المخابرات الجزائرية تتورط في تصفية جسدية لقيادي بالبوليساريو أحاطت شكوك كثيرة حول الوفاة المفاجئة للقيادي بجبهة البوليساريو، الخليل سيد أحمد، عضو ما يسمى بالأمانة الوطنية والمكلف بأمانة الفروع، الذي أعلن عن وفاته يوم السبت الماضي، ودفن يومين بعد ذلك. ففي الوقت الذي أعلنت جبهة البوليساريو أن وفاة الراحل كانت طبيعية، ذهبت مصادر أخرى إلى أنه تعرض للتصفية الجسدية من طرف المخابرات العسكرية الجزائرية. ويرجح أن يكون الراحل، الذي شغل مناصب قيادية في جبهة البوليساريو، قد تعرض للتصفية الجسدية بتواطؤ بين قياديين من البوليساريو والمخابرات العسكرية الجزائرية، وما يعزز هذه الفرضية أن الراحل كان على وشك مغادرة مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر للالتحاق بالمغرب، وهو ما أثار غيظ قيادة البوليساريو. وتشير بعض المصادر إلى أن الخلاف بين الخليل سيد أحمد وزعيم البوليساريو وصل مداه، عندما أبدى الأول رأيا مخالفا لرأي محمد عبد العزيز حول طريقة تدبير ملف الصحراء، واستئثار الثاني بالقرار دون استشارة باقي القياديين. ويسود تكتم شديد داخل المخيمات عن هذا الحادث، الذي لا يستبعد أكثر من طرف أن تكون البوليساريو متورطة فيه بتواطؤ مع المخابرات الجزائرية، خصوصا وأنها تعرف جيدا قناعات الرجل ومواقفه الجريئة بخصوص مستقبل النزاع. ومعروف أن بعض قياديي البوليساريو، ومن ورائهم المخابرات العسكرية الجزائرية، يلجؤون إلى أساليب الترهيب والتهديد في حق كل من يخالفونهم الرأي حول هذه المسألة، وتصل أحيانا إلى الاعتداء الجسدي والتعنيف وفي أحيان إلى التصفية الجسدية لكل من سولت له نفسه إبداء رأي غير الذي تتشبث به القيادة. ونعى بلاغ مقتضب للبوليساريو السبت الماضي، الخليل سيد أحمد، عضو ما يسمى بالأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، والمكلف بأمانة الفروع، وأعلن ذات البلاغ أن وفاته كانت «مفاجئة»، دون الإشارة إلى أسبابها أو ملابساتها، واكتفى نفس البلاغ بالإعلان عن حداد لمدة أسبوع في المخيمات. وكان الخليل سيد أحمد البالغ من العمر 56 سنة والمزداد بمنطقة «اقليبات الفولة» بالجنوب المغربي وكان من القياديين الأوائل الذين التحق بجبهة البوليساريو، وتدرج في عدة مناصب قيادية، منها عضو المكتب السياسي لجبهة البوليساريو، ثم عضو الأمانة الوطنية، وسفيرا للبوليساريو في الجزائر العاصمة. وبعد عودته إلى تندوف شغل سيد أحمد خليل وزيراً للتعليم، ثم وزيرا للداخلية، فوزيرا لشؤون الأرض المحتلة والجاليات والريف الوطني. وخلال المؤتمر الثالث عشر للبوليساريو انتخب الراحل عضوا بمكتب الأمانة الوطنية مسؤولا عن أمانة الفروع. وأشارت مصادر إلى أن الوفاة المفاجئة للقيادي بالبوليساريو يطرح أكثر من علامة استفهام حول تدبير الخلاف داخل الجبهة، معربا عن تخوفه أن يكون ذلك بمثابة إنذار لكل الذين يعبرون عن رأي مخالف لرأي محمد عبد العزيز وأزلامه. وأبرزت هذه المصادر أن مثل هذا الأسلوب هو المتبع من طرف البوليساريو والمخابرات العسكرية الجزائرية، في التهديد والترهيب وفي التصفية الجسدية، لإسكات الأصوات المخالفة، وإخراس الذين يعبرون عن قناعة أنه حان الوقت لنهج مقاربة جديدة في النزاع حول الصحراء.