حزب التقدم والاشتراكية يرفض المزايدات السياسية ويؤكد عزمه المضي على الدرب الذي ارتضاه خدمة للوطن والشعب في إطار التحضير للدورة العاشرة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، المقررة في 13 ابريل الجاري، عقدت لقاءات تواصلية، نهاية الأسبوع المنصرم، في عدد من الجهات والأقاليم، أزيلال، وفاس، وتازة، وسطات تم خلالها مناقشة مشروع الأرضية المكونة لمشروع تقرير الديوان السياسي الذي سيتم تقديمه أمام فعاليات هذه الدورة . وتميزت هذه اللقاءات باستعراض الأوضاع الداخلية والخارجية في سياق الأزمة العالمية وتفاعلات الربيع العربي، وقضية الصحراء المغربية، حيث قدم أعضاء الديوان السياسي تحليلا معمقا للمرحلة وتداعياتها الصعبة ليس فقط على المجال الاقتصادي، بل أيضا على الحقل السياسي الذي امتدت إليه أيادي التشويش والتغليط الرامية إلى التحايل على الأوضاع القائمة وعرقلة عمل الحكومة التي تمكنت من إدخال البلاد في حالة من الاستقرار وتنتظرها أوراش عديدة للإصلاح. وشددت هذه اللقاءات التي شهدت مداخلات قيمة، على تشبث حزب التقدم والاشتراكية بمبادئه اليسارية التقدمية وبمرجعيته الاشتراكية، وعلى عزمه المضي قدما على درب العمل الدؤوب لتمتين آليته الحزبية بما يمكنه من إنتاج الأفكار وخدمة مصلحة الوطن والشعب. مراسلو بيان اليوم تتبعوا مجريات هذه اللقاءات الحزبية ووافونا بتقاريرعن اجتماعات جهات أزيلال، وفاس، وتازة، وسطات. كرين: الواقع يكشف أن الصراع الحقيقي هو بين من يحملون راية التغيير ومن يسعون إلى الإبقاء على الوضع السابق بكل تناقضاته فاطمة فرحات تؤكد على دورالحزب في تفعيل البرامج الحكومية وقوته في رأب الصدع الذي تذكيه بعض الأطراف السياسوية انعقد يوم السبت 30 مارس 2013، المجلس الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بجهة تادلا ازيلال بمشاركة مختلف الفروع المحلية التابعة للفروع الإقليمية لبني ملال وأزيلال والفقيه بن صالح، تحث إشراف عضوي المكتب السياسي كرين لبيض وفاطمة فرحات. اللقاء، افتتحه المنسق الجهوي بجهة تادلة ازيلال الحسين العزاوي، الذي رحب بالحضور، وذكر بجدول الأعمال الذي ينحصر في نقطة واحدة، تتعلق بالتحضير لأشغال الدورة العاشرة للجنة المركزية التي ستنعقد يوم 13 ابريل المقبل. بعد ذلك، أخد الكلمة الكُتاب الإقليميون للفروع الإقليمية، بأزيلال ولفقيه بن صالح وبني ملال، الذين تطرقوا بشكل مختصر إلى الوضع التنظيمي للفروع المحلية، وإلى زيارات كل من الأمين العام للحزب نبيل بنعبدلله والرفاق خالد الناصري والحسين الوردي إلى إقليمأزيلال في إطار الحملة الانتخابية الجزئية للدائرة الانتخابية دمنات أزيلال، والتي أعطت دفعة قوية لمرشح الكتاب الذي حصل على أزيد من 4000 صوت محتلا الرتبة الثالثة بفضل ثقة المواطنين في الحزب رغم استعمال المال من قبل بعض المنافسين. كما أشاد الرفيق العلوي مصطفى الكاتب الإقليمي بالفقيه بن صالح، بزيارة كل من الحسين الوردي وزير الصحة، ووزير الثقافة أمين الصبيحي، وكرين لبيض عضو الديوان السياسي، إلى مدينة لفقيه بن صالح وذلك تزامنا مع موسم العهد، الذي تنظمه سنويا، "جمعية العهد" بتعاون مع جماعة هل المربع الذي يترأسها الرفيق الخطابي بوعبيد. كلمة كرين لبيض، عضو الديوان السياسي، جاءت بدورها لتسلط الضوء على مسودة الديوان السياسي، ولتفتح أفاق النقاش بين كافة رفاق الجهة، يقول البيض" إن مثل هذه اللقاءات شكلت ولازالت سنة حميدة في الحزب، وتحولت إلى لبنة حقيقية لصنع القرار، انطلاقا من القواعد ...إننا نعتبر مشاركة كافة الرفاق في القرارات السياسية الكبرى، هو في حد ذاته، ترسيخ لأدبيات الحزب، وتفعيل حي للدمقرطة الداخلية التي تربط بين القاعدة والقمة". مسودة الديوان السياسي أيضا، وقفت وبعجالة عند المناخ العام، الذي يعيشه المجتمع الدولي، والذي خيمت عليه خطابات الأزمة المالية، خاصة في منطقة اليورو. كما ذكرت بالاضطرابات في سوريا ومصر وتونس ومالي وتأثيرها على المنطقة بشكل عام. على الصعيد الوطني، وقف كرين، على مستجدات القضية الوطنية، وعلى تشبث الحزب بمقترح الحكم الذاتي، ودعا إلى ضرورة تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة أعداء الوحدة الوطنية. وقبل حديثه عن موقف الحزب من مجموعة من القضايا الاجتماعية، أشار المتحدث، إلى نقطة أساسية تتمثل في طبيعة الصراع السياسي الحالي، الذي تعتبره بعض الأطراف، بين تيار الحداثة والمحافظين (مع إقحام قسري للحزب ضمن التيار الأخير بطبيعة الحال). في حين أن الواقع يكشف، يضيف المتحدث،أن الصراع الحقيقي هو بين من يحملون راية التغيير والإصلاح، وبين من يسعون إلى الإبقاء على الوضع السابق بكل تناقضاته، بين من يسعون إلى تفعيل الدستور الجديد والتعاطي مع متطلبات المرحلة ومن يدافعون عن المصلحة الذاتية،وهو الصراع الذي يكشف للأسف،حسب لغة المتدخل، عن غياب معارضة حقيقية ذات صوت إيديولوجي واضح. وتجاوزا لهذا الوضع، دعا الرفيق كرين إلى ضرورة التصدي لكل المحاولات اليائسة التي تسعى إلى إفشال المشروع الحكومي، وذلك بالدفاع عن المشهد السياسي الراهن، عبر تقديم، تقييم موضوعي للتجربة الحالية، التي من ايجابياتها، ما عرفه المغرب من استقرار تام على عكس دول الجوار، لاعتبارات عدة: منها تجاوب الحكومة مع العديد من الملفات الاجتماعية الوازنة (المقاصة /التقاعد/ المخطط التشريعي..). لكن دون أن يعني هذا، يقول تقرير المسودة، أن الأمر لا يستدعي اتخاذ خطوات أكثر جرأة وفعالية لتجاوز العديد من المطبات التي تثقل كاهل الدولة، وتقتضي الدخول في إصلاحات كبرى، والاهتمام بالقضايا الجوهرية بدلا من المسائل الجزئية، وتفادي الإجراءات التقشفية باعتماد مقاربة شمولية تشمل الإصلاح الضريبي، واستقطاب الاستثمار،واعتماد الحكامة الجيدة... الكلمة الختامية لعضو الديوان السياسي، جاءت لتؤكد، أن حزب التقدم والاشتراكية، وعلى عكس ما تروج له بعض الأصوات" المتياسرة"، هو حزب يساري، حداثي، خلاق، يتكيف مع الواقع ويتخندق مع معسكر الإصلاح والتغيير وليس مع معسكر الاستسلام والتراجع. والقول بهذا لا يعني، حسب كرين، أي شكل من الإشكال دفاع عن الذات، إنما هو فقط سعي نحو تحيين السؤال الجوهري: ما السبيل إلى تفعيل آلة حزبية كفيلة بالتلاؤم مع الأوضاع السياسية الراهنة وطنيا ودوليا. مضيفا "ماذا نريد من تنظيمنا الحزبي. والى أي تنظيم نسعى؟ أما عن تاريخية الحزب وشرعيته فيكفي أن نذكر، لعل الذكرى تنفع "المتياسرين" أننا قريبا سنحتفل بسبعينية حزبنا العتيد؟". أما كلمة عضو الديوان السياسي، فاطمة فرحات، فقد وقفت على الدور الجوهري الذي يلعبه الحزب في تفعيل البرامج الحكومية وعلى قوته في الاستماتة في رأب الصدع الذي تذكيه بعض الأطراف السياسوية، وأكدت أن الحزب سيبقى صمام أمان للحكومة، وكيانا مستقلا قي نقس الوقت في قراراته التي ما فتيء يعبر عنها بجرأة لا مثيل لها مهما كانت النتائج، وذكرت بالعديد من اللحظات التي كانت فيها مواقف الحزب جد شجاعة، واستطاعت أن تقطع الطريق عن أعداء الإصلاح والتغيير.واعتبرت فاطمة فرحات، الإصلاحات العميقة التي تحققت هي خير مؤشر على انخراط الحزب في تحقيق التطلعات الكبيرة لجلالة الملك والشعب المغربي عامة، وهي المرآة الحقيقية أيضا التي تعكس قوة وزراء الحزب، الذي يشكلون الآن حجرة أساس للعديد من المشاريع التنموية بتنسيق بطبيعة الحال مع باقي طاقم الحكومة. الرفيقة أيضا، أخبرت الحضور بتوكيل "خلية أو لجينة "من المتخصصين في الاقتصاد للبحث عن الحلول الممكنة للمعضلات الاقتصادية والمالية التي تعترض تحقيق تنمية شمولية، كما أشارت إلى المذكرتين اللتين قدمهما الديوان السياسي للحكومة، بحيث أن الأولى تخص المناصفة والمساواة، والثانية الطفولة والأسرة، ونوهت بترأس مولاي إسماعيل العلوي الحوار الوطني حول المجتمع المدني، و في الأخير حثت المناضلين على الاهتمام بالعنصر النسوي في توسيع قاعدة التنظيم. وقد ثمن أغلب المتدخلين، اقتراحات الديوان السياسي، وركزوا بالأساس على الإشكال التنظيمي، حيث أشار البعض منهم، إلى ضرورة التواصل رغم مجهودات الحالية، فيما ذهب آخرون إلى الحديث عن العديد من الملفات العالقة على المستوى المحلي، والتي تتطلب دعما وتدخلا عاجلا من وزراء الحزب. وطالبوا من جهة أخرى بضرورة سن سياسة القرب من المواطن، واستثمار مجهودات الرفاق في الحكومة جماهيريا والعمل على مواكبة الأنشطة الحزبية على مستوى الفروع ، وتفعيل مقررات الحزب على ارض الواقع. هذا، ونوه المتدخلون بحصيلة مشاركة الحزب في الحكومة حتى اليوم، لاسيما، دوره الوازن و مواقفه الجريئة من جملة قضايا اجتماعية واقتصادية وثقافية.