنوب إفريقية لرياضة ترياتلون يوم السبت٬ أن الدورة الثالثة لمنافسات أكادير المغرب - ترياتلون 2013 تميزت ب «تنظيم ممتاز في أحضان شعب مضياف». وقالت السيدة ديبي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفل تسليم الجوائز للفائزين بالدورة الثالثة لترياتلون أكادير٬ «إنني معجبة حقا بجمال الطقس وحسن التنظيم وحفاوة الاستقبال حيثما حللنا». وأبرزت رئيسة الجامعة الجنوب إفريقية لرياضة ترياتلون٬ التي تشغل أيضا منصب عضو بالمكتبين التنفيذيين للإتحاد الدولي والكونفدرالية الإفريقية للترياتلون٬ أن القيمين على التنظيم «قاموا بعمل ممتاز هنا ونحن سعداء بالمشاركة في هذا الملتقى». وقالت «إنني سأرجع إلى بلدي جنوب إفريقيا بذكرى طيبة جدا وسوف أعود بالتأكيد في زيارة خاصة لأكاديرالمدينة الجميلة ذات الشعب المضياف». وعن سر الهيمنة شبه المطلقة للفريق الجنوب إفريقي على أطوار هذا الملتقى (13 ميدالية من أصل 15)٬ أفادت السيدة ديبي بأن هذا الإنجاز لم يأت من فراغ بقدر ما هو ثمرة سنوات طوال من الكد والجهد والعمل المتواصل على ثلاث مستويات على الأقل. وشددت على أن بلادها أطلقت من أجل ذلك «برامج أكاديمية على المستوى الوطني وبرامج على مستوى المحافظات أو الأقاليم وبرامج على المستوى القاعدي في أفق تغطية جميع جهات البلاد بمثل هذه المبادرات». وأضافت أن الغاية من ذلك هو «كوننا نبحث عن متسابقين منذ الصغر لنرفع من أدائهم من خلال تتويجهم بالجوائز من أجل إعدادهم للمنافسات ذات الطابع الدولي». وبعدما لاحظت أن إعداد متسابق أولمبي قد يتطلب مسارا من المتابعة لا يقل عن ثماني سنوات من الجهد والمواظبة٬ لم يفتها التشديد على ضرورة العمل على مضاعفة اللقاءات الرياضية على المستوى القاري. وبخصوص مشاركة الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في مسابقات الترياتلون٬ دعت ذات المسؤولة مجموع البلدان الإفريقية إلى تشجيع ممارسة مختلف الرياضات ذات الطابع «البارالمبي» من أجل تأمين الحضور القاري في المنافسات الدولية. *********** يونس كوزكوز : إنجاز أدين به لوالدي ولمدربي عبر يونس كوزكوز الفائز باللقب الأفريقي لفئة 19 سنة قل من عن سعادته بهذا الإنجاز الذي «أدين به لوالدي ولمدربي»٬ معربا في ذات الوقت عن أمله في إحاطة رياضة الترياتلون بما يلزم من عناية واهتمام بالمغرب من خلال إحداث جامعة تعنى بهذا الصنف الرياضي وتساهم في تأطير الشباب. وأكد ابن مدينة أكادير٬ الذي جزءا من تداريبه بالديار الفرنسية أنه سيشارك قريبا في منافسة بمدينة بوزنيقة٬ مضيفا أن هذا التتويج الإفريقي سيسمح له بالمشاركة في بطولة العالم للشبان المرتقبة الشهر المقبل بالعاصمة البريطانية لندن.