تفعيل منتوج معرفي يتماشى مع تطلعات المجتمع وتكريس حضور الثقافة المحلية تستعد مدينة كلميم لاستقبال فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مسرح الجنوب، الذي تسهر على تنظيمه جمعية أدوار للمسرح الحر والذي من المقرر تنظيمه خلال الفترة الممتدة من ثالث عشر إلى تاسع عشر ماي القادم. وتتميز هذه الدورة بمشاركة سبع فرق مسرحية من داخل المغرب ومن بعض الدول الإفريقية الأخرى، واختيار موريطانيا ضيف الشرف، فضلا عن ندوة حول موضوع: المسرح والتنمية. . وبالمناسبة، صرح المدير الفني للمهرجان عبد اللطيف الصافي لبيان اليوم، أن ظروف إعداد مهرجان مسرح الجنوب، تمر بشكل عادي وفي مستوى جيد، وهي تتركز بالخصوص حول تعبئة شركاء الجمعية والتواصل مع الفرق المسرحية المدعوة للمشاركة والتي تم حصرها في سبع فرق، تمثل المغرب ودول مغاربية وإفريقية، فضلا عن فرق محلية تمثل جهة الجنوب. وأكد الصافي في هذا التصريح الذي أدلى به لبيان اليوم، على أن اقتران المهرجان بمسرح الجنوب، ليس أمرا اعتباطيا، بل إن هذا الرهان تم التطرق إليه ومناقشته خلال ندوة الدورة الأولى للمهرجان، ويتمثل الرهان في إعطاء هوية ملموسة لهذه التظاهرة، حيث تم التفكير في كلميم باعتباره إقليما و باعتباره كذلك يمثل حاضرة واد نون، لأجل الانفتاح على تجارب جمالية أخرى، لم يتسن لفئة كبيرة من المتفرجين التعرف على غناها وعمقها، خاصة على الصعيد الإفريقي، فكليم –يضيف الصافي- لعب دورا تاريخيا باعتباره يشكل جسرا للتواصل مع ثقافات متعددة.. وتحدث الصافي لبيان اليوم كذلك عن الدافع الذي جعل إدارة المهرجان تختار موريطانيا ضيف شرف هذه الدورة، حيث أكد على أن هناك روابط تاريخية تجمع بين واد نون وموريطانيا، وقد تقرر أن يتم في كل دورة الاحتفاء بضيف شرف يمثل بلدا عريقا في ما يخص الروابط الثقافية والحضارية التي تجمعنا به. وحول دلالة اختيار موضوع المسرح والتنمية للمناقشة ضمن ندوة رئيسية بهذه الدورة، أكد الصافي على أن هناك علاقة وثيقة بين البعد التنموي والبعد الإبداعي بصفة عامة، فالعوامل غير ذات الطابع الاقتصادي لها أهميتها في تحقيق التنمية، والمسرح جزء لا يتجزأ من هذه العوامل، ويأتي اختيار موضوع هذه الندوة، في سياق مواكبة النقاش الدائر حول تنمية الأقاليم الجنوبية.. وأشار الصافي كذلك إلى أن الانتظارات من وراء تنظيم هذا المهرجان، تصب في تفعيل منتوج معرفي يتماشى مع تطلعات المجتمع وتكريس حضور الثقافة ذات الطابع المحلي على وجه الخصوص، وخلق إشعاع للمدينة.. وحسب رئيسة جمعية أدوار للمسرح الحر عتيقة أبو العتاد، فإن «رهان مسرح الجنوب يظل أفقا مميزا لهوية مهرجان كلميم مستقبلا، وهو ما سيميزه على باقي المهرجانات المسرحية في العالم العربي وافريقيا، هذه الأخيرة التي تعتبر بوابة وركيزة طموح جمعية أدوار للمسرح الحر بكلميم اليوم، عبر ربط جسور حوار جمالي مغربي، عربي، افريقي من خلال أب الفنون، وداخل نسيج مهرجان يسعى أن يتحول لفضاء حوار مسرحي وجمالي جنوب جنوب». ويشتمل برنامج هذه الدورة على عروض مسرحية وتكريم الباحث والمسرحي الموريطاني أحمد حبيبي والمسرحي المتحدر من كلميم الحبيب لوريلي، وورشات تكوينية، بالإضافة إلى ندوة رئيسية حول موضوع «المسرح والتنمية» بمشاركة باحثين ونقاد. ويساهم في دعم المهرجان مجموعة من القطاعات والمؤسسات: وزارة الثقافة ومسرح محمد الخامس وولاية جهة كلميمالسمارة ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية وصندوق الإيداع والتدبير والجماعة الحضرية بكلميم..