سعيد لكحل..تفكيك 115 خلية إرهابية خلال العشر سنوات الماضية أمر خطير أكد الأستاذ الباحث في الحركات الإسلامية سعيد لكحل، على نجاعة المقاربة الأمنية والقضائية في التصدي للمخططات الإرهابية، والتي انتهجتها الدولة منذ أحداث 16 ماي الأليمة. وأوضح سعيد لكحل في تصريح لبيان اليوم،أنه خلال العشر سنوات الماضية تم تفكيك ما يزيد على 115 خلية إرهابية وهو عدد خطير ومهول، مشيرا إلى أنه لو قدر أن نجح الإرهابيون في تنفيذ ثلث هذه المخططات لتحول المغرب إلى حمام دم، وهو ما يفسر في نظر المتحدث أن المقاربة الأمنية والقضائية أفادت في تجنيب المغرب والمغاربة أحداثا مماثلة لتلك التي عرفها يوم الأربعاء 16 ماي 2003. كما سجل سعيد لكحل أن هذه المقاربة دفعت العديد من الشيوخ إلى مراجعة مواقفهم اتجاه الدولة والنظام والديمقراطية إلى درجة أن عددا منهم أعلن رغبته في المشاركة في الحياة السياسية وتأسيس حزب سياسية مثل ما هو الحال بالنسبة للشيخ الفزازي. من جانب آخر، لم يخف سعيد لكحل تخوفه من الأجواء الحالية الذي قال إنها أخطر مما كانت عليه قبل أحداث 16 ماي، مشيرا في هذا الصدد إلى تنامي الخطاب التكفيري، بل إن الأخطر من ذلك في نظره، هو انخراط المجلس العلمي الأعلى في موجة التكفير، حيث أصيح يوفر الغطاء الرسمي لكل فتوى التكفير التي تصدر عن المتطرفين والذين أصبحوا يحيلون على أن هذه الفتاوى هي فتاوى رسمية، وبالتالي يضيف المصدر ذاته «أن المجلس العلمي الأعلى أعطى شرعية لهذه التيارات المتطرفة التي تصدر فتاوى التكفير التي تحرض على قتل من تراهم كفارا». وذكر سعيد لكحل أن هذه الأجواء لم تكن قبل أحداث 16 ماي، وأن من شأنه أن تخلق نوع من الحرج بالنسبة للقضاء الذي سيجد نفسه في حيرة أثناء متابعته لمتطرفين بسبب فتاوى متطرفة أفتى بها المجلس العلمي. المستوى الآخر الذي سجله الباحث في الحركات الإسلامية، هو المستوى المرتبط بالعامل الخارجي، حيث لا حظ سعيد لكحل أن الإرهاب في المنطقة أصبح يشكل قوة عسكرية على حدود المغرب، يمتلك الأسلحة وأصبحت له دولة في شمال مالي، وهم الآن يسيطرون على أجزاء كبيرة شمال النيجر وجنوب وغرب ليبيا ومرتفعات الجبال في تونس وعلى الحدود بين الجزائر ومالي أي أنهم أصبحوا يسيطرون على منطقة الساحل والصحراء، مشيرا إلى أن هذا الواقع الجديد لم يكن قبل 16 ماي 2003 وهو ما يضع المغرب، في نظره، أمام مسؤولية إقليمية ودولية ويضع أيضا التنظيمات الإسلامية أمام مسؤولياتها وخاصة تلك التي أصبحت في السلطة لأنها، يضيف المتحدث «متورطة مع تنظيمات متطرفة كما هو الشأن في تونس ومصر وليبيا ونسبيا في المغرب». وأوضح سعيد لكحل أن هذا الواقع الجديد يعطي هذه التنظيمات المتطرفة قوة أكثر ويسمح لهم بهامش كبير من التحرك خاصة وأنهم أصبحوا يتوفرون على الأسلحة والمال والمقاتلين في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية في دول المنطقة التي شهدت ما يعرف بالربيع العربي والتي لم تعد قادرة على المواجهة، بالإضافة إل ى ضعف التنسيق بين دول المنطقة.