موليير الفرنسي والطيب العلج المغربي عنوان كبير للتفاعل الثقافي المثمر بمبادرة من المعهد الثقافي الفرنسي وبدعم من السفارة الفرنسية بالمغرب تقوم فرقة المسرح الوطني الشعبي فيلورباني بجولة مسرحية هي الأولى من نوعها في ثمان مدن مغربية خلال الفترة الممتدة من 7 ماي المقبل و5 يونيو 2010 . وذلك لعرض أربع مسرحيات لموليير، وهي من إخراج كرستيان سشيارتي وهو واحد من أكبر المخرجين المعاصرين ومدير المسرح الوطني الشعبي منذ سنة 2002. هذه الجولة المسرحية موجهة لعموم الجمهور بالإضافة إلى تلاميذ وطلاب المؤسسات التعليمية والجامعية وستهم مدن أكادير، الدارالبيضاء، المحمدية، فاس، مكناس، مراكش، تطوان والرباط. وذكر بيرترن كوميلان مسشتار التعاون والعمل الثقافي بالسفارة الفرنسية بالمغرب، خلال ندوة صحفية أول أمس الاثنين، بمرامي هذه التظاهرة الثقافية التي تترجم عمق التعاون الفرنسي المغربي، مبرزا في ذات السياق دور رواد المسرح المغربي مثل الطيب العلج والطيب الصديقي في إدخال موليير إلى الربيرتوار المسرحي المغربي عن طريق الاقتباس. وعبر الطيب العلج خلال هذه الندوة عن شغفه وعشقه لمولير مشيرا إلى أن هذا العشق لا يضاهيه إلا عشقه لزوجته التي يعود لها الفضل في تعريفه بموليير من خلال القراءة والترجمة لأعمال هذا الأخير، وقال الطيب العلج الذي ذكر بالبدايات الأولى في علاقته مع كتابات وأعمال موليير، إن ما قام به لحد الآن ليس اقتباسا ولا نقلا عن موليير بقدر ما هي عملية استنبات لتلك الأعمال في التربة الثقافية المغربية. وأوضح المخرج كرستيان سشيارتي أن المسرح الوطني الشعبي الذي تأسس سنة 1920 من طرف فيرمين جيمير في العاصمة الفرنسية باريس، عندما تسلم إدارته جان فيلار سنة 1951؛ اعتبر المسرح خدمة عمومية بهدف استقطاب جمهور عريض للمسرح، وهكذا شرع في سن سياسة ثقافية طموحة بالنسبة لتلك المرحلة. وأشار المتحدث إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أعضاء فرقة المسرح الوطني الشعبي الفرنسي بعرض أربع مسرحيات لموليير في المغرب، بالنظر إلى الأهمية التي يحظى بها المسرحي العالمي موليير الذي يعد مصدر إلهام المسرحيين المغاربة وعلى رأسهم الطيب الصديقي والطيب العلج الذي سيكون محطة تكريم بالرباط عندما تحط فرقة المسرح الوطني الشعبي بالرباط في 31 ماي المقبل. ومعلوم أن الطيب العلج استلهم مجموعة من أعماله من كتابات وأعمال موليير مثل مسرحية "ولي الله" المستلهم من مسرحية "تارتيوف" ،ويرجع له الفضل في تقريب موليير إلى الجمهور المغربي.